أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس الاحتلال يعتقل 15 مواطنا بينهم فتاة وطفلان من الضفة سامي أبو زهري: لن نقبل أي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان على غزة بايدن يجدد لنتنياهو التزام واشنطن بأمن إسرائيل الأورومتوسطي يدعو المجتمع الدولي لدعم عمل المحكمة الجنائية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج اجراء غير قانوني قائد الجيش الأوكراني: الوضع تدهور على الجبهة الشرقية المطبخ العالمي يعاود عمله في قطاع غزة سناتور أمريكي يشكك في تقييم واشنطن لالتزام إسرائيل بالقانون الدولي سماء الأردن على موعد مع شهب إيتا الدلويات الأحد المقبل مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في غزة. الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية بلاغ عن حادث بحري جنوب شرقي اليمن حماس تنفي خروج بعض قادتها من غزة ضمن "صفقة الهدنة" نائب:مدارس أصبحت بريستيج.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة كونفدرالية غير بريئة

كونفدرالية غير بريئة

15-12-2012 09:17 PM

كونفدرالية غير بريئة
راتب عبابنة
الخبر الذي مفاده الإتحاد الكونفدرالي بين الضفة الغربية والأردن بدأ يتفاعل على الصعيد الشعبي وعلى الصعيد الصحفي وبين المراقبين والمثقفين وأصحاب الرأي والمهتمين. كما وبدأت التغذية الراجعة تطفو على سطح المشهد السياسي الأردني الفلسطيني. ولم نسمع مباركة للفكرة سوى من جريدة عبد الباري عطوان الناطقة باسم الفلسطينيين. وإن صح الخبر إذ لا دخان بدون نار وبالطريقة الإستخفافية للأردن وكأنه فقاسة بيض تضع بها ما تشاء من أنواع البيض, لهو تجاوز صريح وغير محمود لإرادة الأردنيين. وما يزيد من الدهشة كيفية إخراج الخبر الذي يصور الموضوع وكأنه متوقف فقط على استعداد الفتحاويين للتفاوض مع الأردن للتوصل للكونفدرالية وكأن الأردن عبارة عن حاضنة لا رأي له يقرر الآخرون زمان وكيفية تخزين بضاعتهم به.
على الأرجح تم تسريب الخبر لجس النبض الشعبي وقياس مدى تقبل الشعبين الأردني والفلسطيني لفكرة الكونفدرالية. وعلى الصعيد الرسمي الأردني يتم التأكيد بكل المناسبات وعلى لسان جلالة الملك عبدالله الثاني على الحل القائم على فكرة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس.
قبل الحديث عن الكونفدرالية كان الأوْلى التنسيق مع حماس التي تحكم قطاع غزة باستقلالية تامة عن فتح إذ لا يمكن الحديث عن الكونفدرالية باستثناء غزة الحمساوية. ونعلم جميعا أن نقاط الخلاف بين الطرفين أكثر من نقاط التوافق لذا من الضروري ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي للخروج برأي موحد وتصور واضح من شأنه تقوية الموقف الفلسطيني بكل الظروف وخصوصا عند اتخاذ قرارات مصيرية تنعكس على شعب وكيان وهوية. وإذا أخذنا بعين الإعتبار الجزء المتعلق بالتفاوض مع الأردن ودول أخرى لا يعني ذلك إلا التفاوض مع الأردن بخصوص الضفة الغربية ومع مصر بخصوص غزة. كما لا نهمل التزام حماس الصمت حيال ذلك وعدم التعليق أو القبول أو الرفض لهذا الطرح.
إن قامت دولة فلسطينية بالوضع الحالي وهي متقطعة الأوصال فسيكون التواصل صعبا والسيطرة المركزية على شطري الدولة شبه مستحيل بسبب التباعد الجغرافي إذ باتحاد سوريا ومصر عبرة لمن يعتبر. التواصل الإتصالاتي والإلكتروني لن يكون كافيا لانعدام أو صعوبة التواصل التماسي المباشر بين الشطرين. وهو تواصل أشبه ما يكون بالذي يعطي وكالة لغيره لينوب عنه بإجراء عقد الزواج على فتاة هي في دولة والزوج بدولة أخرى, الزواج موثق لكنه ليس مفعلا.
من ناحية أخرى, وبعد الإستطلاع والإستقصاء والإستقراء لآراء فئات متنوعة من الأردنيين, وجدنا الرأي العام يتمحور حول الرفض التام للفكرة للقناعة المتجذرة بعدم احتوائها على ما يعود لخير الأردن والفلسطينيين معا. وهذا عائد لأسباب متعددة يؤمن بها الأردنيون ويرون بمخالفتها مساس بهويتهم الوطنية الأردنية مثلما هو مساس بالهوية الوطنية الفلسطينية.
