عندما يوضع الملك بين طرفي النقيض الموالاة والمعارضة ماذا يحدث ؟ ، يحدث أن تبدء جميع الأطراف بإستخدام ادواتها الممكنة في السيطرة على المشهد العام في ساحات أيام الجمع الأردنية ، وتكون النتيجة حالة من الفوضى الاعلامية تنعكس على صورة الوطن ككل ففي مشاهدة الصور التي تم نشرها من خلال المواقع الإلكترونية والتلفزيون الاردني عن ما حدث يوم الجمعة تتضح هذه الحالة من الفوضى الوطنية التي لن تؤدي إلا المزيد من التوتر وخلق حالة تتشابه مع الكثير من حالات الحراك في دول الجوار .
وفي تعمد الطرفين من الموالاة والمعارضة أن يجتمعا معا في مكان واحد ووقت واحد كي يبرز كل طرف منهم مطالبه حالة من التخبط الوطني تقع مسؤولية وجودها على عاتق الدولة صاحبة الولاية والتي وإلى الأن تمارس كل أدوارها الرسيمة والاعلامية دون مبالاة بما يحدث في الشارع الأردني ومن منطلق أن الرصاصة قد إطلقت ولكنها لم تصب الرأس وبالتالي كل شيء جيد لغاية تاريخه .
وفي الاسبوع الماضي مارست الحكومة دورا غير منوط بها وجعلها في دائرة الشبهة من خلال تنقلها بين صدور المنسف ومناكل الشوي في الشمال والغور ،وشكلت الحكومة بذلك ضلع المثلث الثالث لمثلث الموالاة والحراك ومناسف الحكومة ، ومع ذلك بقيت نائمة طوال يوم الجمعة والتي مثلت مفصلا جديدا في التعبير لدى الشارع سواء الموالي أو المعارض وبقيت تنتظر ماذا ؟ ..لااحد يعلم ، وربما كانت تنتظر أن يلتقيا الجمعين معا في معركة لتقف وتعلن أنها قد حذرت كلا الطرفين من وصول الأمور الى هذا الحد .
وقد أكون متطرفا في طرحي هنا ولكن لابد من الحديث به ، وهو أن حكومة الخصاونة قد رمت الكرة بملعب الملك وخصوصا أن طرف الموالاة يصب في صالحه فقط والمعارضه توجه خطابها له مباشرة ، وهي كحكومة صاحبة ولاية لاينالها من الموالاة والمعارضة سوى الشتائم وموعد ملكي لحلها قريبا ، إذا على الملك أن يقول كلمته في هذه الحالة من الفوضى الوطنية سواء على مستوى أداء الحكومة صاحبة الولاية أو الأجهزة الأمنية صاحبة التنفيذ المؤسسي الذاتي بدون الرجوع لصاحبة الولاية ، وهكذا تكبر كرة الثلج ليصبح عندنا موالاة واحدة وأكثر من ثلاثة وثلاثون حراك مناطقي وجولات منسفية حكومية والملك بينهم جميعهم ؟