أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين العثور على مقبرة جماعية ثالثة بمجمع الشفاء مؤسسة الإقراض الزراعي تقر مجموعة إجراءات لتحفيز الاستثمارات في القطاع العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظتي مأدبا والعاصمة "حماية الصحفيين" يُعرب أن أمله بمعالجة ملف قناة اليرموك تعيين أردنية كأول عربية تشغل منصب منسق معتمد لمنظمة التحالف الدولي انطلاق بطولة الأردن المفتوحة للجولف في العقبة غدا إصابة 3361 جنديا إسرائيليا منذ بدء حرب غزة لجنة الدائرة الانتخابية العامة تؤدي القسم القانوني سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الاحتلال يرد على تعليق أمريكا شحنة أسلحة البطالة والفقر أهم المحفزات لـ "عمالة الأطفال" .. ومطالب بإجراءات "زجرية" آخر تطورات عصابة "التيكتوكرز" التي تستدرج الأطفال في لبنان المرصد العمالي: 89 احتجاجا نفذها عمال الأردن العام الماضي استئناف المفاوضات في القاهرة بشأن هدنة في غزة "بحضور الأطراف كافة" السفارة الأردنية في المغرب تحذر: التأشيرة مجانية وتأكدوا من المصادر الرسمية اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي التربية: تخفيض عدد أيام الغياب المسموح بها للطالب اعتباراً من العام المقبل الاحتلال يحقق بسقوط مسيّرة تابعة له بين يافا وطولكرم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة آليات تحقيق الجودة في إصلاح التعليم الأردني

آليات تحقيق الجودة في إصلاح التعليم الأردني

03-03-2023 10:38 AM

تختلف معايير الجودة باختلاف المجالات التي تطبقها وتبعا لأنظمة التقييم التي تراقبها، إلا أنها تلتقي جميعها في كثير من المواصفات و المقاييس التي تستند إلى مبادئ و مرتكزات أساسية تهتم كلها بجودة المنتوج النهائي مرورا بمختلف مراحل الإنتاج. والجودة في التعليم لا تخرج عن هذا الإطار إذ تهتم بمواصفات الخريجين من المدارس و نتائج تحصيلهم الدراسي عبر مختلف المراحل و العمليات و كذا القدرة على تجاوز كل المشاكل و المعيقات التي قد تعترض مسارهم عملا بمبدأ الوقاية خير من العلاج.

لقد بات إصلاح منظومة التربية و التكوين من القضايا الرئيسية التي تؤرق بال المسؤولين الحكوميين في شتى أنحاء المعمور إيمانا منهم بأن تكوين الرأسمال البشري يعد الدعامة الأساسية لكل نهضة إقتصادية و إجتماعية و تنمية مجتمعية مستدامة. قصد الوصول بالتعليم إلى أعلى المستويات وانعكاس ذلك على جودة التكوين والتأهيل للموارد البشرية لتمكينها من الإندماج في محيط عالمي يتميز بالتنافسية في جميع المجالات و مواكبة التطورات و التحولات التي يشهدها العصر مع تنامي إقتصاديات المعرفة و تحديات العولمة.

غير أن إصلاح التعليم يحتاج إلى نظرة شمولية تهم كافة الجوانب والمجالات، نظرة تتجاوز المقاربات التجزيئية و الحلول الترقيعية و تتعدى البعد الكمي. فالإصلاح يجب أن يكون شموليا و مبنيا على النوعية و الجودة في مختلف مكونات المنظومة التربوية. لهذا اختارت بعض الدول الرائدة في مجال التعليم إعتماد نظام الجودة في إصلاح منظوماتها التربوية، نظام أبان عن نجاعته و فعاليته في تحقيق النتائج المرجوة. فما هي إذن معايير الجودة في التعليم ؟ وما هي آليات تحقيق الجودة في إصلاح التعليم ؟

فالجودة هي نظام إداري يرتكز على مجموعة من القيم و يعتمد على توظيف البيانات و المعلومات الخاصة بالعاملين قصد إستثمار مؤهلاتهم و قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي قصد تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة.

