احمد عبيدات رجل دولة يقود المسيرات
عاطف عتمه
تشير تقديرات الشارع إلى أن الباشا احمد عبيدات هو رجل المرحلة الحالية والقادمة ، فاحمد عبيدات رجل دولة بكل المقاييس والمواصفات ، يحمل خلفيته العسكرية المخابراتية في خدمة طويلة ، وصل إلى أعلى مراكزها حيث شغل مركز مدير جهاز المخابرات العامة في ظروف عصيبة عاشتها البلد ، وقد عرف عنه منذ ذلك الحين في إطلاقه لمبادرات تخفيف القبضة الأمنية والقرار الأمني على الدوائر والمؤسسات والأحزاب والسياسيين .
وقد انطلق على الفور وبرؤية من المغفور له جلالة الملك حسين بان يقود دفة الحكومة وشكل حكومته ، ثم رفع شعاره غير المسبوق في ذلك الحين \" من أين لك هذا ! \" ، وقد أثارت أفكاره في ذلك الحين موجة من الاحتقانات والاحتجاجات
في الشارع العام ، ويبدو أن الكلاب الضالة أخذت تعوي بلا حياء ، إذ أن المقروص يخاف من جرة الحبل ، وكان الزعيق والنعيق آنذاك خوفا من جرة الحبل ، وما أكثر جرّات الحبل في ذلك الحين !
احمد عبيدات ، كما العديد من الشخصيات الوطنية طاهر المصري ومروان دودين وصالح رشيدات وفايز الطراونة وعون الخصاونة وطاهر حكمت وعبدا للطيف عربيات ... وآخرون كثر ، يحتلون مكانة خاصة في قلوب الناس جميعا ، ويفضلهم الشارع بمشاربه المختلفة ، وينظرون إليهم على أنهم قواسم مشتركة تجمع كل الناس على صعيد واحد ، يتفقون على نزاهتهم وضرورة تواجدهم في مراكز القرار ، ويثقون في تاريخهم ، وعدم تورطهم في الاعتداء على المال العام أو انطوائهم تحت راية فاسد أو مفسدة .
إن قيادة احمد عبيدات لمسيرة الحسيني قبل أيام ، وقد وضع يده بيد المعارضة وتحالف معهم ، وأسس جبهة وطنية عريضة تضع أسس مرحلة الإصلاح ومتطلباتها ، وقد عرف بكونه معارضا غير متهور، ويحظى بثقة الشارع المؤيد للدولة كما يحظى بتزكية الحركة الإسلامية ، ويتحالف مع المعارض المستقل
والأبرز في الشارع الأردني ليث شبيلات ، تعطي مؤشرات تحذيرية لضرورة استدراك الإصلاح ، وأهمية إحداث الإصلاحات الحقيقة ، حتى لا نوسع الخرق على الراتق .
إن عملية ذر الرماد في العيون زادتها رمدا وار مدت أخريات من العيون النظيفة السليمة ، فاليوم تزداد حدة المطالبات بالإصلاح الحقيقي ، ونعود لمصداقية أطروحات احمد عبيدات ، فلو استمعنا وتركنا الفرصة لأحمد عبيدات منذ حكومته الأولى ، لما وقع الفأس بالرأس ، ولما عانينا من مما نحن فيه ، ولما أرهقنا الدولة وموازناتها بثلة فاسدة نهبت مقدرات الوطن وشلت حركته .
ثم لقد عجزت الدولة الأردنية عن صناعة نخبة سليمة غير فاسدة تقود البلد إلى بر الأمان وتقود الشارع وإلا لما رشحت الأمور وتفاقمت وأوصلتنا إلى ما نحن عليه ..