اللجنة الأولمبية تطلق ورشاً لتعزيز التخطيط الاستراتيجي داخل الاتحادات الرياضية
الغذاء والدواء: غالبية المخالفات من منشآت غير مرخصة تستغل المواطنين بالأردن
سعر الحديد يهبط بضغط من الضعف الموسمي
مودي لبوتين: على العالم أن يعود إلى السلام
المنتخب الوطني يلتقي نظيره الكويتي ببطولة كأس العرب غدا
"إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر حالة عدم الاستقرار الجوي
المحكمة العليا الأميركية تسمح لولاية تكساس بإجراء انتخابات وفق الدوائر الجديدة
مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5-12-2025 والقنوات الناقلة
أكسيوس: ترامب يعتزم الإعلان عن دخول عملية السلام في غزة مرحلتها الثانية قبل عيد الميلاد
موعد قرعة كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة المفتوحة
مجموعة أبو شباب: قائدنا الراحل قتل بشكل عشوائي - تفاصيل جديدة
أسعار النفط تتجه لمكاسب أسبوعية 2%
لأكثر من 30 دولة .. ترمب يوسع حظر السفر إلى أمريكا
سعر النحاس يقفز لمستوى قياسي
الذهب يستقر قبل صدور بيانات أميركية مهمة
الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه على المناطق الشرقية لقطاع غزة
النقل البري: دراسة إلزام سائقي التطبيقات بالضمان وتشديد الرقابة على الشركات غير المرخصة
الأردن .. استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الأردنيون يترقبون حفل سحب قرعة كأس العالم 2026
لقد طال الحديث وأعرض عن ظاهر العنف الجامعي، وازدحمت صفحات المواقع الالكترونية بخبر وارد من جهة أو بمقال مكتوب من جهة أخرى، حيث تباين العديد من أبناء الأردن الأوفياء لوطنهم والمهتمون بسمو تعليمها بآرائهم حول الأسباب الكامنة وراء ظاهرة عنف الجامعات. لقد كان من الممكن للعنف الذي وقع مؤخراً في إحدى جامعات وسط الأردن وغيرها أن يشكل فارقاً كبيراً بمصير تلك الظاهرة عند باقي جامعات الأردن لو أحسنت الإدارة الجامعية التعامل معها، وفي النهاية تجد أنه وان تعددت الأسباب فالنتيجة واحدة وهي تعطيل مسيرة التعليم وتراجعها، وخوف كبير للأسرة الأردنية بمختلف مناطقها، حيث لا يكاد يخلو منزل إلا ولهم ابن أو ابنة تدرس في الجامعة، وقد تصل النتيجة أحياناً إلى أُناس لا ذنب لهم غير أنهم يدفعون ضريبة أخطاء غيرهم من الإدارة الجامعية أو الوسطاء وصولاً إلى المتسببين.
كثيرا ما أسمع مثلاً يردده أبناء المجتمع الأردني واسمحوا لي هنا أن أذكره بكلمات أردنية بسيطة (مجنون رمى حجر في بير، مائة عاقل ما بطلعه) وكلمة المجنون في المثل لا يقصد فيها ذاك الشخص الذي رفعت عنه ألأقلام عند الله سبحانه وتعالى، وإنما كلمة ترددت بالمثل يقصد فيها الشخص المستهتر الذي يفتعل مشكلة في المجتمع دون معرفة عواقبها، ولا أدري هنا عن الحكمة من وراء الأسباب الصعبة في إخراج الحجر، ربما الظلام الدامس في قاع البئر أو حتى عمق هذا البئر، ومن الممكن أيضاً أن يخطئ العقلاء بمعالجة هذه المشكلة إن انحصر التفكير كله بكيفية إخراج الحجر وترك المتسبب دون عقاب مما يتيح لغيره من مجانين القوم بالتمادي والتجرؤ لرمي الكثير من الحجارة في ذاك البئر المظلوم (المجتمع).
لقد أسعدني كثيراً كأردني منتمي أولاً وكأحد أبناء العشائر الأردنية ثانياً ما توصل له جميع الأطراف التي اجتمعت على خلفية المشاجرة التي حدثت مؤخراً في إحدى جامعات وسط الأردن من إبرام صلح والتعهد بعدم تكراره. وما أسعدني أكثر هو الاتفاق على صياغة ميثاق نبذ لظاهرة العنف الجامعي لتشمل الجامعات الأردنية كافة.
لا أريد من هذا المقال أن يفهم المقصود منه على غير وجه حق، خصوصاً وأن المقصود منه الإشارة فقط إلى حلول أخرى قد يكون غفل عنها الكثيرون، أما الصلح من حيث المبدأ فلا أجد أفضل منه بدليل قوله تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". فالصلح مصدر الطمأنينة والهدوء، ومبعث للاستقرار والأمن وينبوع الألفة والمحبة.
لكنني ،وفي هذا المقام تحديدا،ً اعتقد بأنه كان يجب على أصحاب القرار وعقلاء القوم الوقوف عند هذا الحد من الصلح، وعدم الموافقة على الطلب الخاص بوقف تنفيذ العقوبات بحق الطلبة المتورطون، والسبب هو أن جامعة البلقاء ما هي إلا جزء مهم لا يتجزأ من نسيج باقي الجامعات في كافة محافظات المملكة الأردنية الهاشمية، فما حصل من امتداد للعنف الجامعي في جامعة اليرموك والزرقاء الأهلية من قبلها كان أحد أسبابه التهاون في تنفيذ العقوبات مع الطلبة من قبل تلك الجامعة، فموافقة الجامعة على هذا القرار وعدم المحاولة في توضيح مخاطره كان فيها قصر نظر وحل آني لا يخدم إلا المصلحة الخاصة فقط.
أنا مؤمن بان جميع الأطراف المجتمعية التي وافقت على قرار وقف تنفيذ العقوبات حريصون كل الحرص بالحفاظ على مسيرة التعليم في الأردن ويتمنون من قلوبهم أن تنتهي ظاهرة العنف الجامعي، ولكن العاطفة أحيانا قد تتدخل في صنع القرار، إلا أن التضحية في كثير من الأحيان تعتبر بطولة، وقد أردت هنا أن أشير إلى أن العقاب ليس سيئاً عندما يكون المقصود منه ردع ظاهرة معدية قد تؤثر سلباً على المجتمع كله، فالعقاب بالإسلام يجمع بين العدل والرحمة، والعدل يقتضي أن من أخطأ يعاقب وفي هذا رحمة عامة للمجتمع كله، فالعقوبة تصرف المخطئ عن العودة إلى اقتراف الأخطاء كما تصرف غيره عن فعل مثلها، وهذا هو المطلوب بعينه من هذا المقال، والله من وراء القصد.
اللهم احفظ لنا أردننا وطناً ومليكاً وشعباً وأحفظ لنا استقراره.