أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
السويداء بين الأمن المحلي والغياب المركزي ، مكاسب تكتيكية أم تهديد استراتيجي للحكومة السورية؟!! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة السويداء بين الأمن المحلي والغياب المركزي ،...

السويداء بين الأمن المحلي والغياب المركزي ، مكاسب تكتيكية أم تهديد استراتيجي للحكومة السورية؟!!

27-07-2025 09:31 AM

في تحول غير مسبوق على المستوى الأمني والسياسي في سوريا، بدأت محافظة السويداء — ذات الغالبية الدرزية — بتطبيق نموذج جديد قائم على تولي أبناء المحافظة المهام الأمنية، مقابل انسحاب قوات النظام إلى خارج الحدود الإدارية ، جاء ذلك وفق اتفاق غير معلن رسمياً بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة، ما فتح بابًا واسعًا للتأويلات حول أهداف هذا التوجه : هل هو خطوة تكتيكية لامتصاص الغضب المحلي؟! أم بداية لتنازل استراتيجي عن سيادة الدولة المركزية؟! وللإجابة نقول :
أولاً: السويداء. ، لها خصوصية قد تعيد رسم العلاقة مع الدولة ، حيث
تمثل محافظة السويداء حالة استثنائية في المشهد السوري ، فهي لم تكن جزءاً مباشراً من الصراع الدموي الذي اجتاح البلاد، لكنها عانت من الانفلات الأمني والفوضى المنظمة، وتشكّلت فيها فصائل محلية مسلحة أبرزها "رجال الكرامة" و"المجلس العسكري للسويداء"، رافضة أي وجود أمني خارجي، سواء كان من النظام أو من المليشيات المدعومة إيرانيًا.
ثانياً: اتفاق الأمن المحلي ، و البنود وتطبيق الواقع ، و
ابتداءً من مايو 2025، بدأت الحكومة السورية فعليًا بتنفيذ اتفاق ضمني مع مشايخ عقل الطائفة الدرزية، نص على :
تشكيل قوى أمن داخلي من أبناء المحافظة، تتبع نظريًا لوزارة الداخلية السورية ، يشترط انسحاب كامل للقوات الأمنية والعسكرية إلى خارج الحدود الإدارية للمحافظة ، و
منع دخول أي قوى أمنية مركزية إلى داخل السويداء، مقابل الالتزام بالأمن وضبط الحدود من قبل الأهالي.
ثالثاً: المكاسب التكتيكية قصيرة الأجل للنظام ، ففي ظاهر الأمر، يبدو أن الحكومة السورية قد ربحت الكثير : من خلال منع انفجار داخلي: عبر استيعاب مطالب أبناء السويداء وعدم جرهم إلى المواجهة ، وتفريغ أمني لصالح أولويات أخرى: مثل الجبهات مع المعارضة شمالاً أو التوتر مع إسرائيل جنوباً ، بالتالي نتحدث عن نموذج مرن لتقاسم السلطة: يظهر الحكومة بمظهر القادر على التفاوض، وليس فقط الفرض بالقوة ، فضلاً عن تحسين العلاقات مع موسكو : عبر تقليل مستوى التوتر الداخلي في الجنوب.
رابعاً: التهديدات الاستراتيجية طويلة المدى
رغم هذه المكاسب، حيث تكمن مخاطر استراتيجية عديدة قد تنعكس سلبًا على الحكومة : مثل : تآكل السيادة المركزية : فانسحاب الدولة من إدارة الأمن الفعلي للمحافظة يمثل سابقة خطيرة قد تُفتح شهية محافظات أخرى للمطالبة بالحكم الذاتي ، ومخاطر الاختراق الخارجي: إذ يُحتمل أن تجد إسرائيل أو جهات أخرى ثغرات في الترتيب الجديد للتواصل مع بعض القوى المحلية ، بالتالي فإن
التأسيس لفيدرالية مستترة: يشبه في جوهره "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا، لكنه مغلف بهوية طائفية محلية ، وهذا النموذج يفرضه
ضعف الدولة على الحدود : سيما وأن الانسحاب من أطراف السويداء يُخلخل خطوط الدفاع في الجنوب الشرقي من البلاد، القريب من الحدود الأردنية.
خامساً: المجلس العسكري للسويداء: مشروع دولة داخل الدولة ؟!! ولعل من أبرز التشكيلات التي استفادت من الاتفاق، "المجلس العسكري للسويداء" بقيادة طارق الشوفي، والذي أعلن نفسه في شباط/فبراير 2025، وتبنى شعارات العلمانية، اللامركزية، والارتباط الرمزي بالحركة المدنية الكردية شمالاً ، لكن ما يثير القلق أن هذا المجلس شكّل في أبريل 2025 "لواء حرس حدود"، ما يشير إلى نية بناء منظومة دفاع مستقلة عن الدولة، وقد لا تتماشى مع بنية الدولة السورية الواحدة.
سادساً: هل تجاوزت الحكومة الخط الأحمر؟!! وفي الوقت الذي تنظر فيه الحكومة السورية إلى هذه الترتيبات كحل مؤقت، يرى مراقبون أنها تتنازل عن أدوات السيادة بوعي كامل، وتُراهن على تفكك الفصائل أو خضوعها لاحقًا، وهو رهان محفوف بالمخاطر ، فالسويداء اليوم تعيش حالة "نصف استقلال أمني"، قد تُمهد لصيغة أشبه بالفيدرالية الطائفية غير المُعلنة، وهذا يُهدد الهوية الوطنية الجامعة، ويضرب في العمق أسس الدولة السورية كما عرفناها منذ الاستقلال ، لهذا نجد
ما جرى في السويداء ليس مجرد ترتيب أمني محلي، بل هو تحول بنيوي في العلاقة بين الدولة والمجتمع، يحمل في طياته بذور تفكك أو ولادة نظام سياسي جديد ، أما إذا أحسنت الدولة إدارة هذا التوازن، قد تخرج منه بأقل الخسائر. وفي المقابل إن استسهلت الأمر واعتبرته مكسبًا مؤقتًا، فستجد نفسها في المستقبل القريب أمام خارطة داخلية مجزأة، وجيوش محلية متعددة الولاء، في ظل دولة منهكة السيادة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع