أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الخارجية السعودي يحذر من “أمر سخيف”: الوضع صعب للغاية وعواقب وخيمة قادمة المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية حديقة تشعل شرارة بمراكز القوى والنفوذ في الأردن الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية لتضامنه مع غزة بلينكن يزور الأردن في إطار جولة شرق أوسطية جديدة وزيرة فلسطينية تشيد بالعلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين تحذير من العروض الوهمية على المواد الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمود عباس يتخوّف من ترحيل فلسطينيي الضفة الى الاردن .. والخصاونة: نرفض اي محاولة للتهجير كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس الاحتلال يعتقل 15 مواطنا بينهم فتاة وطفلان من الضفة سامي أبو زهري: لن نقبل أي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان على غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مشروع ريادي قتل في مهده

مشروع ريادي قتل في مهده

21-10-2012 02:27 AM

مشروع ريادي قتل في مهده

راتب يوسف عبابنه

قام الفنان التشكيلي والروائي والإعلامي جورج شتيوي بمحاولة تنفيذ فكرة راودته طويلا حتى تبلورت واتضحت معالمها وتشكلت أركانها بذهنه من حيث الرسالة والرؤيا والهدف . فبعد أن نضجت كل هذه المقومات عقد العزم على ترجمة ما بذهنه ليجعل منه واقعا ملموسا بطرحه تحت مسمى " مجمع متاحف البيت العربي للآداب والفنون والتراث " . ويهدف من تحقيق فكرته توفير مصدر ينهل منه المثقفون ويتزود منه الباحثون في الثقافة وتفرعاتها من كل الأقطار العربية . الرجل صاحب حس فني ثقافي راقي يحاول القيام بتحقيق حلمه من خلال مشروع ثقافي عربي يجمع ويأرشف ويبرز الأعمال الأدبية العربية والفنون والتراث التي تخرج الثقافة العربية من سبات أهلها لتسليط الأضواء عليها .

مشروع جدير ومؤهل وجامع لأسباب الدعم المحلي والعربي بالإضافة لكونه يكرس ويرسخ فكرة تحقيق أمنية بالتأكيد يتوق لها المهتمون بالشأن الثقافي العربي. كما ويعزز دور الأردن ثقافيا ويجعل منه مبادرا لتشجيع وتحفيز الأجيال بالتوجه نحو النهوض التراثي واستعادة الضخ العربي لإثراء الثقافات الأخرى التي نهلت من الثقافة العربية الكثير. ولسوء طالعنا تقاعسنا عن المتابعة والإنتاج حتى أصبحنا من الأمم التي تحتاج للمزيد من التفاعل والتعاطي مع المجتمع الثقافي الدولي. كما خلت مقاعدنا من بين مقاعد الأمم المهتمة بهذا الأمر وتغيبنا طويلا وفاتنا الكثير حت فقدنا أماكننا أو كدنا لأنه ما زال بيننا من يعتبر الفن والثقافة والترث مضيعة للوقت وتمسك بماض لا ضرورة له.

وهذا المشروع قوبل بالرفض وعدم الموافقة على ترخيصه. وقد تم قتل المشروع في مهده دون إبداء أسباب من الجهات الرسمية. وكان رفض الترخيص بمثابة قتل لمحاولة النهوض بالثقافة العربية وفنونها وآدابها. تقدم صاحب المشروع لطلب الموافقة على الترخيص في عهد الأخوين الذهبيين ولم يلقى أي ترحيب بالفكرة الرائدة بل قوبل بالرفض غير المبرر . وقد قام الرجل بالإقتراض من البنوك لشراء الأرض ورصد الأموال الطائلة لتمويل المشروع واضعا بقرارة نفسه حصوله التلقائي على الترخيص دون عناء أو ممانعة من الجهات المعنية لكونه يقف خلف فكرة رائده تروج للثقافة العربية من خلال جمعها ببيت واحد يرتاده كل باحث وطالب للأعمال الأدبية والفنية والمخزون التراثي تحت سقف واحد ليكون معلما أردنيا ومحجا للزوارالعرب والأجانب من مختلف الأديان والثقافات.

ومن المحزن والمخزي أن صاحب المشروع اصطدم بإرث الريبة من الثقافة والمثقفيين الذين يثرون الحياة الفكرية والثقافية ويقوموا بدور تنويري يرتقي بتعزيز فكرة بث الحياة بما يمكن أن يكون قد نسي أو أهمل نتيجة الإنشغال بالسياسة والإقتصاد والدفاع , إذ من أحد مخرجاته توفير الفرصة لتواصل الأجيال المتلاحقة لتلامس الروافد التي تصب في بحر الثقافة العربية . كما أن الفكرة تعمل على لملمة الشتات الثقافي وتوفير البيئة الحاضنة له في الأردن الذي يحوي كنوزا من التراث والإرث المتمثلان بإنسانه الذي يشار له عربيا وإقليميا بحقيقة الأكثر تعلما وتعليما من بين الشعوب.

شُنت هجمة إعلامية من المتوجسين دينيا وثقافيا على شخص صاحب المشروع واتهم بالدفاع عن الفاسدين والنزق غير المبرر خلال لقاءاته الحوارية المتلفزة. وكانت محاولاته الدفاعية عن مشروعه وعن أفكاره التي تصب بإثراء المناخ الثقافي العربي من خلال إنشاء صرح ثقافي جاذب وحاضن لروافد الثقافة ليكون كعبة للدارسين والمهتمين والباحثين من شتى أصقاع الأرض قد جوبهت بالتشكيك والطعن بصاحبها بما هو بريء منه للنيل منه وثنيه عن فكرته.

وبالمقابل هناك الكثيرون من المؤيدين والداعمين لفكرة هذا المجمع الثقافي الذي بالتأكيد يرقى باسم الأردن كحاضن لمثل هذا الجهد غير المسبوق الذي يسهل على المهتمين والباحثين الوصول لمبتغاهم الثقافي بمنتهى اليسر. كما ويجعل من الأردن الإسم الذي يقفز للأذهان عند الحديث عن الثقافة وأهلها وإنتاجهم .

ربما يوجد هناك بعض المآخذ على شخص صاحب المشروع من قبل الدولة لأسباب نجهلها ومن قبل جهات لا ينسجم فكره مع فكرها. لكن ذلك يجب ألا يقف حائلا أمام تنفيذ فكرة ريادية تساهم في رفع مستوى الثقافة والأدب والفن والتراث العربي. وقد قابل السيد جورج جلالة الملك والملكة وقد حازت الفكرة على استحسان ومباركة جلالتيهما .وكان مأملا ومتوقعا ـــ حيث هذا من طبيعة الأمور في هكذا مقام ـــ أن تقوم الأقلام المعنية بتدوين رغبات الملك وكل ما ينطق به وإيصاله للجهات المعنية ذات الإختصاص كي تقوم بدورها على تنفيذ هذا الإستحسان وهذه المباركة كأمر تنفيذي وإخراجه لحيز الواقع . ولو كان المشروع لا يرقى للإستحسان الملكي لما استحسنه جلالة الملك.

والمشروع يكاد يكون ذو ريادة على المستوى العربي وتقف خلفه جهة من القطاع الخاص ولا يشكل عبئا على الدولة بل يمكن أن يكون موردا لها وفاتحا لفرص عمل. فهو جدير بالإهتمام واعادة النظر من القائميين على الشأن الثقافي. ومن الجدير بكل محبي الثقافة والفنون بأنواعها القيام بمناشدة المعنيين في الأردن وحثهم على مراجعة قرارهم الذي أجهض مشروعا رياديا بمهده ربما يكون غير مسبوق عربيا .

مناشدتنا المعنيين للمراجعة والعدول عن قرار الرفض تنطلق من سعينا لإثراء المناخ الفني والتراثي الذي يجمع الفنون والآداب والمخزونات الثقافية العربية. ولا ننطلق من تأييد فكري ذو انتماء لهذا أو لذاك . فعلينا جميعا دولة وأفرادا ومهتمين النظر بتجرد وحيادية وموضوعية عند التقييم. وفكرة المشروع جديرة بالدفاع عن نفسها وهي كفيلة بإنجاح رسالتها وإثبات جدواها إذا كان تقييمنا لها قائم على أساس ما تحققه من مكتسبات معنوية ووطنية ذات أهداف سامية بعيدا عن الإعتبارات السياسية والشخصية.

السؤال الذي يقفز للذهن : ما هي السلبيات والمخاطر التي ينطوي عليها مشروع ثقافي يجمع ألوان الطيف الثقافي تحت مظلة أردنية ؟؟ لماذا لا يكون الأردن سباقا وفاعلا متفاعلا معبدا الطريق أمام الأفكار الرائدة عربيا ؟؟

وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن . والله من وراء القصد .

ababneh1958@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع