خاروف مدعوم .. ومواطن له الله .. !

إن تكرار القرار الحكومي المتعلق بعدم رفع اسعار الأعلاف يجعل الفرد يبحث عن السر من وراء الحرص الحكومي على إبقاء أسعار الأعلاف كما هي رغم أنها كحكومة تؤكد وتحرص على نشر أي تقرير أو تصريح يؤيدها في رفعها لأسعار الكهرباء والماء ، فحكاية الأعلاف تستحق أن يقال بها أكثر مما قاله مالك في الخمر .
وفي سنوات سابقة وضع الشارع الأردني تحت مقصلة رفع اسعار الاعلاف وكان أن خرجت الخراف من حضائرها تطالب بعدم الرفع وأن تعامل معاملة بقية أفراد الشعب في الدعم ، وكانت النتيجة أن الحكومة قامت بعمل تعداد لهذه الخراف وتبين أن قيمة ما يصرف من أعلاف يرتفع وارقام أعداد هذه الخراف بقي كما هو .
وهنا ينعكس الحال على وضع الدعم الذي يقدم للمواطن الأردني الإنسان بموضوع المحروقات وبقية دعومات الحكومة له ‘ فالدعم على المحروقات والمواد يبقى كما هو رغم الزيادة بعدد رؤوس البشر من المواطنين بل أن الحكومة إعتبرت متوسط عدد أفراد الأسرة للرقم النهائي للدعم ستة أفراد وشطبت من سجلات دعمها ما يزيد عن هذا الرقم ووضعت مسؤولية دعم البقية في رقبة رب الأسرة الذي بالغ في عدد مواليده وتجاوز الرقم الحكومي المحدد .
وقصة دعم العلف للخراف في الأردن أن من يسيطر عليه وبالتالي يحصل عليه هم كبار التجار الذين يحققون ارباح خرافية من وراء بيعهم للحومها ، بينما سعرها يبقى بعيد المنال عن قدرة المواطن على شرائها مما جعله يلجأ للخراف الاسترالية والسودانية وبقية الجنسيات الدولية للخراف ، وإقتصرت بالتالي قيمة الدعم المقدم على " لحوم الخراف " لمن يملك القدرة المالية على أكل الكافيار بدلا من اللحوم الحمراء وزادة فرصة في الحياة عن غيره طبقات المجتمع الفقيرة .
وبالعربي المفتشر الحكومة أبقت على دعم الخراف لإيمانها الكامل أن إطعام الخراف علف مدعوم يؤدي إلى سكوت الكثير من المواطنين ذوي الميول الخاروفية في تعاملهم مع الوطن ومكتسباته ؟