أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طبيبة لم يمنعها نبأ وفاة والدها مواصلة خدمة الحجاج شهداء وجرحى بقصف للاحتلال وسط قطاع غزة أمانة عمّان: إزالة 133 حظيرة أضاحي غير معتمدة مذكرة تعاون بين البحوث الزراعية والمهندسين الزراعيين صحيفة عبرية: شريان حياة إسرائيل بعد حرب غزة بيد دولة عربية ألمانيا تكتشف 1400 حالة دخول غير مصرح به قبل بطولة أوروبا 2024 احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية يرتفع ليكفي قيمة مستوردات الأردن لأكثر من 8 أشهر وزير الأوقاف: الحجاج الأردنيون في البعثة الرسمية بخير. إعلام إسرائيلي: حماس نجحت في إعادة ترميم نفسها وفاة حاج فلسطيني أثناء تأديته فريضة الحج هاليفي: تجنيد الحريديم في الجيش ضروري غالانت: الأثمان باهظة لكنها معركة عزيمة 9300 معتقل في سجون الاحتلال بينهم 250 طفلا. ارتفاع حصيلة العدوان على غزة الى 37337 شهيدا و 85299 اصابة. الأردن .. تراجع سبائك الذهب المستوردة 54% في 5 أشهر يوم العيد .. الأردن ينفذ 3 إنزالات جوية على جنوب غزة حكومة طالبان تعلن مشاركتها في الجولة الثالثة من محادثات الدوحة برعاية الأمم المتحدة. العقبة تسجل أعلى درجة حرارة بالأردن الأحد. فيضانات تضرب جنوب الصين وحر شديد في باقي البلاد بيان ختامي لقمة دولية: السلام في أوكرانيا يستدعي "إشراك جميع الأطراف".
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ثوب نقابة الصحفيين يضيق على الصحف الالكترونية...

ثوب نقابة الصحفيين يضيق على الصحف الالكترونية .. ؟

30-06-2011 01:10 AM

في مقولة تعود للثورة اللوثرية على الكنيسة ، عندما قال احد القساوسه أن ثوب الكنيسة يضيق على رعاياها ، وبدء بعد ذلك حدوث تحولات جذرية في العلاقة ما بين الكنيسة والبشر والحياة .
ونحن هنا نقول أن ثوب نقابة الصحفيين يضيق على الصحافة الالكترونية ، فهي نقابة انشئت في الخمسينيات من القرن الماضي ، وفي وقت كانت به الصحافة الورقية في أوج عضمتها وعنفواها ، ولعب دورها الكبير في ابراز القومية العربية ، وفي نفس الوقت واجهة الصحافة الورقية كل اساليب القمع والاحتواء من قبل الانظمة السياسية العربية التي رغبت بأن تكون هذه الوسيلة بوقا لها لتزييف الحقائق وايهام الشعوب أن لازعماء غير زعمائهم .
نحن الان في القرن الواحد والعشرين وفي العام الحادي عشر بعد الالفين ، ولسنا بعيدين عن الثورات العربية التي اقصت هؤلاء الزعماء عن كراسيهم بعد ان حكموا لمدة اربعين عاما ويزيد ، وهذا الاقصاء تم من خلال وسائل اتصال الكترونية فرضتها حتمية التطور التنكولوجي لهذه الوسائل .
ومع كل هذا الزخم في الحياة السياسية العربية ومطالبة الشعوب بالحرية ، وقدرة هذه الشعوب على الخروج للشارع لرفض وجود مثل هذه الاصنام من الزعامات ، تصر نقابة الصحفيين الاردنيين على انها الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الامور والعلاقة ما بين الصحافة الالكترونية والمجتمع والحكومة ، وتستند النقابة بذلك على ما لها من إرث تاريخي تنظيمي ، وما يربطها بعلاقات قوية مع السلطة السياسية نتيجة للتاريخ الطويل والمشترك معا في تشكيل هيئاتها ، فجميعنا يعلم أن رئاسة نقابة الصحفيين لم تخرج ومنذ اكثر من عشرين عاما من يد الصحافة الرسمية أو شبه الرسمية ، بل نجد أنه وخلال الثمانية اعوام الماضية لم تخرج هذه الرئايسة من بيت جريدة الراي التي تتملك الحكومة منها أسهمها أكثر من 60% ، ولاننسى أن هذه الصحف تضم في جنباتها أكبر عدد من الصحفيين الاعضاء في النقابة ، وفي هذا توجيه واضح للأصوات البتي تسقط في صندوق الاقتراع للنقيب والاعضاء ،بل أن رؤساء تحريرها ونوابهم ومدرائها العامين يعينون من قبل مجلس الوزراء ،وذلك بعد حصولهم على موافقة امنية مسبقة ، وان كانت هذه الرئاسة في فترة ما من عمرها قد حققت مجموعة من المكاسب لأعضائها إلا انها في نفس الوقت أبقت سيطرتها على الحراك الاعلامي الاردني .
ويشكل عدم وضوح الرؤية لهذه الرئاسات في نقابة الصحفيين الاردنية مشكلة رئيسية في توضيح حدود هذه العلاقة ما بين السلطة والاعلام ، وتكاد تكون هذه العلاقة تجمع ما بين الامامة والتجارة وبدون تورية أو إخفاء لهذه الحقيقة .
أما العلاقة ما بين نقابة الصحفيين الاردنيين والصحافة الالكترونية الاردنية ، ففي ذلك دليل واضح على أن ثوب هذه النقابة يضيق على أهله في البداية ومن ثم على الاعلام الاردني ككل ، فنجد أن هذه النقابة تحرص دوما على إبقاء العاملين في المؤسسات الاعلامية الحكومية ( الاذاعة والتلفزيون ) أعضاء لديها لكسب أكبر رصيد ممكن من الموالاة عند صناديق الاقتراع ، مع أن الواقع الاكاديمي وعلى مر التاريخ وفي كل المدارس والكليات الاعلامية يفصل ما بين الصحافة الورقية والاذاعة والتلفزيون في طرح التخصصات والمساقات الدراسية ،بل اصبح الان يوجد مساقات دراسية متخصصة في الصحافة الالكترونية ، وقد قامت عدة اقسام بفتح صحف الكترونية من أجل إكساب طلابها الخبرة والممارسة في هذا النوع الجديد من الصحافة ، ومع ذلك تصر نقابة الصحفيين الاردنيين على مخالفة هذا الواقع الاكاديمي .
والدليل الاخر على ضيق ثوب النقابة على الصحافة الالكترونية أن معظم أصحاب وناشري الصحف الالكترونية هم اعضاء في نقابة الصحفيين وعاملين في صحف يومية أو اسبوعية ، ولكن هؤلاء الناشرين والعاملين قد وجدو أن فضاء حرية التعبير في الصحافة الالكترونية أرحب واوسع من الصحافة الورقية ، بل وجدوا أن في ذلك خروج من تحت مقص الرقيب والخطوط الحمراء والممنوع من النشر ومزاجية وتوجهات رئيس التحرير صاحب السلطة العليا في السماح بالنشر أو عدم السماح ، وفي نشر العديد من الكتاب لمقالاتهم في الصحف الالكترونية بعد أن يمنع نشرها في الصحافة الورقية لأكبر دليل على ذلك ، بل أنك تجد بعضهم يشيرون إلى أن هذا المقال قد منع من النشر في الصحيفة الورقية .
والحديث عن الفوارق ما بين الصحافة الورقية الخاضعة لقانون المطبوعات والنشر وسيطرة نقابة الصحفيين ، والصحافة الالكترونية ، وهنا لاأريد ان ازيد بل ساضع فرقيين اثنين هما صفة التفاعلية التي تمتلكها الصحافة الالكترونية والتي في نفس الوقت تعجز عن امتلاكها الصحافة الورقية ، وأن ملكتها فهي تمر دائما من تحت يد مقص الرقيب وتفضيلاته ،والفارق الاخر هو السرعة في نشر الخبر أو الحدث وعلى مدار الاربعة والعشرين ساعة ، وهذ ما كانت تعجز عنه الصحافة الورقية ولاتزال ، مع انها أجبرت ونتيجة للتطورات الحتمية لتكنولوجيا الاتصال على انشاء مواقع اليكترونية خاصة بها كمحاولة لكسب حصة من السوق الذي اوجدته الصحافة الالكترونية الخاصة .
وخلاصة الحديث هنا أن ما قامت به نقابة الصحفيين يوم الاحد الماضي ومحاولتها للسيطرة على الصحافة الورقية وإخضاعها لقوانين المطبوعات والنشر ، هو محاولة لإلباس الصحافة الالكترونية ثوب يضيق عليها ، والزملاء الذين ركبوا موجة النقابة فهم قد رضوا على انفسهم أن يلبسوا ثوبا يضيق عليهم ، وذلك من باب أنهم يريدون أن يمسكوا عشرة عصافير في يد واحده ، حتى وان كان ذلك على حساب ما تملكه صحفهم الالكترونية من صفات ومميزات تعجز عن إمتلاكها أكبر الصحف الورقية اليوم .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع