سمر مشخوج
كم أكره التكرار واعادة الكلام بنفس القضية ولكن على ما يبدو ان حكومتنا تهوى سماع الاصوات حتى لو كانت نشازا وأرى انها تطرب بها وكأنها تسمع معزوفة لبيتهوفن أو مونامور ... أو انني أكاد اجزم انها اصيبت بصم في اذنيها ولهذا لم تعد قادرة على سماع اي صوت إستغائة او ألم لمواطن هنا او ملهوف هناك ...
مضت أشهر ونحن نناشد الحكومة ان تعود لصوابها وتتراجع عن قرارها الجائر بحق المواطن والمتمثل في اطفاء أنوار الشوارع ليلا بحجة التخفيف من الضغط على المولدات وتخفيف المصروف عنها .. ولكنها أصيبت بالصم لكون صاحب القرار ومن اجاز لنفسه العبث بمصلحة المواطن قد تبرع بذمته وضميره لمؤسسة خيرية على أمل ان يجد دعوى صالحة له من يتيم أو محتاج ومقابل ذلك تصله الآف دعاوي الانتقام منه لكون أضرّ بالمواطن وضرب بمصلحته عرض الحائط ..
أتساءل ونفسي أحيانا وهوسؤال مشروع يمر بخلد كل مواطن .. هل حكومتنا لا تسمع ولا ترى ؟؟ هل هي فقط متخصصة ومبدعة بالتحدث فيما يصدر عنها من قرارات جائرة كهذا قرار ؟.. ربما لا ألوم المسؤول لانه لا يدرك مخاطر هذا القرار لكونه لا يقود سيارته ليلا ويعتمد على سائقه الذي يضطر احيانا لبذل جهد أكبر في رؤية الطريق امامة بينما ينشغل المسؤول في متابعة اتصالاته الخلوية او لعب البوكر على شبكة الفيس من خلال البلاي بيري خاصته وان ارتكب سائقه حادث رغم عنه لأنه لا يرَ الطريق جيدا فهو من يتحمل وزر ذلك والمسؤول فقط شغله الشاغل توبيخه وتحميله كافة المسؤولية لهذا الخطأ الشنيع الذي سيودي بالسائق الى الفصل والمحاسبة وقبلها تفريغ جيوبه وسجلاته مما لديه من أملاك بدل كروكة خاصة ان تسبب بدهس مواطن .
ألا تعلم حكومتنا أن مسؤولية أي خطأ يقع من أي مواطن هي من تتحمل اثمه وتحاسب عليه وان اردنا ان نكون منطقيين وعادلين في الحكم فهي التي يجب ان تتحمل كافة تبعات اي كارثة تحدث في شوراعنا لانها هي من أقرّت ان توقع المواطن في التهكلة والمصيبة انها تُحمله المسؤولية ..متناسية أن اماطة الاذى عن الطريق صدقة ..
لقد اخطأت يا حكومة حين ظننت أنك ذكية بهذا القرار لانك ان وفرت جزءا من المصروف عن كاهلك فالمقابل ساهمت بالتسبب بمخاسر جمة لاطراف أخرى أهمها جهاز الدفاع المدني الذي نشطت حركته ليلا بعد قرارك هذا وكذلك المواطن الذي اصبح يعاني من قصر في النظر بعدما زاد العبء على نظره اثناء القيادة واخرون ذهبوا ضحية تحت عجلات السيارات ..عدا عن الحوادث المرتكبة بصورة شبه يومية بسببك .. فأي استغفالا تتعاملي به معنا بعدما جعلتي منا كبش فدا لطمعك وجشعك ...
ما افهمه هو شئ واحد فقط وهو أن الشارع ملك للمواطن وليس للحكومة وعليها ان تعمل وتقدم ما فيه مصلحة المواطن وليس ان تقوم بما يتسبب بمضرته وطالما المواطن ملتزم بدفع ما يترتب عليه من التزمات فعليك ياحكومة ان تلتزمِ بتحقيق ما عليك من واجبات والا فصورتك ستصبح مشوهة أكثر مما هي عليه الآن ...
يا حكومة لا تستهيني بمشاعر المواطن فهي ان قلبت عليك يوما ما فستتحول لنار تحرقك ومن معك ..وعندها لن ينفعك الندم .. لانك لن تخسري نفسك فقط وانما ساهمت بأن يفقد المواطن انتماءه تجاه الوطن لأن من لا يجد كرامة في وطنه فلن يجده الوطن يوما ما ..