" ممسحة زفر "

في قصص الشعوب وخصوصا التي تمتلك جذور البداوة وإنتقلت لحياة الفلاحة دائما هناك شخص في المجتمع يطلق عليه لقب " ممسحة زفر " وهو شخص يمتلك مواصفت محددة يظهر ليده منذ الصغر وتكبر معه وتصبح ملتزقة فيه وتميزه بين أبناء المجتمع ولايبدر عن أي سلوك إلا وكان مرفق بجملة " ممسحة زفرة " .

ويقصد بذلك أن هذا الشخص يطلب منه القيام بمهام من قبل أشخاص أخرين يمتلكون اللسلطة والنفوذ داخل هذه المجتمع ، وبهذه المهام التي تعتبر غير متقبلة إجتماعيا يبعد هؤلاء الاشخاص عن أنفسهم الشك بأنهم وراءها وتلصق مباشرة بشخص " ممسحة الزفر " ، وتجده يصر ويؤكد أمام الأخرين ودائما بأنه لن يكون ممسحة زفر لأحد وأنه سوف يغير من مواقفه تجاه أفراد المجتمع ويحسن من سلوكه ولكنه يعود للممارسة " ممسحة الزفر " لأنه ومنذ صغره وهو " ممسحة زفر " .

وأصل " ممسحة الزفر " تلك كصفة تعود إلى قطعة القماش التي توضع أمام المعازيم في حفلات الغداء أو العشاء ليقوموا بمسح أيديهم أولا من " زفر " اللحمة ودهنها قبل أن يذهبوا للمغاسل كي ينظفوا اياديهم بالصابون ويرشون من بعهدا العطر وتفيح منهم رائحة العطر وتبعتد عنهم رائحة الزفر التي تبقى ملتصقة ب " ممسحة الزفر " .

وهذه الشخصية " ممسحة الزفر " العب دورها ليس فقط في الحياة الاجتماعية بل يمكنها أن تقوم بدورها وبكل مهارة في الحياة السياسية للمجتمعات ، وفي هذا المجال يتم إختيارها بعناية فائقة كي يتمكن الكثير من السياسين القيام بدورهم القذر في حياة المجتمع ولتنتهي بوجدو شخصية " ممسحة الزفر " الذي يقوم بمسح كل قاذوراتهم بشخصة وبكل صدر رحب لأنه يؤمن أن الزمن سوف لن يغير من نظرة الناس له حتى وإن حج سبع حجات وسوف يعود وينادى ب" حج ممسحة زفر " ؟.