أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ألمانيا تكتشف 1400 حالة دخول غير مصرح به قبل بطولة أوروبا 2024 احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية يرتفع ليكفي قيمة مستوردات الأردن لأكثر من 8 أشهر وزير الأوقاف: الحجاج الأردنيون في البعثة الرسمية بخير. إعلام إسرائيلي: حماس نجحت في إعادة ترميم نفسها وفاة حاج فلسطيني أثناء تأديته فريضة الحج هاليفي: تجنيد الحريديم في الجيش ضروري غالانت: الأثمان باهظة لكنها معركة عزيمة 9300 معتقل في سجون الاحتلال بينهم 250 طفلا. ارتفاع حصيلة العدوان على غزة الى 37337 شهيدا و 85299 اصابة. الأردن .. تراجع سبائك الذهب المستوردة 54% في 5 أشهر يوم العيد .. الأردن ينفذ 3 إنزالات جوية على جنوب غزة حكومة طالبان تعلن مشاركتها في الجولة الثالثة من محادثات الدوحة برعاية الأمم المتحدة. العقبة تسجل أعلى درجة حرارة بالأردن الأحد. فيضانات تضرب جنوب الصين وحر شديد في باقي البلاد بيان ختامي لقمة دولية: السلام في أوكرانيا يستدعي "إشراك جميع الأطراف". إصابة فلسطيني خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمخيم الفارعة جنوب طوباس. روسيا تعلن السيطرة على قرية جنوبي أوكرانيا. الكرملين: بوتين لا يستبعد المحادثات مع أوكرانيا لكنه يريد ضمانات. توزيع قرابة مليار لتر من المياه على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يوم عرفة. السعودية تحذر الحجاج من التعرض للشمس.
فيما الحرب توحد العدو فإنها تزيد من فرقة الفلسطينيين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة فيما الحرب توحد العدو فإنها تزيد من فرقة...

فيما الحرب توحد العدو فإنها تزيد من فرقة الفلسطينيين

04-04-2024 07:24 AM

حتى ان كان الكيان اليهودي الصهيوني لا يفصح عن كامل أهدافه من وراء حرب الابادة على غزة إلا أن هناك شبه إجماع وتأييد من جميع اليهود على سياسة اليمين اليهودي الصهيوني بقيادة نتنياهو على ما يجري في الضفة وعلى تدمير القطاع وتغيير جغرافيته و تركبينه البشرية بمزيد من القتل والتهجير، كما لم يسبق أن حدث إجماعا يهوديا منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بال عام 1897 على كيفية التعامل مع الفلسطينيين كما هو حاصل منذ اليوم الأول للحرب، جيت حشد واستنفر العدو كل إمكانياته البشرية والمادية والعسكرية والإعلامية وتحالفاته الدولية.

خلال أشهر الحرب كان الكيان الصهيوني على كافة مستوياته يعيش ويتفاعل مع حالة الحرب وكأنه يتعرض لخطر وجودي حقيقي، والجبهة الداخلية وضعت نفسها في خدمة المؤسسة العسكرية، لم تتوقف المشاورات الداخلية واجتماعات قادة العدو على المستوى الوزاري وعلى مستوى الكابينت المصغر ومجلس الحرب، كما تجاوزت الأحزاب خلافاتها السياسية وأعلنت تأييدها لحكومة نتنياهو في حرب غزة ومواجهة التحديات الخارجية وتم تشكيل حكومة طوارئ في 12 أكتوبر أي بعد أيام فقط من الحرب ودخل زعيم المعارضة بني غانتس في مجلس الحرب المنبثق عن حكومة الطوارئ.....

في مقابل ذلك كيف كانت تداعيات حرب الإبادة على النظام السياسي والطبقة السياسية الفلسطينية؟

لم يسبق أن كان النظام السياسي والطبقة السياسية الرسمية بهذه الدرجة من الضعف والتفكك في مواجهة تحدي غير مسبوق من حيث انكشاف أهداف العدو ومن حيث حجم الخراب والدمار وعدد الشهداء والجرحى والمفقودين وخصوصا من المدنيين خلال فترة زمنية لا تزيد عن ستة أشهر. نعلم قلة الإمكانيات والاختلال الكبير في موازين القوى العسكرية، ولكن لو كانت هناك وحدة وطنية ولم يكن هناك انقسام وصراع على سلطة تحت الاحتلال، لكان هناك ما يمكن عمله، إن لم يكن للانتصار في حرب غزة فعلى الأقل لتقليل الخسائر والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والبناء على حالة التأييد العالمي الشعبي المتصاعد لعدالة القضية ونصرة الشعب في مواجهة جرائم الاحتلال الذي أصبحت شعبيته وسمعته في العالم في الحضيض.

خلال ستة أشهر من حرب الابادة والعدو يتصرف وكأنه لا توجد دولة وسلطة فلسطينية ولا توجد قيادة جامعة تمثل الكل الفلسطيني ولا توجد قيادة وطنية مشتركة للمقاومة، حيث لم تجتمع قيادة الفصائل لمناقشة ما الذي يجب عمله، كما لم يصدر حتى بيانا مشتركا صادرا عن الأمناء العامين، اللقاء المشترك الوحيد كان في موسكو في نهاية فبراير الماضي وكان فاشلا حتى على مستوى الاتفاق على حكومة تكنوقراط وصدر عنه بيانا هزيلا في العموميات، وعلى مستوى قيادة المنظمة جرت اجتماعات محدودة متباعدة كان يترأسها رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وكانت غالبا في سياق إثبات الحضور وتوضيح مواقف أو لتشكيل لجان لبحث تداعيات الحرب ووضع خطط لمواجهة الحرب على الضفة وغزة ، ولم نسمع شيئا بعد ذلك عن هذه اللجان والمخططات ، فيما استمرت حركة حماس تقود المعركة في غزة وتتفاوض وكأنه لا تجد سلطة ولا قيادة.

واستمر الانقسام والتراشق الإعلامي والاتهامات بالخيانة والتفريط، أيضا غابت دبلوماسية توافقية تمثل الموقف الوطني حيث استمرت حماس على خطابها المعادي للسلطة واستمرت في التعامل مع حلفائها التقليديين كإيران وبقية محور المقاومة وتتصرف وكأنها القوة الوحيدة الفاعلة في القطاع وعلى العالم أن يتعامل ويتفاوض معها، كما استمرت السلطة على نفس خطابها وشبكة علاقاتها، وأحيانا كانت أنشطة وفعاليات بعض البعثات الدبلوماسية الصديقة أكثر تأثيرا وحضورا من البعثات الفلسطينية.

ليس هذا فحسب، فحتى على مستوى قطاع غزة وبالرغم من المآسي التي يتعرض لها سكان القطاع لا يوجد أي تنسيق بين القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة، حماس والسلطة وجماعة دحلان والعائلات الكبيرة، ولو على مستوى التسبيق في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية، التنسيق الوحيد القائم هو بين حماس ودحلان في مواجهة السلطة والمنظمة، بل تتسابق وتتنافس كل الأطراف على استلام المساعدات الإنسانية وأحيانا يتم توزيعها حسب الولاءات الحزبية والشخصية ،الأمر الذي ساعد العدو والأطراف الخارجية على التدخل بشكل فج تحت عنوان غياب مرجعية فلسطينية متفق عليها، وبذريعة دخول المساعدات الإنسانية وضمان وصولها لمستحقيها.

ستة أشهر من حرب الإبادة على غزة والتحركات الدولية، سلبا أو إيجابا لصالحنا أو ضدنا، والمشاريع والاقتراحات والمخططات تتوالى لوقف الحرب وبحث وضع غزة ما بعد الحرب، ولم تتفق الفضائل وحتى الشعب على رؤية أو استراتيجية للمواجهة ولمستقبل غزة، بحيث بات القطاع مرتعا لبقايا أحزاب وفصائل تشتغل حسب أجندة خارجية وعائلات تغولت على الشعب وباتت تملك سلاحا يفوق سلاح بعض الفصائل. وبات المواطن مسحوقا في مثلث الرعب والموت: قصف العدو وجرائمه، والجوع والفقر وفقدان الأمان، وبلطجة بعض الفصائل والجماعات المسلحة.

فعن أي نصر و صمود وبطولات يتحدث البعض؟ وعن أي شرعية تمثيلية لمنظمة تحرير يُفترض أنها تمثل كل الشعب بينما هي عاجزة ليس فقط عن وقف العدوان بل حتى عن تقديم غذاء ودواء ومياه تنقذه من الموت وتبعد عنه شبح التهجير القسري؟ وكيف نطلب من العالم أن يتوحد من حولنا ونحن غير موحدين ولا متفقين على موقف أو رؤية مشتركة حول عملية طوفان الأقصى وسبب الحرب وما الذي تريده بعد وقف الحرب، ولا تغرننا حالة التعاطف والتأييد العالمي لقضيتنا، فبعد وقف الحرب وعدم وجود عنوان وطني واحد متفق عليه سيذهب كل هذا التأييد هباء منثورا.

وأخيرا نحذر من مخططات العدو في تشويه صورة المقاومة الوطنية المسلحة من خلال إلصاق تهمة الإرهاب بها واختزالها بما جرى في غلاف غزة، وفي الوقت إضعاف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كعنوان للشعب والقضية والدولة المستقبلية مع السماح لقوى أخرى بالعمل حتى وإن كانت تبدو معادية لإسرائيل، مع التحكم في قدراتها العسكرية وتمويلها المالي، كل ذلك في سياق ما سبق وأن حذرنا منه منذ سنوات وهو صناعة دويلة غزة.

Dr: Ibrahem Ibrach
Professor of Political Science
Gaza- Palestine








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع