نتنياهو يسعى لـ"تفويض نووي" ، ضوء أخضر أمريكي لردع إيران على الطريقة اللبنانية .. !!

في خطوة تكشف تصاعد التوترات الإقليمية، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن إلى انتزاع تفويض أمريكي واضح للتدخل ضد أي محاولة إيرانية لإحياء برنامجها النووي، وفق ما أفادت به صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية ، وقد صرح مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة أن نتنياهو يأمل بالحصول على موافقة أمريكية مسبقة تتيح لإسرائيل اتخاذ إجراءات فورية في حال رصد أي تحرك مشبوه من جانب طهران، مشابهة للنموذج المعتمد في لبنان ، وهذا "النموذج اللبناني" يعني فعليًا إطلاق يد إسرائيل أمنيًا وعسكريًا تحت مظلة شرعية أمريكية، خاصة إذا تم اكتشاف تهريب أو معالجة مواد نووية في مواقع سبق استهدافها ، ويتمثل الطموح الإسرائيلي في تشكيل آلية دولية بقيادة واشنطن، تضمن منع إيران من إعادة بناء قدراتها النووية ، ويشمل ذلك إعادة فرض العقوبات بشكل تلقائي على طهران، خاصة بعد امتناعها عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وهذا التحرّك الإسرائيلي يأتي بعد انسحاب مفتشي وكالة الطاقة الذرية من إيران "لأسباب أمنية"، في ظل تصعيد رسمي من جانب طهران ، بعد أن صادق الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان على قانون يجمّد التعاون مع الوكالة الدولية، ما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا من غموض النوايا الإيرانية ، هذا في الوقت الذي اطلق نتنياهو تصريحات حادة قبل مغادرته تل أبيب باتجاه واشنطن قائلاً : "علينا أن نبقى يقظين تجاه محاولات إيران المتكررة لإحياء مشروعها النووي الذي يهدد وجودنا" ، وفي موازاة التحرك السياسي، تواصل إسرائيل تحركاتها العسكرية في الجنوب اللبناني، حيث عاد التركيز إلى استهداف بنية حزب الله ، ويأتي هذا بعد الهدوء النسبي الذي أعقب المواجهة العسكرية الإسرائيلية-الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي ، وقد
أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" عن تصفية قاسم صلاح الحسيني في منطقة كفركلا، وُصف بأنه عنصر مركزي في تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية بتنسيق مباشر مع "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني ، وفي تطور لافت، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة CBS News، أن القصف الأمريكي الأخير لمنشأة فوردو النووية قد ألحق "أضرارًا جسيمة" بالمنشأة التي تعد من الركائز الأساسية لبرنامج إيران النووي ، وقال عراقجي :
"لا أحد يعلم بالضبط ماذا حدث داخل فوردو، لكن المؤشرات تفيد بأن الأضرار خطيرة للغاية" ، وفي ظل كل هذا يسعى نتنياهو إلى توظيف الديناميكية الأمريكية الإسرائيلية لخلق مظلة ردع استراتيجية مسبقة ضد إيران، وهو بذلك لا يطلب فقط دعماً عسكرياً أو سياسياً، بل يسعى لإعادة صياغة قواعد الاشتباك على الساحة النووية الإقليمية ، وإذا تحقق له هذا "التفويض النووي"، فقد نشهد مرحلة جديدة من التصعيد "المشرعن" ضد طهران، بشراكة أمريكية لا لبس فيها ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .

---