وتشير الجودة في المجال التربوي والتعليمي إلى مجموعة من المعايير و الإجراءات يهدف تنفيذها إلى التحسين المستمر في المنتوج التعليمي، وتشير كذلك إلى المواصفات و الخصائص المتوقعة في هذا المنتوج و في العمليات و الأنشطة التي تتحقق من خلالها تلك المواصفات مع توفر أدوات و أساليب متكاملة تساعد المؤسسات التعليمية على تحقيق نتائج مرضية .

فالجودة مفهوم مقاولاتي بالأساس، يرتبط بالإنتاجية و المردودية و انتقل إلى مجال التعليم على إعتبار أن المؤسسة التعليمية هي مؤسسة لإنتاج الكفاءات و الخبرات القادرة على الإبتكار و الإبداع و اللذان بدونهما لا يمكن للمقاولات الصناعية أن تطور إنتاجها و تحسن من منتوجها.

جودة المناهج والمقررات الدراسية.
جودة البنية التحتية.
كفاءة الأطر التربوية و الإدارية.
جودة التكوين الأساسي و المستمر.
التدبير الأمثل للموارد البشرية و المالية.
الانطباع الإيجابي للمستفيدين من خدمات المدرسة.
التحسين المستمر.
نتائج التحصيل الدراسي .

رافق التفكير في الجودة إقتراح مجموعة من الآليات و الدعامات التي من شأنها تحسين وضع المنظومة التربوية و تجاوز مختلف العوائق التي جعلت مستوى التعليم في بلدنا الأردن متدنيا. لذا فإن أي إصلاح يجب أن ينطلق من المداخل التالية .

( تغيير المناهج و البرامج التربوية ) : في هذا الصدد يجب العمل على اعتماد استراتيجية جديدة في بناء المقررات تقوم على الكفايات عوض الأهداف و على الكيف عوض الكم و على التعدد و التنوع عوض الأحادية.

( تحسين العرض التربوي في المدن و القرى ) : عملا بمبدأ تكافؤ الفرص يجب توسيع العرض التربوي و تجويده في القرى كما في المدن لإتاحة الفرصة للجميع من أجل إتمام الدراسة في أحسن الظروف، و هنا وجب الاهتمام أكثر بالبنية التحتية للمؤسسات التعليمية و مدها بكل الوسائل و الإمكانيات لتؤدي الأدوار المنوطة بها و تقدم خدمات ذات جودة معتبرة.

( العناية بالموارد البشرية ) : إعتبارا للدور الطلائعي للمورد البشري في الإرتقاء بمستوى المنظومة التربوية والتعليمية فلابد من الإهتمام بالأطر العاملة بالقطاع سواء على المستوى المادي و ظروف العمل أو على مستوى التكوين الأساسي و المستمر.

( الحكامة و اللامركزية على مستوى التدبير و التسيير ) : وذلك عبر إرساء آليات الحكامة الجيدة و ترسيخ سياسة اللامركزية و التي ترمي إلى تقاسم المهام و إعتماد سياسة القرب و تكييف التوجيهات و السياسات التربويةوالتعليمية مع خصوصيات كل منطقة.

( التمويل الكافي و ترشيد النفقات ) : إن أي مشروع للإصلاح يروم التحسين و التطوير يحتاج إلى تمويل كاف لتحقيق المبتغى لكن هذا لا يعني صرف أموال طائلة في أمور لا طائل منها، إذ أن الجودة لا تقاس بقيمة المبالغ و الأموال المرصودة للمشروع و إنما بما يمكن تحقيقه من نتائج على أرض الواقع بأقل التكاليف.
( الإستفادة من الخبرات الأجنبية ) : نظرا لعالمية نظام الجودة بات لزاما الإستعانة بالتجارب و الخبرات الأجنبية، خصوصا من الدول الرائدة و السباقة لتبني هذه المقاربة مع الحرص على القيام بدراسات سوسيولوجية و تاريخية كافية قبل إدخال أي تعديلات على المنظومة التربوية والتعليمية و ذلك لضمان توافقها مع مبادئ نظام الجودة.
قبل الختام أوجه شكري وتقديري لجلالة الملك عبدالله الثاني لتوجيهاته حول جودة التعليم و أبرز القضايا التعليمية .

الدكتور هيثم عبدالكريم أحمد الربابعة
أستاذ اللسانيات العربية الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع