«تكميلية التوجيهي» تبدأ اليوم
الأردن يرفض إعلان الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وإقليم أرض الصومال
الجيش: ضبط شخص حاول التسلل إلى الأردن عبر المنطقة الشمالية
الادارة المحلية تنبّه البلديات وتخصّ الكرك والطفيلة: مستوى الخطورة مرتفع جدا
القبض على 12 ضابطا سابقا بجيش الاسد اثناء محاولتهم دخول سورية - فيديو
تدهور ضاغطة نفايات يتسبب بأضرار مادية في مادبا - صور
الأردن .. الأرصاد: أيام من الأجواء الباردة والأمطار
بلدية غرب إربد ترفع جاهزيتها للظروف الجوية وتنفذ أعمال تصريف وتشجير وخدمات متكاملة
422 طالبًا من ذوي الإعاقة يتقدمون للامتحان التكميلي وسط ترتيبات تيسيرية خاصة
فرنسا: إصابة ثلاث نساء بجروح في عمليات طعن في مترو باريس
خبير مصرفي يطالب البنك المركزي بإعادة مدة القروض الشخصية إلى 10 سنوات
الطفل عبدالكريم قشطة يرفع اسم الأردن عاليا في المسابقة العالمية لذكاء الأرقام
مليارا دينار حجم الإنتاج في قطاع الصناعات الهندسية والكهربائية
2025 عام الريادة النسائية الأردنية وتعزيز الحضور الدولي
طقس العرب: اشتداد تصنيف المنخفض الجوي الذي يؤثر على الأردن
النفط يهبط دولارا وسط توقعات بتخمة في المعروض
5 نصائح لتخفيف الانتفاخ بعد وجبات الأعياد
مجلس التعاون الخليجي: إعلان إسرائيل انتهاك صريح لسيادة الصومال
الخارجية العراقية تدين الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في حمص
في مشهد يعكس تحوّلاً دراماتيكيًا في مسيرة أحد أطول الزعماء بقاءً في الشرق الأوسط، يعيش الرئيس السوري السابق بشار حافظ الأسد اليوم واقعًا جديدًا لا يشبه أي مرحلة من مراحل حكمه في دمشق، بعد سقوط نظامه في ديسمبر 2024 ، هذا التحول لا يقتصر على تغير الموقع الجغرافي فقط، بل يتجاوز ذلك إلى تغيير دور استراتيجي واجتماعي وشخصي في حياة رجل حكم سوريا لأكثر من عقدين.
المأوى الجديد: رفاهية أسيرة العزلة ، فبعد فراره من العاصمة دمشق في 8 ديسمبر 2024 وسط تقدم الفصائل المسلحة، استقر بشار الأسد مع أسرته في موسكو، روسيا، وبالتحديد في حي روبليوفكا الراقي، وهو أحد أرقى أحياء العاصمة الروسية المعروف بسكانه من النخبة الاقتصادية والسياسية ، و
رغم الرفاهية الظاهرية التي توفرها الثروة والموارد المالية الكبيرة التي نقلتها عائلة الأسد إلى روسيا قبل سقوط النظام، يبقى نمط حياة الأسرة في حدوده الخاصة والعزلة الاجتماعية الواضحة ، سيما وأن الأسد وعائلته يعيشون في أجواء منعزلة عن الحياة السياسية والاجتماعية الروسية الحقيقية، وهو واقع يصطدم بصورة الزعيم الذي كان يمتلك نفوذًا إقليميًا وعالميًا في السابق ، فمن ساحة السياسة إلى قاعة الدراسة ، لإعادة اكتشاف المهنة الطبية ، وهذه واحدة من أكثر التفاصيل المفاجِئة في تقرير الغارديان هي عودة بشار الأسد تدريجيًا إلى عالم الطب والتعليم ، فقد بدأ دراسة اللغة الروسية والتحاقه بدروس في طب العيون—التخصص الطبي الذي درسه في شبابه قبل أن يتجه إلى السياسة ويخلف والده في الحكم ، وبحسب مصادر مقربة من الأسرة تشير إلى أن هذا التحوّل ليس بدافع مالي — الأسد لا يحتاج للمال — بل هو سعي لإعادة شغف قديم وتجربة شخصية تمثل انعكاسًا لمرحلة جديدة بعد سقوط القوة المطلقة ، حتى قبل اندلاع الثورة السورية في 2011، كان يمارس أحيانًا مهنة الطب في دمشق، ما يعزز فكرة أن عودته لمهارته الأساسية في الأربعينات من عمره ليست مجرد هروب من السياسة، بل بحث عن هوية جديدة في الحياة العامة ، في ظل العزلة السياسية ، ونهاية النفوذ وبدء التهميش المركب ... !!
ورغم إقامة الأسد في عاصمة حليف قديم، روسيا لم تعد تعتبره لاعبًا ذا وزن سياسي أو استراتيجي ، وتؤكد مصادر مطلعة أن الكرملين فرض قيودًا صارمة على تواصله السياسي والإعلامي، بل إن الأسد ممنوع من الظهور في الإعلام أو اتخاذ أي خطوة سياسية مؤثرة ، وهذا التهميش يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في وضع الزعيم المخلوع ، من شخصية شكلت محورًا في سياسات الشرق الأوسط، إلى شخص يعيش حياة منفصلة عن القوى الدولية والإقليمية، بلا نفوذ سياسي ملموس، ولا قدرة على التأثير في مستقبل سوريا الذي يشهد إعادة تشكيل نفوذ دولي وإقليمي، بما في ذلك الدور الروسي نفسه ، أما الأسرة في المنفى ، فهي بين الرفاهية والاندماج المحدود ، فعائلة الأسد بأكملها تواجه تحديات تكيف جديدة ، زوجته أسماء تعافت من علاج طبي تجريبي مكثّف في موسكو بعد معركة مع المرض، فيما يحاول الأبناء التأقلم مع حياة لا تشبه أبداً حياة “الأمراء السياسيين” ، وحضورهم في مناسبات اجتماعية، مثل تخرج الابنة من جامعة مرموقة في العاصمة، كان محدودًا ونادرًا، ما يعكس حذرًا اجتماعيًا واضحًا ، نتحدث عن تحولات شخصية تعكس تحولات سياسية ، تتمظهر في حياة الأسد الحالية في موسكو يمكن قراءتها من زاوية استراتيجية وشخصية معًا ، من خلال تحول جذري من سلطة سياسية كاملة إلى حياة شخصية هادئة نسبيًا خلف جدران الرفاهية ، يحاول فيها التعويض عن تنحية السياسة لصالح إعادة بناء الذات المهنية في الطب ، في ظل انعزال اجتماعي وتصفيق محدود من طبقة اجتماعية لا تربطه بها شبكة نفوذ سياسية ، فوق أرضية إعادة تعريف الذات في لحظة تاريخية تبدو نهاية السلطان واستعادة الإنسان المنسي في الزمان والمكان ، وفي ظل هذه الحقائق علينا استخلاص دروس للأجيال القادمة ، سيما وأن حياة بشار الأسد في موسكو بعد سقوط نظامه ليست مجرد قصة شخصية لرجل سياسي سابق، بل نصّ سياسي واستراتيجي يعكس ديناميات القوة والتحولات في عالم السياسة الدولية المعاصر ، إنها قصة تآكل نفوذ السلطان في مواجهة تحالفات أكبر، وصعود العزلة حتى في أرقى أحياء موسكو، وقصة بحث عن هوية جديدة في ظل عالم تغير بسرعة أكبر من توقعات من حكموا لأكثر من عقدين لم يتوقع أحد خلالها هذا المصير المجهول ، والذي لن يفضي في النهاية إلا إلى المجهول ... !! خادم الإنسانية.
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .