إن جٌل شعوب الأرض لديها غشاوة في فهم علم المصطلحات السياسية ، وعما يدور ويحدث حولها من أحداث جسام ، بل يعتقد جُل الناس بأن ما يسمى بالربيع العربي قد اندثر بعدما أوشك على تحقيق أهداف الشعوب العربية التي ثارة على حاكميها من أجل لقمة العيش والحرية والكرامة والعدل والمساوة ، بل لم تتدارك أفكار الشعوب بأن دولة الظلم ساعة ، ودولة الحق إلى أن تقوم الساعة .
كانت تهدف الدول الأوربية في بناء حضارتها على استراتيجات قد فشلت ومنها من سيفشل نظراً للوقائع الجارية التي تجتاح العالم بأسره من فساد اجتماعي وانحلال أخلاقي وقد قال الحق سبحانه وتعالى في هذا المجال)وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا( .
كان يهدف الاتحاد السوفيتي سابقاً إلى تحويل العالم كله شيوعي، وعلى لسان لينن لو ذهب ثلثي العالم وبقي ثلث واحد شيوعي لكان سعيداً بذلك، فسيطر الاتحاد السوفيتي على أوراسيا وعلى أوربا الشرقية ولكنه لم يستطيع أن يسيطر على العالم لأن عقيدته خاطئة واستراتيجته أيضاً فاشلة .
جون ماكيندور وضع نظرية لسياسة الجغرافية الأرضية ، فرسمها على النحو التالي بحيث وضع لها قلباً وله جزيرة وقال من يسيطير على الجزيرة فسوف يسيطر على العالم كله.
سبايكمان قال بأن جزيرة الأرض فارغة، وقلبها كذلك فارغ، قسم العالم إلى قسمين ، القسم الأول يمثل العالم القديم أي القارات القديمة والقسم الغربي وهي الأمريكيتين .
فقال لو حدثت حرب بين الأثنتين وطال أمد الحسم ، فإن المعسكر الشرقي سوف يتفوق على الغربي بسبب ما يمتلكه من موارد كبيرة تقدر في أربع مرات من ما يمتلكه الغرب ، أضف إلى ذلك ما يمتلكه من موارد بشرية هائلة.
فرسم خطته على سلسلة التواءت الآلبية والتي تبدأ من بريطينا جبال الألب جبال طوروس في تركيا، وجبال زاجروس في ايران جبال أندوكاش باكستان وجبال هاملايا في الهند وتعتبر هذه السلاسل الجبلية من أكثر السكان والموارد في العالم، فمن استطاع السيطرة عليها استطاع السيطرة على العالم بأكمله.
عملت الولايات المتحدة الأمريكية على انشاء حلف شمال الأطلسي، وعلى حلف بغداد ، حلف جنوب غرب أسيا بحيث وزعت أساطيلها العسكرية تحديداً عند انهيار الاتحاد السوفيتي، وبهذه الحالة تكون قد سنحت الفرصة للأستحواذ على العالم والهيمنة عليه، حتى أن العجيب في الأمر عندما سألت أحد السياسسين الأمركيين هل يحق لرئيس معين ينتخب تغير هذه الأستراتيجة، فأجابني نحن لا نغير الجسد ولكننا نغير الرأس فقط.
وجدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن قوة السلاح لا تكفي لوحدها، مستفيدة بذلك من التجربة السوفيتية، فتمكنت من تغير ايدلوجيتها من الصراع العسكري إلى السلام الاقتصادي.
شكلت الولايات المتحدة الأمريكية العالم إلى ثلاثة كُتل اقتصادية فكانت الكتلة الأمريكية والكتلة الأوربية والكتلة الأسوية، ثم عملت على استحواذ هذه الكتل بكتلة واحدة ، فكشفت عن نظرية سنترلاند فإذا تم السيطرة على مركز الأرض سيتم السيطرة على العالم جميعه، وكما نعلم بأن مركز الأرض هو الشرق الأوسط ، فبدأ العالم الغربي بالعمل على نزع القومية العربية وتفتيت الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة متشرذمة متنازعة ، إلى أن وصلوا إلى خطة جديدة شرق أوسط جديد إما أفقي أو عامودي .