الكونفدرالية يفهمها الأردنيون أنها مصطلح بديل لمصطلح الوطن البديل المرفوض جملة وتفصيلا. وما يدعم هذا الفهم هو عدم قبول الإدارة الأمريكية وإسرائيل بالحل القاضي بقيام دولة فلسطينية مستقلة, فما الحل البديل للدولتين لدى هاتين الدولتين المتغطرستين؟؟ إذن طرح كهذا يجعل من رئيس السلطة الفلسطينية ناطقا باسم الإدارة الأمريكية وإسرائيل بل وينوب عنهما بالتنفيذ الناعم لمخططاتهما التي تصب بصالح اسرائيل وإلحاق الضرر بالأردن والفلسطينيين.
وهناك فلسطينيو لبنان وسوريا الذين يوجد شبه توافق عالمي على حتمية إخلائهم من مناطق تواجدهم ليتم تخزينهم بالحاضنة الجديدة التي يرسم عليها ابو مازن. ونعلم جميعا مدى البؤس والتضييق وتحريم عشرات الوظائف على الفلسطينيين والتنقل بوثائق سفر تنفي صفة المواطنة وغير ذلك مما يجعل من حياتهم جحيما يدفع بالآخرين للبحث لهم عن بدائل أكثر راحة واستقرارا وثباتا.
ومما سيترتب على طرح رئيس السلطة الفلسطينية, التنازل عن حق العودة والتنازل عن حق قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس وهو حق طالما نادى به أبو مازن ورفاقه. فهل سيتغير الخطاب الفتحاوي من الآن فصاعدا؟؟ هل سرب هذا الخبر ليأتي أكله حتى انقضاء المدة القانونية (الستين يوما) التي تفصلنا عن الإعتراف النهائي والتي تأتي بعد التصويت على فلسطين دولة بصفة مراقب غير عضو؟؟
وما يعزز مصداقية الخبر عدم النفي الصريح له بل تأكيده بشكل غير مباشر على لسان أبو ردينة القائل لا بحث للكونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية. وسبب آخر هو التوافق السعودي القطري المصري التركي مع حماس بعيدا عن فتح. لذلك نرجح جدية الخبر وصدقيته لخلط أوراق اللعبة وتحريك حماس وإثارتها لاتخاذ مواقف أكثر تصلبا. وما يدلل على ذلك تغيير الخطاب الحمساوي الذي قبل منذ زمن ليس بالقصير بقبول حدود الدولة الفلسطينية ضمن أراضي 1967. وما جاء على لسان خالد مشعل خلال زيارته ذات الدلالات الكبيرة لغزة من مناداة بالعمل على تحرير كامل فلسطين لهو تغيير بخطاب حماس وربما ردة فعل مباشرة ترتقي للحفاوة واستقبال الفاتحين الذي استقبل به مشعل من قبل الغزاويين الحمساويين. على أية حال ما قيل يحسب بسجل حماس بغض النظر عن الدوافع والأهداف.
علينا ألا نغفل الضغوط المرهقة التي تتوالى على الأردن من مصر(الغاز) والسعودية (النفط والمال) وقطر (الدور المتصاعد والمندفع بسطوة المال) وتركيا (الدولة السنية التي تحاول خلق توازن مذهبي في المنطقة). ضغوط تدفع بالتأزيم الداخلي المؤدي لإرباك بالتعامل الخارجي مؤداه الدفع بالأردن للقبول بإملاءات هذه الدول المتمثلة بزج الأردن بالأزمة السورية وإشراكه ليلعب دورا فاعلا حسب رؤى هذه الدول من مناصبة العداء للنظام السوري وتسهيل دخول السلاح للتعجيل المفتعل بالإطاحة بالنظام السوري. والأردن لم ولن يكون طرفا بالنزاع الذي ربما يفضي لتسلم سدة الحكم من قبل الحركات الإسلامية.
وهذه الضغوط تهدف لإضعاف الأردن والنيل من مواقفه المبدأية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية. المشهد السياسي أصبح واضحا للجميع بمن فيهم أبو مازن ومستشاروه. لقد كان الأجدر بهم العمل على التفاهم مع حماس لقطع الطريق على المتدافعين الذين يظهرون بمظهر المستميت على نصرة حماس ودعم أهل غزة لكن وراء الأكمة ما وراءها.
بعد قراءة المشهد السياسي ومعطيات الواقع والتحركات المتلاحقة من قبل مجموعة الدول الأربع, نخلص إلى أن الكونفدرالية الفلسطينية مع الأردن تعني الوطن البديل التي تنادي به اسرائيل بأدبياتها البينية وأحيانا المعلنة. وهذا ما يدعونا للقلق على تذويب الهويتين الأردنية والفلسطينية والتفريط بالحقوق الفلسطينية ومحاولة للتعدي على الحقوق الأردنية, وهو الشيء الذي نرفضه بشدة وسنقاومه بشدة ونقاتله بشراسة حفاظا على الثوابت الوطنية الأردنية.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع