... بفعل تكرار سلوك ومنهج الاستبداد والقتل وجز الرقاب ومصادرة حريات البشر وعلى مدار عقد من الزمن تحولت هذه الجرائم الانسانية والاخلاقية الى أمر مألوف وسلوك لايثير كثيرا حفيظة البشر باستثناء بعض التنديدات التي تخرج من منظمات او جماعات لازالت تدافع عن الانسان ،وما يجري في سوريا او العراق من مذابح وقتل بمختلف انواع الاسلحة بدءا من السلاح الابيض وصولا للكيماويات بات امرا مالوفا لم يعد يحرك مشاعر الناس والعرب عموما وذلك بسبب تكرار واستمرار تلك الجرائم .
الفساد ونهب الخيرات والثروات والظلم بات بلا شك أمرا مألوفا اعتياديا في انظمة عربية اعتاد فيها المواطن العربي ان يشهد "تجاوزات " لم تعد تثير اهتمامه وباتت جزءا من الثقافة الراسخة والتي لاغنى عنها في منظومة القيم الثقافية والسسياسية والاخلاقية للانظمة العربية ..
الأن ، انتقلت تلك الثقافات الى مربع جديد خاض فيه الكثير من الناس تجربة الخيانة والتآمر على الوطن والشعب ،فتحمل الاوائل منهم اتهامات وملاحقات ، تكررت تلك السلوكات من قبل مجموعات أخرى فخف الضغط عليهم ، لتتهيأ الفرص الى مجموعات جديده تعلن تآمرها وخياناتها وتحالفاتها مع الاعداء لتمرير مشاريعهم التآمرية بحق شعوب تتطلع الى الحرية والاستقلال والتنمية والمنعة ، والسبب غياب المحاسبة سواء أكان على مستوى شعبي او رسمي ، وبدأ البعض يتفاخر بكونه يحمل برنامجا خيانيا ترعاه الانظمة وتدافع عنه وتصمت عنه احزاب وقوى ووسائل اعلام ، وبدأ ان بعض الجبناء كان يخشى الاقدام على تلك الخطوات ، ومن ثم لحق بهم وتبعهم وانضم للكورس التأمري بعدما وجد أن الانظمة تقدم الهم العون والدعم والاسناد ..
ما يجري في الاردن هو حالة يعلن فيها البعض من ساسة ونواب التزامهم بتنفيذ اجندة غربية صهيونية تتآمر على بلادنا من خلال تمرير مشاريع تصفية قضية الشعب الفلسطيني من جهة وتصفية الهوية الاردنية من جههة اخرى بعد مراحل قطعها هذا التيار منذ اكثر من 15 عاما هاجم فيه الوطن والعشائر ووصف ابناء الوطن باوصاتف لا تليق وسط دعم وتعزيز النظام نفسه والمقربين ،وقد اتت الطغمة الجديدة ببرنامج ومبادرات تلقى دعم النظام ومساندته بغياب وصمت الاجهزة الوطنية والرسمية يجري التوافق حولها وتحتاج فقط الى مباركة رسمية يهيء لها داخل مؤسساتنا " طغمة " فاسدة اتخذت من مجلس النواب والحكومة قاعدتها ، فاتبعها بعض النواب وشكلوا ما يسمى بالمبادرة النيابية التي تحظى بدعم النظام رغم ما اقترفه الرجل من جرائم سب وشتم ابناء الوطن وما يحمله علانية من مشروع تصفية حقوق الشعب الفلسطيني على حساب الاردن وشعبه وهويته .
مجلس النواب يحوي "خلية " معادية ، هرول البعض من اعضاء المجلس للانضمام اليها ليس قناعة بما تطرح من أكاذيب الاصلاح او دفاعا عن الوطن ، بل سعيا للحصول على مكاسب ، فالنائب المتواضع في امكاناته السياسية والاجتماعية والمالية يحاول التقرب للمبادرة لعله يصيب منها فائده كما يتوهم طالما ان راس المبادرة يوهم البعض بمزايا خيالية حال الانضمام اليها ودعمها ، والوزير فيها يتطلع من خلالها ليكون رئيسا للوزراء او حتى رئيسا للديوان وهكذا تجري الأمور ،وهكذا يجري اصطياد البعض منهم .