أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مكتب غانتس يهاجم نتنياهو بدء فرش الخلطة الاسفلتية للطريق الصحراوي من القويرة باتجاه العقبة مجلس محافظة البلقاء يبحث مشاريع التنمية الاجتماعية في عين الباشا 21 ألف جريح ومريض بحاجة للسفر للعلاج خارج قطاع غزة روسيا: مصادرة أصول بنكين ألمانيين مفوض الأونروا: نصف سكان رفح مضطرون للفرار أردوغان يصدر عفوا عن سبعة جنرالات في إطار انقلاب 1997 تعزيز الأمن حول مصالح إسرائيلية بالسويد بعد إطلاق نار ليلي قرب سفارة إسرائيل نتنياهو: شروط غانتس تعني إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل القسام تعلن عن المزيد من العمليات اليوم العضايلة مراقباً عاماً للإخوان المسلمين في الأردن السقاف: أهمية رفع كفاءة الموارد البشرية لتعزيز محرك الاستثمار رسميا .. الإعلان عن أفضل لاعب في البريميرليج طاقم تحكيم مصري لقمة الفيصلي والحسين. توق: إصلاح التعليم بالأردن مكلف جداً. وزير الداخلية: لا دليل ملموسا على وقوف دولة بعينها وراء تهريب المخدرات للأردن غانتس يهدد نتنياهو: سأنسحب من حكومة الطوارئ الجيش الإسرائيلي يتحدث عن قتال مكثف بجباليا. الجيش الإسرائيلي: عثرنا على جثة مختطف بغزة وسائل إعلام إسرائيلية: حدث صعب للجيش في غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة رئيس الحكومة: هل يحترق أم يخرج من عنق الزجاجة؟

رئيس الحكومة: هل يحترق أم يخرج من عنق الزجاجة؟

14-10-2012 05:57 PM

 نضال منصور

بكل تأكيد فإن رئيس الحكومة الجديد الدكتور عبدالله النسور سياسي واقتصادي محنك، سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، وهو لاعب ماهر، خبر شؤون الحكم منذ عقود نائباً ووزيراً، وهذا الواقع يزيد من مساءلة ومراقبة الناس له، ولا يعذرونه حين يجدون المبرر لغيره.

ولا يمكن القول بأن النسور ليبرالي المنهج في إدارته لشؤون السياسة والاقتصاد، وفي الوقت ذاته فإنه لا يلبس جلباباً محافظاً، فهو يوائم بين المنهجين ويغازل مناصري المدرستين.

لو لم تكن هذه الحكومة انتقالية ولتسيير الأعمال إلى حين إجراء الانتخابات، لكان الرئيس النسور قد أعاد بناء الحكومة واختار فريقاً جديداً، ولكن في هذه المرحلة الصعبة ظل محكوماً لشعار بأنه لا يمكن تغيير الطاقم الوزاري في حكومة لن تتعدى صلاحيتها بداية شهر فبراير القادم.

البصمة الرئيسية التي وضعها النسور في حكومته كانت، اختيار نائبه ووزير داخليته الدكتور عوض خليفات، وقد عملا معاً في حكومة عبدالكريم الكباريتي عام 1996، ورسالة النسور للأردنيين هي تطمينهم بأن الداخلية تدار من شخص أكاديمي ليس له خلفية عسكرية، وربما يكون هذا مهماً في زمن يسبق الانتخابات البرلمانية، ولتأكيد أن الولاية العامة بالانتخابات هي للهيئة المستقلة للانتخابات، وأن دور الداخلية وغيرها من الوزارات داعم ومساند.

الرسالة المهمة التي يمكن التقاطها من الحكومة هي اختيار النائب السابق المخضرم بسام حدادين وزيراً للشؤون البرلمانية ووزيراً للتنمية السياسية، ومن المعروف أن حدادين منذ 1989 نائباً تحت القبة شهد ربيع العمل البرلماني وخريفه، ولعب ومد جسور علاقاته مع كل الأطراف السياسية بما فيها الإسلاميين، ولذلك وهو اليساري مؤهل أكثر من غيره ليخوض غمار الحوارات والتحركات لمرحلة ما قبل الانتخابات وخاصة في الجدل الذي يدور حول القوائم الوطنية، وأيضاً ما بعد الانتخابات إذا كان للرئيس النسور حظاً في رئاسة أول حكومة برلمانية، أو إذا قرر النظام العودة لطاولة المفاوضات في اللحظة الأخيرة لتعديل قانون الانتخاب.

مهمة حكومة النسور رغم عمرها القصير ليست سهلة، والأسلحة التي يملكها لمواجهة مناوئيه وخصومه محدودة، والأهم أن كلامه وأفعاله تحت المجهر، فالناس ستحاسبه على مواقفه التي اتخذها من الحكومات الأربعة السابقة والتي حجب عنها الثقة، فلن يقبلوا منه أسلوباً محافظاً في الحكم وهو الذي وصف فايز الطراونة بـ"شيخ المحافظين"، ولن يرضوا عن ممارسات توحي بالمحاصصة والعشائرية، وهي التهمة التي ألصقها برئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة، وبالتأكيد سيرصدون تدخلاته بالانتخابات البرلمانية القادمة بعدما اتهم سمير الرفاعي ومعروف البخيت بتزوير الانتخابات الماضية.

لا يعيب الدكتور النسور أن يحجب الثقة عن الحكومات الأربعة السابقة، فلقد صنعت له شعبية ونجومية ستختبر على أرض الواقع في إدارته لحكومته.

مشكلة الرئيس النسور في هامش المناورة الذي يملكه لمواجهة حالة الاحتقان السياسي والتأزيم، فالانطباعات الأولى التي خلقها بتصريحاته، لا تقدم معالجة ولا توحي بالاطمئنان، فهو ماض بطريق الانتخابات بالقانون الذي عارضه بشدة، ولا يستطيع أو لا يريد أن يقوم باستدارة للعودة إلى طاولة الحوار لصناعة توافق حول قانون انتخاب جديد، وبذلك ستبقى المعارضة وخاصة الإسلامية في الشارع، وإذا صعدت هجومها وفعالياتها سيكون الرئيس وحكومته في وضع حرج جداً، وحتى ملف المعتقلين من الحراك الشعبي الذين يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة في تجاوز للقواعد الدستورية لم يقطع فيه وعداً، ولم يتحرك للإفراج عنهم بما يعزز مواقفه، بل ربط الأمر بصفح ملكي.

ملف التأزيم الثالث بعد قانون الانتخاب والاعتقالات، هو الصدام مع الإعلام الإلكتروني، بعد إقرار حكومة الطراونة لقانون المطبوعات والنشر المعدل، عارضه النسور تحت القبة وورثه رئيساً للحكومة، ولا يعرف كيف سيتعامل مع هذه المشكلة ويديرها، والصحافة الإلكترونية تنصب خيمة للاعتصام منذ أكثر من 27 يوماً احتجاجاً على القانون ومطالبة بإسقاطه ومعلنة عصياناً إلكترونياً يرفض الامتثال لهذا القانون المقيد للحريات؟.

الشهور المعدودة لرئاسة النسور للحكومة صعبة ووعرة، وتريد حكمة في التعامل لا صلفاً في المواجهة، وهي أولاً وأخيراً اختبار له كسياسي عريق، إما تحرقه ويصبح كبش فداء للمرحلة، وإما ينجح، ويخرج الأردن من عنق الزجاجة!.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع