فاجأني أحد أصدقاء عالمي الإفتراضي برابط لخبر يتحدث عن تنسيق بين قطر والمخابرات الأمريكية (CIA) وذلك لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة بشكل أكثر تنظيماً ومركزيةً، المفاجأة كانت في تعليق هذا الصديق على الخبر، فقد كتب العبارة التالية: قمة البراغماتية .. شكراً شيخ حمد".
ونتيجة طبيعية لسذاجتي "المعهودة" فإنني لم أفهم إن كان صديقي "الأخ" الفيسبوكي يشكر الشيخ حمد جدياً أم من منطلق السخرية، سألته مباشرة حول هذه الجزئية فكان ردّه بالتأكيد على جدية موقفه بشكر "الشيخ" حمد قائلاً: ".اقدر حساسيتك من امريكا واستخباراتها لكن هي السياسة والبحث عن خلاص الامة".
بصراحة، لم أكن أعلم أن لدينا زعيماً عربياً بهذا الذكاء والحنكة والدهاء، زعيماً عربياً قادراً على خداع دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، والرابعة من حيث المساحة وتعتبر الأولى من حيث إجمالي الناتج المحلي (يقارب إنتاج الولايات المتحدة لوحدها رُبع الناتج العالمي).
لم أكن أعلم بأن شخصاً يحكم دولة لا تتجاوز مساحتها العشرة آلاف كيلومتر مربع وعدد سكانها يقارب النصف مليون يستطيع أن يكون بهذه العبقرية. شخص استطاع أن يجر أمريكا لدعم المعارضة السورية وإيهامها بأن هذا سيكون لصالح "إسرائيل" الحليف الاستراتيجي لأمريكا، كما أقنع دولاً من مثل تركيا وفرنسا وبريطانيا بضرورة انتصار هذه المعارضة حرصاً على مصالحهم.
إلا أن "أميرنا" و"شيخنا" يخبىء للأمريكان مفاجأة غير سارة، فبمجرد التخلص من النظام السوري فإنه سينتقل إلى المرحلة الثانية من معركته والمتمثلة بالانقلاب على الأمريكان وعمل هجوم معاكس على الكيان الصهيوني وفتح القدس وتحرير فلسطين ...
أعتذر لصديقي "الأخ" الفيسبوكي عن سوء فهمي وجهلي في السياسة القطرية، وشديد الاعتذار لسمو الأمير لأن ذكائي المحدود لم يستوعب خطته الجهنمية في تحرير فلسطين .. شكراً شيخ حمد .. شكراً للبراغماتي الأول .. شكراً لغباء أمريكا