تعالوا أحكيلكم عن البطيخ

البطيخ فاكهة الصيف الأولى دون منازع (مع ملاحظة أنه من الخضروات وليس الفواكه)، ويتميز باحتوائه على نسبة من الماء هي الأعلى بين الفواكه. ويتسلى الناس في الصيف بهذه الفاكهة أكلاً وتبزيراً ونميمة. كما يضرب الناس المثل بالبطيخ (حط في بطنك بطيخة صيفي)، ويتم تقسيم البطيخ إلى قسمين تبعاً لجودته: بطيخة قرعاء وبطيخة حمراء، حيث تتسسم الثانية بحلاوة طعمها فيما تعتبر القرعاء كارثية نظراً لأنها لن تصلح للأكل وبالتالي يكون صاحبها قد "أكل هوا عوضاً عن أكل البطيخ"!!

على الرغم من أننا في فصل الشتاء، إلا أن أوضاعنا بالأردن تذكرنا بالبطيخ. سلطة تمارس كل أنواع "التبطيخ" على الشعب، شخصيات سياسية تعرض خدماتها ل"للتبطّخ" مع السلطة في مواجهة "البطيخ الأكبر"، وهذا الأخير مشغول ب"مرسي" وسوريّا والتعديلات الدستورية. أحزاب المعارضة منقسمة بين من يرى بطيخة الانتخابات "قرعة"، وأخرى تؤكد أن هذه الانتخابات حمراء بلون "الثورة".

الحكومة من جهتها دخلت على خط "التبطخ" فطمأنت الشعب بأن عليه أن (يحط في بطنه بطيخة صيفي)، فالأزمة الإقتصادية في طريقها إلى الحل، حيث سيتم رفع أسعار الكهرباء والماء والخبز والمواد الغذائية وذلك بعد تحقيق إنجاز تاريخي برفع أسعار المحروقات. أما الملف السياسي ف"تبطيخه" متروك للثعلب اليساري المتقاعد بسام حدادين و"بحره الميت" حيث "طبخ الانتخابات على نار هادئة"، وجر معظم القوى ال"مش إسلامية" إلى "بطيخة الانتخابات القَرعة".

المواطن المسالم والخاضع، يرى أن "البطيخ" اللي بيجيك منه الريح ... "ابطخه" واستريح، و"بطيخة في الإيد ولا "فوضى" على الشجرة، ومش مهم البطيخة تكون حمرا أو قرعة كمان .. المهم الأمن والأمان!!!

باختصار، احنا شعب مبسوط ب"بطيخه" وندعو الله الواحد القهار أن "يبطّخنا" أكثر وأكثر ويبقي "باطخينا" ذخراً للأمة العربية، وأختم بدعاء المبدع عادل إمام "أللهم إديلوه بطيخ من غير بزر عشان الرئيس يلهط على طووووووووووول"... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

15 كانون أول 2012