أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لماذا يعذّب الدعم السريع أبناء السودان ؟ .....

لماذا يعذّب الدعم السريع أبناء السودان ؟ .. حين يتحول السلاح إلى هوية

02-11-2025 02:38 PM

بقلم: روشان الكايد - في مشهدٍ يُجسّد المأساة السودانية بكل تفاصيلها، تمارس مليشيات الدعم السريع أبشع صور التعذيب والانتهاك بحق أبناء وطنها .
من دارفور إلى الخرطوم، ومن الفاشر إلى الجزيرة، يتكرر المشهد ذاته، مدنيون يُعذَّبون، نساء تُهان، ومنازل تُنهب والسؤال الذي يفرض نفسه ..
كيف يمكن لقوة سودانية أن تُعذِّب السودانيين ؟

كيف لهم أن يعذبوا أبناء جلدتهم ؟!

الجواب ليس بسيطاً، لأنه يتجاوز حدود السلاح إلى عمق الأزمة السودانية ذاتها _ أزمة الهوية، والدولة، والانتماء_ .

أولاً: حين يغيب الوطن وتحضر القبيلة

تاريخ الدعم السريع مرتبط بنشأة دارفورية دامية، حيث بُنيت هذه القوة على أسس قبلية، واستُخدمت كأداة لمواجهة التمرد في بداياتها، لكنها مع مرور الزمن تحولت إلى كيان يحمل السلاح بلا عقيدة وطنية، بل بولاء قبلي وشخصي .
فحين ينهار الإيمان بالدولة، يصبح المواطن مجرد "آخر" يُمكن إبادته إذا اختلف أو رفض الخضوع .

ثانياً: ثقافة الحرب التي قتلت الضمير

الحروب الطويلة تُنتج أجيالاً مشوّهة نفسياً وأخلاقياً .
في السودان، تكرّست ثقافة "النجاة بالقوة" ، وغاب مفهوم "المواطن الشريك" .
لذلك، لم تعد المليشيات ترى في المدنيين شعباً يجب حمايته، بل بيئة معادية يجب إخضاعها، وهنا يولد التعذيب، لا كوسيلة انتقام فقط، بل كأداة لتأكيد الهيمنة .

ثالثاً: الدولة الغائبة والعدالة المفقودة

حين ينهار القانون، تتحول البنادق إلى لغة الحكم .
الدعم السريع اليوم ليس مجرد مليشيا، بل "دولة داخل الدولة" ، تمتلك التمويل والسلاح والغطاء السياسي من قوى داخلية وخارجية، وغياب مؤسسات العدالة جعل الإفلات من العقاب هو القاعدة، لا الاستثناء .

رابعاً: العنف كأداة سياسية

التعذيب في الصراع السوداني لم يعد مجرد فعل انتقامي، بل أصبح رسالة سياسية، فكل جريمة تُرتكب تحمل في طياتها رسالة ترهيب للمدن الرافضة، وتذكير بأن "الولاء" هو شرط النجاة .
إنها سياسة الأرض المحروقة، ولكن هذه المرة تُمارس على أبناء الوطن ذاته .

خامساً: الأجندة الإقليمية في صراع داخلي

لا يمكن فهم سلوك الدعم السريع دون النظر إلى الأيدي الخارجية التي تحرك خيوط المشهد، هناك مصالح، وتمويل، وتسليح، وأهداف تتجاوز حدود السودان .
ومع كل دعم خارجي، يزداد تفكك الداخل، ويتسع الشرخ بين أبناء البلد الواحد .

ختاماً ...

إن مأساة السودان ليست في تعدد البنادق، بل في غياب البوصلة .
فحين يتحول السلاح إلى هوية، والعنف إلى لغة، يصبح الوطن ضحية أبنائه .
التاريخ سيذكر أن من رفع السلاح في وجه أخيه لم يربح وطناً، بل خسر إنسانيته .
ويبقى الأمل في أن يصحو السودان _ رغم الألم _ ليُعيد بناء ذاته على قيم المواطنة، لا على رماد القبيلة، وأن يتحرر من عبودية السلاح إلى سيادة الدولة .

#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع