سر الإخوان المسلمين ؟

أحيانا تكون هناك جملة في سياق النص تعيدك للمربع الأول من التفكير وتجعلك تقوم بتحليل المسار الكامل للجهة أو الشخص المعني بهذه الجملة ، وبالذات إذا كانت هذه الجملة قد خرجت من أهل بيت هذا الشخص أو الجهة بعد أن غادر البيت وأصبح في منطقة أمنة من الحديث أو التصرف .

ما سبق توضيح لجملة قيلت من قبل أحد قيادات الإخوان في مصر وقد إنشق عنهم وهي إجابة لسؤال طرح عليه حول مستقبل علاقة الاخوان المسلمين مع الحكومة الأمريكية في حال فوز أوباما أو رومني ، وكانت إجابته وهنا أضعها بين هلالين " جماعة الإخوان جماعة رد فعل وليس فعل " ، ومعادلة العالم نيوتن تقول أن لكل فعل رد فعل مساوي له بالمقدار ومضاد له بالاتجاه وبهذا التعريف العلمي لرد الفعل نعرف السر في الخلاف بين الإخوان وبين بقية التيارات السياسية في الوطن سواء معارضة أو موالية ، فهم أي الإخوان يأخذون من فعل هذه التيارات فرصة لتكوين ردة فعلهم التي تتساوى معها بالقوة ولكنها تختلف معها بالاتجاه مما يبقي هذه التيارات صاحبة الصدارة في الفعل ويبقي الإخوان مكتفية برد الفعل أي أنهم لايمتلكون القدرة على فعل الفعل وتكتفون إما بتنظير أفعال الأخرين أو محاولة تشكيل رد فعل لفعل الأخرين .

وفي هذه الحالة تبرز لدينا بقية مسميات التيارات الاسلامية التي خرجت من رحم الإخوان سواء بقياداتها أو بفكرها وبرامجها ، فهذه التيارات التي أطلقت على نفسها تيارات الوسط الاسلامي تمكنت من اللعب بردة الفعل الخاصة بها نتيجة لفعل التيارات بأن قامت بردود فعلها فقط نحو الأفعال الضعيفة من هذه اليتارات ليكون رد فعلها ضعيف ومتوسط القوة إذا ما قورن بقوة رد فعل الإخوان المسلمين الذي يستهدفون في ردة فعلهم الأفعال القوية للجهات صاحبة القوة بالفعل كالحكومة والتيارات السياسية التي تتخذ من الحكومة سندا لظهرها في أفعالها القوية .

وفي المحصل يكون لدينا تيارا سياسيا يتخذ من أفعال التيارات الأخرى رد فعل وهو غير قادر على فعل الفعل نفسه لأنه لايمتلك القوة الذاتية وبالتالي الفكرية على التسبب بفعل معين يجعل الأخرين يقومون فقط بالرد عليه ، فهل مما سبق تستطيع مثل هذه العقلية ( عقيلة رد الفعل ) أن تصنع شيء ما يغير من شروط اللعبة السياسية في البلد أو أن تقود البلد من خلال افعال صادرة عنها نفسها ؟ ، وهذه الأسئلة نتركها لقيادات الإخوان وإخوان الوسط كي يعطونا ردة فعلهم عليها .