آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
يشهد السودان أحد أكثر فصول الحرب الأهلية دموية منذ اندلاعها في أبريل 2023، إذ تمكنت قوات الدعم السريع من فرض سيطرتها شبه الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك طاحنة مع الجيش السوداني خلّفت آلاف القتلى والجرحى، وأدت إلى موجات نزوح غير مسبوقة.
السيطرة على الفاشر… تحوّل استراتيجي
تُعد الفاشر آخر المدن الكبرى التي كانت تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور. ومع سقوطها، أصبحت قوات الدعم السريع تهيمن فعليًا على معظم المناطق الحضرية في الإقليم، بما في ذلك الجنينة ونيالا وزالنجي.
ويرى محللون أن هذه السيطرة تمثل نقطة تحوّل مفصلية في مسار الحرب، إذ تمنح الدعم السريع عمقًا استراتيجيًا يمكنه من التقدّم نحو الخرطوم أو كردفان إذا قرّر توسيع رقعة المواجهات.
انتهاكات مروّعة واتهامات بجرائم حرب
أدانت منظمات أممية وحقوقية، من بينها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، ما وصفته بـ“المجازر المروّعة” التي شهدتها الفاشر خلال الأيام الماضية ، وأفادت تقارير بأن عناصر من الدعم السريع نفّذوا عمليات إعدام جماعية داخل المستشفيات وأماكن الاحتجاز، إلى جانب تدمير أحياء سكنية بأكملها ، وأكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن “ما يحدث في دارفور يرقى إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية.
انهيار النظام الصحي والإنساني
بحسب منظمة الصحة العالمية، قُتل مئات المرضى والعاملين في القطاع الصحي خلال الهجمات الأخيرة، فيما توقفت معظم المستشفيات عن العمل بسبب انقطاع الإمدادات الطبية والكهرباء ،كما حذّرت منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة، بعد نزوح أكثر من 150 ألف شخص خلال أسبوع واحد من الفاشر والمناطق المحيطة بها.
الاقتصاد في مهبّ الريح
في ظل استمرار القتال، تراجع الجنيه السوداني بشكل حاد أمام الدولار في السوق الموازية، وارتفعت أسعار الغذاء والوقود بأكثر من 300% مقارنة بالعام الماضي ، ويعاني المواطنون من نقص حاد في السلع الأساسية، إضافة إلى انقطاع الاتصالات والمياه في عدة ولايات.
موقف المجتمع الدولي
أدان الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي التصعيد الأخير، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة ،وفي المقابل يواصل مجلس الأمن الدولي مناقشة مشروع قرار لفرض عقوبات على قادة من الطرفين المتورطين في الانتهاكات، بينما لم تُسفر جهود الوساطة الإقليمية حتى الآن عن أي تقدّم ملموس.
مأساة تتجاوز الحرب
إن ما يجري اليوم في السودان ليس مجرد صراع مسلح بين قوتين، بل جريمة إنسانية شاملة تُمارس ضد المدنيين العزّل وضد مفهوم الكرامة الإنسانية ذاته.
فالنساء يُغتصبن، والأطفال يُقتلون أو يُجبرون على النزوح، والمستشفيات تُقصف عمدًا، في تكرار مروّع لما شهدناه في رواندا وسوريا واليمن.
لقد بات واضحًا أن الصمت على المأساة هو شكل من أشكال التواطؤ، وأن حقوق الإنسان لا تتجزأ بين قارة وأخرى ،إن الواجب الإنساني اليوم يُحتّم على الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الإفريقي التحرك بخطوات عملية، لا بالاكتفاء ببيانات تنديد باردة، من أجل حماية المدنيين ومحاسبة الجناة ،السودان اختبار للضمير الإنساني
إن الإنسانية تُختبر اليوم في السودان: فإما أن نقف دفاعًا عن الحق والحياة، أو نسمح بأن تُطفأ أنفاس أمة بأكملها تحت أنقاض الحرب والنسيان.
يقف السودان على حافة الانهيار الكامل، وسط حرب بلا نهاية ومعاناة إنسانية تتفاقم، وصمت دولي لا يزال عاجزًا عن إنقاذ المدنيين.
ومع ذلك، يبقى الأمل ممكنًا إذا توحّد صوت الضمير الإنساني العالمي.