أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أوقات دوام جسر الملك حسين خلال الـعيد. كاتب إسرائيلي: آيزنكوت طالب باجتياح رفح أولا بلينكن: على حماس قبول المقترح الأميركي غوتيريش : يجب ضمان استمرار عمل الأونروا في قطاع غزة وضمان سلامة موظفيها. الداخلية: الإفراج عن 507 موقوفين إدارياً بمناسبة عيد الأضحى المبارك. الملك: ضرورة مضاعفة المساعدات الإنسانية لغزة الملك يمنح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى لوكالة أونروا أهالي الجنود الإسرائيليين يطالبون أبناءهم بوقف القتال بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض. ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37164 شهيدا و84832 جريحا. رئيس وزراء إسبانيا: يجب زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وضمان وصولها لمستحقيها. رئيس الوزراء العراقي: العالم يقف عاجزا أمام ما يجري في قطاع غزة. الحكومة: انخفاض أسعار المحروقات عالميا ميقاتي: نجتمع اليوم لنصرة أهالي غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي. إعلان مهم من التعليم العالي للطلبة ذوي الإعاقة. 4074 طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي السنوار لقادة حماس بالخارج : فلتكن كربلاء جديدة. لافروف: قتل مدنيين لاستعادة محتجزين أمر غير مقبول سرايا القدس تخوض اشتباكات مع الاحتلال في رفح الفراية يوعز بالإفراج عن 507 موقوفين إداريا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الإنتخابات الأردنية : نجاح وفشل

الإنتخابات الأردنية : نجاح وفشل

27-01-2013 09:57 AM

نجحت الإنتخابات التشريعية في الأردن ، في ظل مستجدات سياسية ، أفرزتها ثورة الربيع لتحقيق غرضين : أولهما أن يكون رؤساء الجمهوريات العربية ، منتخبون ، من صناديق الإقتراع ، كما حصل في مصر وتونس وليبيا واليمن ، وثانيهما أن تكون حكومات الأنظمة الملكية ، حكومات برلمانية حزبية ، كما حصل في المغرب ، وكما يجب أن يكون في الأردن .

على خلفية تداعيات ثورة الربيع العربي ، إتخذ القرار السياسي في عمان ، بالإستعجال لإجراء الإنتخابات النيابية لمجلس النواب السابع عشر يوم 23/1/2013 ، وفي ذهن صاحب القرار عاملين أولهما أن قطار الربيع العربي توقف في المحطة السورية وبالتالي عليه أن يوفر حائط الصد ليحميه من تداعيات الربيع العربي الأردني ، وثانيهما إن الحراك الإحتجاجي لم يصل إلى المستوى ليكون مؤثراً بما فيه الكفاية ولذلك عليه توظيف ضعف المعارضة لتجديد شرعية النظام عبر صناديق الأقتراع ، وبشكل إصلاحي تدريجي ، ولذلك جاء تجاوب صاحب القرار لمطالب قوى المعارضة السياسية والحزبية محدوداً ،وتمثل بإجراء تعديلات دستورية وصفها الملك عبد الله نفسه على أنها غير نهائية ، وكذلك بصياغة قانون إنتخاب وصفه الملك أيضاً على أنه غير مثالي ، وهذا يعود إلى قوة القوى المحافظة ونفوذها داخل مؤسسات صنع القرار ، والتي راكمت نفوذها داخل المؤسسات الرسمية ، من خلال عشرات السنين ، في غياب التعددية والديمقراطية ، وتغييب العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين الأردنيين ، حيث التمييز والمحاباة ولحساب أردنيين وكلفتها على حساب أردنيين .

جرت الإنتخابات النيابية ، على قاعدة قانون إنتخاب يضمن للناخب صوتان ، واحد للدائرة المحلية والثاني للدائرة الوطنية ، والدائرة الوطنية توفر لأول مرة للبدوي أن ينتخب إبن المخيم ، وإبن المخيم ينتخب إبن الريف ، وهكذا تتوفر فرص العدالة والمساواة لكل الأردنيين ، في أن ينتخبوا بعضهم بعضاً بعيداً عن الجهوية والعشائرية ، وهي تجربة جديدة ، دفعت أغلبية الأردنيين للرهان على القائمة الوطنية ، حيث تجاوز عدد المرشحين للقائمة الوطنية عن 850 مرشحاً إنتظموا تحت يافظة 61 قائمة وطنية ، وتنافسوا على 27 مقعداً فقط ، بينما إقتصر عدد المرشحين عن الدوائر المحلية على أقل من 600 مرشحاً ، مع أن عدد المقاعد للقوائم الوطنية 27 مقعداً من أصل 150 مقعداً عدد مجلس النواب المنتخب وبما لا يزيد نسبتها عن 18 بالمائة ، ولذلك وصفت على أنها تمرين إنتخابي لمستقبل الإنتخابات على أساس القوائم الوطنية المتوقع أن تتغير نسبتها إلى المناصفة بينها وبين الدوائر المحلية في الدورة المقبلة بعد أربع سنوات ، لتحقيق هدف الإصلاحات وهو الوصول إلى حكومات برلمانية حزبية .

لقد نجح خيار الدولة ، في إجراء الإنتخابات المبكرة ، لتجديد شرعية النظام عبر صناديق الإقتراع وترسيخه بإعتباره أداة الشرعية ، وفشل الإخوان المسلمين في رفع الغطاء عن شرعية النظام برفع شعار " غياب الشرعية الشعبية " عن النظام ومؤسساته وإجراءاته ، وهذا هو جوهر الصراع السياسي بين الطرفين ، بين الدولة من طرف وبين الإخوان المسلمين من طرف أخر .

لقد مر الصراع السياسي بين الدولة – النظام وبين الإخوان المسلمين ، منذ إنفجار ثورة الربيع العربي ، بثلاثة محطات هي :

أولاً مرحلة الحوار ، حيث جرى الحوار الأول بين الإخوان المسلمين ومدير المخابرات ، وفشل بينهما بعد أن فهم كل طرف مطالب الطرف الأخر ، وبدون أن يتجاوب أحدهما لمطالب الأخر على قاعدة الوضوح والمكاشفة ، وجرى الحوار الثاني بين الإخوان المسلمين ورئيس الوزراء عون الخصاونة ، وتم التوصل بينهما إلى تفاهم ، رفضه الملك عبد الله وأقال حكومة الخصاونة .

الثانية مرت عبر مرحلة الدعوة لإجراء الإنتخابات النيابية ، فلبى دعوتها ورحب بها كافة الأطراف المؤيدة للنظام والتي تعتبر قاعدته الإجتماعية ، ورفضها علناً حركة الإخوان المسلمين ، الذين سعوا عبر رفضهم للإنتخابات ، رفض شرعية الإجراءات وصولاً للتشكيك بشرعية النظام نفسه من خلال رفع شعار " لا شرعية شعبية للنظام " بينما إتخذت الأحزاب اليسارية والقومية المعارضة والحليفة للإخوان المسلمين ، إتخذت قراراً برفض مقاطعة الإنتخابات وعملت على تغيير القانون وتعديله ، ومع ذلك إنتقلت من موقع " عدم المقاطعة وعدم المشاركة " إلى قرار المشاركة ، ووجهت بقرارها هذا لطمة سياسية قوية ضد الإخوان المسلمين وبرنامجهم ، حيث لم يقدروا قيمة وأهمية الأحزاب اليسارية والقومية في الحياة السياسية الأردنية ، وقيمة موقفها وأهمية إنحيازها لهذا الموقف أو ذاك .

أما المرحلة الثالثة فتمثلت في جوهر العملية الإنتخابية على مستوياتها الثلاثة وهي التسجيل والترشيح والأقتراع :

ففي عملية تسجيل الناخبين في قوائم الناخبين تجاوز عدد الأردنيين الذين يحق لهم التسجيل في قوائم الناخبين ، من سبعين بالمائة حيث قفز عددهم عن المليونين وربع المليون ، وشارك في عملية التسجيل كافة الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب اليسارية والقومية .

ولدى فتح بوابة الترشيح وصل عدد المرشحين إلى 1450 مرشحاً وهو رقم قياسي ، لم تبلغه الدورات الإنتخابية الستة الماضية منذ عام 1989 ، والتي لم يتجاوز عدد مرشحيها عن 700 مرشحاً ، وزيادة عدد المرشحين لهذه الدورة يعود لوجود قوائم وطنية ، دفعت قطاعات واسعة من الحزبيين والمهتمين والطامحين للترشح .

وفي العملية الأخيرة لمحطات الإنتخاب ، كانت محطة الأقتراع قد تجاوزت 56 بالمائة من عدد الذين يحق لهم الأقتراع ، وهي أيضاً نسبة تفوق نسب المشاركة في الدورات السابقة : 1989 ، 1993 ، 1997 ، 2003 ، 2007 ، 2010 .

معركة إنتخابات مجلس النواب السابع عشر في الأردن ، معركة سياسية بإمتياز ليس لها علاقة بإستحقاقات الأردنيين الدستورية ، بقدر ما كانت معركة سياسية إستهدفت تجديد شرعية النظام للمشاركين بالإنتخابات ، من طرف ، والتشكيك بشرعية الأجراءات ، للمس بشرعية النظام ليسهل الأنقضاض عليه من طرف الإخوان المسلمين ، معتمدين في ذلك على ثلاثة عوامل هي :

1- قدراتهم الذاتية كحزب قوي معارض 2- على حركة الإخوان المسلمين العابرة للحدود في العالم العربي و 3- على تفاهمهم مع الأميركيين ، ومع ذلك لم ينل الإخوان المسلمين مبتغاهم في هذه المعركة المكشوفة سياسياً بين طرفي الصراع .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع