أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ريال مدريد يُنكر صفقة مبابي. سيناتور اميركي ينتقد التعامل مع الاحتجاجات الجامعية الخطيب: القروض التي يحصل عليها الطلبة (قروض حسنة) إنشاء دوار جديد في إربد يثير الجدل .. والبلدية توضح 16.4% زيادة المستوردات الخاضعة للرسوم الجمركية خلال الربع الأول 30 جنديا إسرائيليا يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح تعزيزات امنية حول المؤسسات اليهودية في العالم زراعة المفرق : اعتماد 5 محاجر بيطرية لتصدير الخراف للسعودية إيران تكشف عن أحدث مسيّراتها الوحدات: أمين الشناينة استمزج رأينا للعب معنا بعد القصف والتجويع .. وفاة طفلين في غزة نتيجة الحرارة الشديدة. التعليم العالي تستعد لإطلاق ملتقى أردني كردستاني في أربيل وزيرة العمل: حرصنا على تحفيز القطاع الخاص لتوفير فرص عمل للشباب من خلال البرنامج الوطني للتشغيل اعلام عبري: إسرائيل مستعدة للامتثال لكل مطالب حماس باستثناء إنهاء الحرب الادارة المحلية تدعو لأخذ الحيطة خلال حالة عدم الاستقرار الجوي فرحان: أي توسع للحرب في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة غزة: الاحتلال يدمر 75 % من مصادر المياه حماس سترد على مقترح التهدئة الأثنين في القاهرة صحيفة فرنسية: فرنسا خفضت صادراتها الدفاعية لإسرائيل. %70 نسبة السمنة بين الأردنيين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة التغيير .. ما زال تائهاً بين واقع الثقافة و...

التغيير .. ما زال تائهاً بين واقع الثقافة و ثقافة الواقع

01-04-2014 12:58 PM

كلنا نسعى للتغيير والإصلاح، و نحن نقصد إلى (الأفضل) إلا أننا نشهد الكثير من التحركات الإصلاحية التي تقوم من خلال المسؤول و التابع و المهتم و الناشط.. حلقات و ندوات ومحاضرات وورشات تزلزل الأراضي الأردنية و المواقع بكافة أنواعها و أحياناً الصحف إذا كانت تلك التحركات يرأسها أحد الوزراء سواء السابقين أو الحاليين.. و لا يزال التغيير تائهاً..

التكرار .. و أخص بـ (الأفكار) سواء كانت فكر قديم لم ينفّذ أو جديد تحت قيد التنفيذ .. و لكن لم نشهد نتائجها بعد، و حسب ما أتلقى من أفكار و آراء و حلول مجمّدة.. نرى التثبيت وليس التغيير..

أكثر ما أدهشني خلال هذه الحلقات النقاشية هي حلقة تتحدث فيها وزيرة الثقافة أمس عن واقع الثقافة في الأردن .. استمعت لكل كلمة تتحدث بها عن تصحيح الذات و المعنى الحقيقي للثقافة واستعراض برامج الوزارة الحالية و المستقبلية .. فوجدت أنها تتحدث عن ثقافة مختلفة بتاتاً تخلط الحابل بالنابل.. معنى المثقف أصبح مختلفاً في قاموسها .. و تدني المقدّرات من أسباب العنف أي أن طالب الطب لا يقوم بأعمال العنف لعدم وجود ساعات فراغ لقيامه بذلك .. مما يعني لو أن لديه ساعات فراغ لربما شارك بالعنف .. فابن الغني لا يفتعل المشاكل أما الفقير هو السبب الرئيسي للعنف تبعاً لحالته النفسية .. بمعنى آخر لم تعد للتربية قيمة أساسية في حياتنا..!!

معالي وزيرة الثقافة تجهل معنى كلمة (اليافع) و عدم قناعتها في كلمة (المراهق) بالرغم أن الكلمة التي يهتم بها المثقفون و يصرخ بها الوطن هي (الشباب).. فاليافع هو السن ما دون المراهقة أي الاقتراب من سن البلوغ.. و المراهقة هي مرحلة أخرى يمر بها الإنسان بعد البلوغ.. أما كلمة الشباب شاملة، فهي كل من أدرك سن البلوغ و لم يصل للرجولة.. إن كانت تقصد أن الفراغ الداخلي الذي يعاني منه المجتمع هي فئة (اليافعين) فهي حتماً مخطئة.. علينا أن نميز بين طفل و يافع و مراهق وشاب كي نحدد الهدف الحقيقي حسب رغباتهم ومتطلباتهم الفعلية من أجل حمايتهم من مستقبل (فارغ) بسبب الجهل في تصنيفهم.

أثمن جهود معالي الوزيرة حين قامت بدورها كوزيرة للثقافة إطلاق برنامجاً تنموياً رائعاً لتدريب اليافعين - حسب تصنيفها - على التمثيل المسرحي و تطوير قدراتهم و مواهبهم .. و بدأت في محافظة الزرقاء و ستجوب ببرنامجها كافة المحافظات .. ماذا بعد سيدتي..؟ ألم تشهدي الشلل الفني الذي يعاني منه الفنانون الأردنيون بسبب قلة الموارد التي تدعم المسيرة الفنية..؟ لدينا مسارح عديدة و لكن أين شركات الانتاج و التوزيع التي تتبنى هؤلاء الشباب (اليافعين) و تنعش الفن الأردني بعد أن طوّقتي حلمهم بالتدريب فقط.. ما هو مصير هؤلاء الذين زرعتي فيهم الأمل والطموح و سلوك طريق الفن والإبداع المؤدي إلى حفرة كبيرة من الفراغ..؟

هذا هو الفراغ الحقيقي الذي وضعتيه أمامهم سيدتي وينحصر في سؤالين ماذا بعد و إلى أين..؟ عليك أولاً أن تتأكدي من قدراتك و تتمكني من مقدّراتك لنشهد التغيير الحقيقي الذي نريده وطن ومواطنين.. نريد أن نرى المستقبل لأننا مللنا التكرار و خيبات الأمل المكدسة في القلوب.

ما صعقت له فعلاً كلمة (إلغاء وزارة الثقافة).. كيف ذلك سيدتي و وزارة الثقافة هي من أهم الوازرات في جميع دول العالم .. و أنت تريدين إلغاءها كبصمة تغيير والحقيقة أنها وضعت بين يديك من أجل النهضة والتطوير ليس التدمير ومحوها عن الوجود.. بدلاً من أن تقوم وزراة الثقافة بضم الوزارات الأخرى كالسياحة مثلاً كما في تركيا حسب قولها وتقوم وزارة الثقافة في عملية التثقيف الصحي و البيئي والأسري و غيرها.. بل أضافت عبئاً جديداً للوزرات للقيام بورشات تثقيفيه للمجتمع من خلالها و تنمحي وزارة الثقافة من الوجود.. أين الثقافة معالي الوزيرة..؟

دعونا نستعرض حال وزارة الثقافة في زمن وزيرتنا .. نجد الفساد الحقيقي بالداخل .. أصبحت الأمور محتكرة للموظفين فقط من حيث التفرغ الإبداعي الذي يجب أن يكون حق للمبدعين خارج نطاق الوزارة .. إلا أن موظفين الوزارة من مخرجين و فنانين هم المستفيدون الوحيدون وينالون المكافآت والعلاوات بالاضافة إلى رواتبهم..!! ما مصير هؤلاء لو قلعت وزارة الثقافة من جذورها..؟ بالطبع لا مجال للاستفادة من الفساد الوزاري الثقافي بعد الآن .. فجوبوا في الأرض حائرين..

لما حال وزارة الثقافة مختلفاً عن الآخرين..؟ حيث أن حال المهندسين و المحامين و الأطباء في مواقعهم الوظيفية لا يمارسون المهنة خلال عملهم .. بل قائمون على خدمة الآخرين الممتهنين في سوق العمل كل حسب تخصصه.. إلا أن وزارة الثقافة الخدمة فيها (منها و إليها)..احتكار واضح نابع عن الجهل في القوانين و الدساتير لتضع لنفسها قانوناً مخالفاً تحت غطاء الثقافة خافياً معاني الفساد الحقيقية..

كنا نأمل من وزيرة الثقافة أن تحدثنا عن ثقافة الواقع لا عن واقع الثقافة لديها لتؤكد لنا بأنه لم يتغير شيء بعد و أن التغيير لا يزال تائهاً بين واقع الثقافة و ثقافة الواقع.. و لننتبه ممن يزرعون ثقافاتهم في عقول الآملين..

إسراء أبو جبارة
كاتبة و محللة سياسية
i_jebara@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع