أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أورنج الأردن تختتم برنامجها التدريبي للتقنيات الحديثة في الزراعة المستدامة. سرايا القدس بجنين تخوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال بيان صادر عن رؤساء مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة بغزة سموتريش يأمر بخصم 130 مليون شيكل من أموال المقاصة. حرارة أربعينية في طريقها الى الاردن بهذا الموعد الاحتلال يغتال 3 فلسطينيين في جنين الصفدي :ضرورة فتح جميع المعابر الحدودية أمام المساعدات الإنسانية. إدانة نجل بايدن بـ3 تهم جنائية تتعلق بالأسلحة النارية الاردن .. تعميم عاجل من مدير الامن حول المخدرات النرويج تنوي تقديم 100 مليون دولار لمساعدة فلسطين بريطانيا: نساعد الأردن على توفير المساعدات وإرسالها إلى غزة ضبط مركبتين كان يقوم سائقوها بارتكاب مخالفة القيادة بصورة استعراضية ومتهورة المعايطة يوعز بإنشاء مركز تدريب إقليمي يتبع لإدارة مكافحة المخدرات هل رفض صلاح التبديل في مباراة مصر وغينيا بيساو؟ 4 شهداء بقصف إسرائيلي بمدينة غزة طيار إسرائيلي يروي تفاصيل عملية النصيرات إسرائيل: قرار مجلس الأمن يسمح باستمرار الحرب على غزة. غالانت: التجنيد يجب أن يشمل جميع فئات المجتمع الملك والرئيسان المصري والفلسطيني يعقدون اجتماعا تنسيقيا لبنان يرحب بقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة
جائحة كورونا بعصر العولمة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة جائحة كورونا بعصر العولمة

جائحة كورونا بعصر العولمة

26-04-2020 04:43 AM

هل تنهي جائحة كورونا العولمة التي نعرفها أم تدخل مرحلة أخرى , ومع تزايد الإجراءات لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد التي تضمنت حظر العديد من البلدان حول العالم السفر منها واليها , وبدت الجائحة بمثابة " اختبار هائل للعولمة وفلسفتها " التي سادت العالم المعاصر منذ الحرب العالمية الثانية , وبهذه الصورة فقد كشفت الجائحة عن مدى هشاشة النظام المعولم , وقد تكون النتيجة تحولاً في السياسة العالمية لمواكبة تحولات ومراجعات فكرية جديدة أو حتى مراعاة لصحة وسلامة المواطنين التي أصبحت على المحك بسبب العولمة .
من المنطقي أن يتركز التفكير خلال الأزمات الحادة في الأردن على كيفية التعامل مع إدارة هذه الأزمات، ونادرا ما يجد الناس الوقت للتفكير فيما بعد الأزمة التي تستغرقهم خاصة أن من سمات الأزمة وأي أزمة الضغوط الزمنية والتوتر العصبي وتأثيرات كل هذا على الأطراف كلها سواء صانعي القرار أو حتى أفراد المجتمع وعدم التأكد أو اليقين بشأن مدى فاعلية الإجراءات المتخذة ، فما بالنا بنمط الأزمة الجارية ، التي تجتاح العالم كله ، وأدى التعامل معها إلى سلسلة من الإجراءات التي سيكون لها تأثيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية بعيدة المدى تتخطى الحدود مثلما تخطى الفيروس الحدود ، وفرض الكثير من الإجراءات المتشابهة عبر العالم .
الأزمة الراهنة كما هو معروف غير مسبوقة في التاريخ المعاصر ، وربما في تاريخ البشرية، فالوباء رغم أن خسائره البشرية أقل من أغلب الأوبئة التي ضربت العالم فيما سبق، ولكن الفارق أنه الأكثر انتشارا والأكثر تعبيرا عن دلالات العولمة في ميدان الصحة وتهديد سمات العالم المعاصر من سرعة الانتقال والتفاعلات. كما أن الإجراءات الواسعة الجاري تطبيقها في أغلب دول العالم يتم تطبيقها بشدة من أجل العودة إلى إلغائها والعودة إلى نفس أنماط الحياة التي اعتادها البشر في العقود القليلة الأخيرة .
إلا أن خطورة الأزمة وإجراءاتها دفعت بعض التعليقات والتحليلات تحاول استشراف ما بعدها ، فكثير منها يناقش تحديات استمرار العولمة وما قد تسببه للبشرية ، وكأن الافتراض أن العالم الذي خلقته ثورة الاتصالات كان نموذجيا ، وكان محل رضا جماعي ، والحقيقة أن هذا ليس صحيحا لا الأمس ولا منذ بدأ الحديث عن هذه الظاهرة ، فمنذ البداية اعتبرها كثيرون اعتداء على خصوصية واختلاف الشعوب، وأنها قولبة للبشرية في أنماط متشابهة، ليس كل ما فيها محل رضي ، كما أن المؤسسات التقليدية وخاصة الدينية في العالم لم تتعاطى دوما بإيجابية مع هذه النزعات والتحولات الجديدة ، وكانت عند الكثيرين محل شكوك عميقة كونها تغير البنية التحتية الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المختلفة ، وحتى الحكومات في كثير من دول العالم لم تكن دوما على وفاق مع ما حملته العولمة من أفكار وأنماط حياة .
ولكن مع هذا لم يكن بمستطاع أحد مقاومتها ، بل إن أحد أكبر معارضي الظاهرة في البداية تحول إلى الاستفادة منها وتطويعها بالشكل الذي يريده بدرجة كبيرة وأقصد بهذا الصين التي تحولت إلى المدافع عن حرية التجارة في وجه التيار اليميني الغربي ، وهنا فإن القول بأن مفهوم حرية التجارة مستقل وسابق على العولمة مردود عليه بأنها منظومة مفاهيم مختلفة ومتداخلة ومتراكمة وصنعت تركيبة معينة من عالمنا المعاصر، ولا يملك أحد من الذين صنعوه أو من الذين قبلوه على مضض أو أخذوا منه ما يريدون وتركوا ما لا يريدون أن يملك رفضه والخروج عليه بشكل كامل ، من هنا أستطيع القول إنه رغم المراجعات التي ستحدث في كثير من مظاهر الحياة ، فإن البشر المعاصرين سيحاربون من أجل استئناف نفس الأنماط المعيشية التي كانوا يمارسونها قبل كورونا بكل سيئاتها وإيجابياتها، ودليل ذلك أن الكل تقريبا يتحدث أنه لولا وسائل التواصل الاجتماعي لكانت إجراءات التعامل مع الوباء أكثر صعوبة .
أما المراجعات العديدة المنطقية فربما سيتقدمها أولويات الإنفاق ، ومن المؤكد أنه بعد أن تهدأ العاصفة سواء طال الزمن أو قصر، لا بد أن تحدث مراجعة جادة في أغلب المجتمعات في العالم، وفى المجتمع الأمريكي بشكل خاص فيما يتعلق بسياسات الرعاية الصحية، ولعلى أتوقع من الآن أن مناقشة كفاءة النظام الصحي الأمريكي ستقفز إلى صدارة المعركة الانتخابية الرئاسية المقبلة ، وأن هذه المسألة قد تغير من شكل ومصير هذه الانتخابات , وأنه من الطبيعي أن تمتد هذه المراجعة لكل الدول الأوروبية والأغلب دول العالم بتغيير جذري في خططها المالية والاقتصادية ، بحيث سيحاول العقلاء جعل الرعاية الصحية في صدارة اهتمام الحكومات المختلفة ، ونواصل مناقشة عالم ما بعد الأزمة سواء على صعيد النظام الدولي أو مستقبل العولمة ذاتها .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع