أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جيش الاحتلال يعترف بإصابة 44 جنديا وضابطا في معارك غزة استمرار عمليات القصف الإسرائيلي العنيف على مخيم جباليا اتفاقية لتركيب أنظمة الخلايا الشمسية لبلدية طبقة فحل التمييز تؤيد حبس قاتل زوجة والده في إربد لمدة 20 سنة الاحتلال الإسرائيلي يبدأ المرحلة الثانية في رفح الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في "جرائم حرب كثيرة" مرتكبة في غزة طالب إربد المتوفى .. النقل البري توضح بشأن الحافلة الأونروا: إسرائيل عذبت موظفينا لتنتزع منهم اعترافات "الحوار الوطني" في الأعيان تناقش توصيات مؤتمرها الشبابي الثاني انطلاق ورش العمل الخاصة بالطاقة المستدامة والعمل المناخي في البلديات مؤسسات حقوقية تدين جريمة الاحتلال بتدمير عيادة على رؤوس النازحين الصحة العالمية : التوصل لاتفاق مبدئي بشأن مكافحة أوبئة المستقبل المواصفات والمقاييس تستضيف فعاليات التجمع العربي للمترولوجيا مياه الأعيان تُناقش آليات سير مشاريع القطاع الاحتلال يحاصر مستشفى العودة في شمال غزة غزة: رصيد الأدوية والمستلزمات الطبية صفر البلقاء التطبيقية تشارك الجيش في إنزال المساعدات على غزه- صور مصدر يكشف موعد انطلاق أولى قوافل الحجاج الأردنيين إسرائيليون متطرفون يعتدون على شاحنات تنقل مساعدات لغزة الأراضي تطلق خدمة تقديم طلبات البيع إلكترونياً في الزرقاء واربد
من الذي يسرقنا ويتاجر فينا ؟!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة من الذي يسرقنا ويتاجر فينا ؟!

من الذي يسرقنا ويتاجر فينا ؟!

05-10-2023 09:15 AM

قد تتجاوز نسبتهم 50% خارج حدود العالم النامي، الذين سيجيبون بأنهم السياسيون، من يسرقون المواطن، ويبيعونه ويشترونه في سوق السياسة، وربما نسمع إجابات هجومية غاضبة على الأنظمة والحكومات والديكتاتوريات .. الإسطوانة، علما أن عملية البيع والشراء هنا نسبية وليست حرفية.. لكن السؤال حرفي جدا، ولا علاقة له بالسياسة.
المواطن؛ أو إن شئت «المستخدم لجهاز الهاتف الذكي»، هو سلعة في عالم الدعاية والتكنولوجيا الرقمية، ولا أريد أن أورد أرقاما وإحصائيات تمخضت عن دراسات دقيقة، لعدد المستخدمين، وأماكن تواجدهم، واهتماماتهم، وحجم ما تدفعه الشركات الكبرى والصغرى والأفراد العاديين، من أموال للشركات التي تدير تطبيقات عالمية تتضخم، ويزداد حجمها السوقي كل ساعة، بل كل ثانية.. سأقترح أن يقوم كل شخص يقرأ هذه المقالة بإجراء دراسته الخاصة على نفسه، وسوف يدرك كم أصبح مغموسا في سوق دون إرادته وتخطيطه.
كم تبدد من الوقت تمضيه وأنت تنظر إلى شاشة هاتفك؟ هل حقا لديك كل هذا الوقت من الفراغ؟ وهل يمكنك أن «تحصي» عدد وحجم الفوائد التي تكتسبها من وراء هذا الانشغال بهاتفك؟ وهل تقوم بكل أعمالك اليومية المطلوبة منك على أكمل وجه، وبذهنية حاضرة؟ هل تشعر بأنك مقصر في واجباتك وعملك الطبيعي؟ .. قد تعترف بخسائر كبيرة لو أجبت عن الأسئلة السابقة بواقعية وحياد، لكن السؤال الأهم متعلق بمن المستفيد الفعلي من وقتك ومتابعتك لشاشة هاتفك؟.. قد تختلف الإجابات بين الأشخاص بناء على وعيهم وطبيعة عملهم.
شركات اصبحت قيمها السوقية مئات المليارات من الدولارات، تقدم برامج تافهة جدا إذا ما قورنت بحجم ما تدر عليهم من مال، وهي التطبيقات الذكية المثبتة على هواتفنا جميعا، سلعتها الحقيقية هي : عدد المستخدمين، عدد المتابعين، عدد المشاهدات، عدد اللايكات والتفاعلات، عدد المشاركات.. وإحصائيات كثيرة لا يمكن فهمها أو حتى التوقف عندها، لو لم تكن مرصودة «بعدادات» ترى بعضها في التطبيق الذي تستخدمها، وأخرى لا تراها، وهي التي تشكل الأرصدة الفعلية التي تقوم عليها تلك الشركة «الغول».
لا أتحدث عن هذا الموضوع من وجهة نظر متعلقة بالمال، والأرزاق، فهي مكتوبة في جداول أخرى سنراها يوما، حسب قناعتي، ولا أتحدث بخطاب «الميثولوجيا» والعقائد والأساطير.. بل عن نوع آخر من الرياضيات لا يهتم به كل الناس.. أتحدث عن موضوع تسليع الكائن «البشري» في هذا العالم، والسطو على وقته وعلى حقوقه الطبيعية الكثيرة، بموافقته بل دون وعي منه، بانصياعه الكامل لقوانين وإملاءات ورغبات السوق والشركات، فهو ترك القيادة ثم السيطرة لهاتفه، يستولي على وقته كاملا، حيث يوفر له حرية لا تنتهي من المتعة وال»شرود» بل الغياب الكامل في ثنايا العالم الافتراضي، الذي بات تحت سيطرة وإدارة برامج كمبيوتر ذكية، تطور نفسها، وتحصد بيانات عن المستخدمين، تستقر في قواعد بيانات هائلة الاتساع، وتستقر فيها كما يستقر المطر في السدود والبحار، فكل الوقت الذي تمضيه بمشاهدة شاشة الهاتف، هو وقت تسجيل بيانات عنك، واصبح تسجيل البيانات عنك حتى دون أن تستخدم هاتفك، فهناك صورة نفسية وفكرية كاملة عنك، مخزنة في ذاكرة قواعد بيانات الذكاء الصناعي، وستجد ما يخطر ببالك الآن لمشاهدته على شاشة هاتفك، ستجده نفسه بعد أن تفتح ذلك التطبيق، إن لم تجده فورا فما عليك الا الانتظار قليلا أو كتابة او «نطق» شيء عنه، وسوف تقوم الشاشة السحرية بعرض سيل من الفيديوهات والمعلومات والأصوات و»العروض» عنه..
أنت لست هنا ما دمت تنفق كل وقتك على شاشة هاتفك، وتتوغل في التيه في عالم افتراضي، وحتى تستعيد نفسك وقيمتك، ما عليك إلا سرقة وقت جديد رغما عن الغول وقوانينه..
فقط ابتعد قدر ما يمكنك عن شاشة هاتفك، وتعرف على واقعك ومسؤولياتك التي نسيتها وأنت تطارد المتعة والترفيه والعدم.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع