أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الذهب يستقر قبل صدور بيانات أميركية مهمة الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة النقل البري: دراسة إلزام سائقي التطبيقات بالضمان وتشديد الرقابة على الشركات غير المرخصة الأردن .. استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الأردنيون يترقبون حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد

ساكن بحي السيدة

14-05-2012 09:35 PM

كنت ممن غنوا وطربوا في البراري مرددين صبح مساء أغنية شعبية يقول مطلعها : غابت الشمس يابن شعلان واريد ادور معازيبي .... ورغم ان كلمات الأغنية لم تكن من وحي جبالنا ولا سهولنا أو هضابنا وإنما كان مصدرها يبعد عنا كثيرا في أطراف نجد ، ومع ذلك جمعنا على الدوام مع الشاعر نفس المشاعر و لحن لايخلو من نبرة الحزن .....ولعل همنا المشترك ظل دائما وأبدا يتخطى الحدود والحواجز مهما نأت بنا المسافات والصور ....إنها حال الدنيا.

وعندما تسللت الى المدينة الجديدة وسمعت المذياع لأول مرة أخذت على حين غرة بصوت عبد المطلب وهو يغني اغنيته الشهيرة : ساكن في حي السيدة ، وحبيبي ساكن في الحسين ، رغم انني لم أستطع حينها تفهم مواقع هذه الأحياء السعيدة التي جمعت كل الحب والقدسية والفن الرفيع في مكان واحد وبآن واحد .

فتشت كل الأزقة والساحات وطفت بكل مسجد وملعب و حانة وركن ، ولم أعثر على سيدة عبد المطلب ولا على مسجد الحسين ولا حتى حكاية ليلى العامرية.

وعندما عبرت الشوارع المليئة بالناس أسرعت الخطى أمام المقهى متخليا عن فضول النظر والفرجة ... بعد ان انتابتني هواجس شتى بشأن رواد المكان وطباعهم الغريبة ، وقد بدا لي منها تعلقا شديدا بالشيشة التي ظننت انها أداة الحشيشة ، وأن لاعب الزهر بينهم هو نفسه المقامر واعتقدت جازما أن شارب السوس سكير ومعربد خطير لأنه شارب العرق ذاته ، سيما وأن البائع كان يروج لهذه السلعة الغريبة مناديا باستمرار .... عرق يا سوس ...

كم كان المكان مستهجنا وموحشا ومفزعا لطفل صغير وهزيل مثلي ، بعد أن رأيت نسبة لا بأس بها من أصحاب الدكاكين وقد طغت عليهم سمنة مفرطة ، ولم تكن عباراتهم خالية من طابع العربدة والعنجهية والأستهتار بكل طفل أو عابر سبيل ...عندها غادرت كل الأماكن مبتعدا مسافة غير قليلة باتجاه حافلة العودة ، ولم يعد يستهويني في المدينة سوى الملابس الجديدة بألوانها الزاهية ، وحبة الفلافل التي أكتشفت فيها عالما مدهشا من لذيذ الطعام .

كل ذلك جرى في حياتي على نحو دفعني باستمرار الى التشبث بالجذور، ومع ذلك لم استطع البقاء بعيدا عن صخب المدينة ، التي عدت اليها شابا والتصقت بها أسوة بأقراني ابناء القرى والبوادي الذين هجروا صفوة الأماكن و زحفوا مثلي نحو الضجيج... وهكذا عشنا عالما جديدا نسينا فيه (يابه ويمه) وعلمنا أولادنا (بابا وماما) واتخمنا من أكل الفلافل والمعكرونة ودجاج المزارع حتى استفحل فينا السرطان .

هكذا كنا ولا زلنا نبحث عن هوانا بكل الاحياء كما يبحث الطيرعن حبة العلف في قفر قاحل غزاه الجراد ، ورغم طول المسافة ومشقة المسير فإننا لم نصل بعد لما نسعى ونهوى ، ولم ينتهي بنا المطاف الى جوهر المدينة السعيدة التى طالما حلمنا بهواها ، وعندما عدنا الى مرابعنا الخضر التي لم يسعفنا الزمان والمكان في نسيانها بعد طول غياب ، لم نجد فيها ما يشبع فأرا ولا سنور، بعد أن طارت منها (الرِبّة) وجف زرعها لإنحباس المطر ....وعندما قصدنا الأئمة السابقين ملتمسين الإصطفاف ورائهم لصلاة الإستسقاء ولكنهم هزوا رؤسهم باستخفاف شديد ، و أشاحوا وجوههم عنا ببساطة وغرابة ، وتمتموا قائلين : لسنا على وضوء في هذه الساعة ولا نعرف التيمم ....فضربنا كفا على كف وأدركنا حقيقة ضياع موسم المطر وانقطاع أمل الحصاد .... ..........في أرضنا نحن ؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع