أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاتحاد الاوروبي يشيد بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على عضوية فلسطين. نيويورك تايمز: مساعدو بايدن ناقشوا ما إذا كانت حكومة نتنياهو تكذب أو عالقة بالحرب. بحث تعزيز التعاون في مجال الغذاء بين الأردن ومصر ضابط إسرائيلي سابق: دخول رفح هدفه سياسي الاحتلال يدمر نحو 80 % من مقدرات دفاع مدني غزة اعتقال 50 أستاذا و2400 طالب منذ بدء الاحتجاجات بالولايات المتحدة. ضمن زيارات جلالته لمختلف المحافظات .. الملك في الزرقاء يوم الثلاثاء المقبل. إعلام عبري: السنوار ليس برفح ولا نعرف مكانه الشرطة الإسرائيلية تغلق شوارع بتل أبيب قبل بدء المظاهرات. روسيا تعلن السيطرة على 5 قرى في خاركيف الأوكرانية الأردن وقطر يسيران ٢٤ شاحنة إلى غزة .. والسفير آل ثاني يشكر الأردن عائلات الأسرى الإسرائيليين تعلق على إعلان أبو عبيدة. القسام تعلن وفاة أسير إسرائيلي يحمل الجنسية البريطانية. الأمم المتحدة: سكان غزة يجبرون على النزوح للمرة السابعة وزارتا الشباب والتربية تعقدان جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي حزب الله يستهدف موقعين إسـرائيليين إعلام عبري: حماس أعادت تنظيم صفوفها بشمالي غزة أستراليا تعتزم وقف تصدير أغنامها. الزرقاء: إتلاف 4 أطنان دجاج فاسد. اشتعال صراع الهروب من شبح الهبوط بدوري المحترفين.

لقاءُ الغرباء!

28-04-2024 09:25 AM

لن أسردَ قصةً أنا بطلُها، وحائكُ حبكتها؛ فكلُّ بطولاتِ هذا الزمن كرتونيةٌ هشة، لم تُجدِ نفعاً عند من ماتوا قتلاً، وكل الحبكات خيالية. سأسردُ هذه المرة قصةَ الإنسانية الأزلية، كيف تلاقوا في صباحاتها الأولى غرباءَ على ظهر سفينةٍ وسط أمواجٍ كالجبال، وأمسوا اليوم أعداءً يتناحرون على القليل رغم كثرته، قصة فلسفة (لقاء الغرباء).

ما أبسط هذا اللقاء البريء بلا مصالح، لا تكاد الساعة الزمنية الواحدة احتواءه، حتى لو غنته كوكب الشرق أم كلثوم بتكرارِ لا يُمَل، ونظمَ قوافيه ابراهيم ناجي، طبيب الأدباء وأديب الأطباء، في رائعته (الأطلال). فلا زال هذا اللقاء يُجرّد الانسانيةَ من قشورها وزيفها، يبحث فيه الغرباءُ بلقياهم عن أبسط الكلمات للتعبير عن أبسط الأفكار، وأبسط الأوصاف لدواخلهم الهشة.

فالبرغم أن أساسه التعارف والإحترام، (وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا) إلا أنه يُعَدُّ اللقاءُ الوحيد الذي لا تعتريه أقنعة النفاق، كلا الطرفين فيه يبدوان حقيقيين. لا يسأل أحدهما الآخر إلا عن نفسه فقط، لا عن عمله، ولا راتبه، ولا أملاكه وعقاراته، ولا حتى عن خصوصياته وزواجه وأولاده، ولا عمّاذا يمكن لأحدهما الاستفادة من الآخر. هو لقاءٌ عفويّ بلا هدف مسبق الإعداد، سوى أن طاقةً روحانيةً ما -كما يقولون - جذبت أحدهما للآخر دون تردد، وبكل تودد، ولا أمل بتجدد.

وأجمل ما فيه زمانه ومكانه؛ فزمانه صدفة، ومدته قصيرة، وبعده رحيل بلا عودة. أما مكانه فعامّ، على هامش مؤتمر ببلد غريب، أو في محطة قطار تفصل صافرته بين غرباءه، أو في قاعة مطار قبيل الإقلاع، أو في قاعة درس بمحاضرة عابرة، او أمام رفّ بمول أثناء تسوق قصير، أو بنزهة في ربوع الأرض، بغروب نهارها ينتهي كل شيء. إنه أجمل لقاء محدود الزمان والمكان والكيفية.

ليت لقاءَ الغرباء هذا يمتدُ لحياتنا الروتينية، بجمال هدفه الوحيد - التعارف والاحترام فقط. وبزمانه الفريد، وبمكانه العفوي، وبكل جماله. لقد أتعبتنا لقاءات المصالح اللامشتركة، حتى نأينا بأنفسنا وقلوبنا بعيداً عن سعادتها، رغم تقارب أجسادنا، وربما رغم تقارب دماءنا بالقرابة والمصاهرة.

خلاصة القول؛ لقاء الغرباء هو ما تحنُّ إليه النفسُ البشرية مع بعض البشر أحياناً، رغم ندرة حدوثه، وبؤس تعاستهم. لنعيش لحظاته كأننا غرباء عن الدنيا، وتنتهي بساطته بفراق جميل وابتسامة وداع، كلٌ يمضي إلى غايته، بلا أحقاد ولا أضغان - لن تدخل معنا القبور، تفيض به آنيتنا بما فيها من حب واحترام - وبهما تنضح.

الدكتور أحمد الحسبان






وسوم: #مطار#وداع


تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع