أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دوائر حكومية تدعو مرشحين للامتحان التنافسي. العلاقات الاقتصادية بين الأردن والهند تدخل مرحلة جديدة وفرص واعدة للتجارة والاستثمار محللون: القراءة الفنية لسلامي والتزام اللاعبين يصنعان إنجاز النشامى نحو نهائي كأس العرب توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة الأردن واتحاد غرف التجارة الهندية على هامش المنتدى الاقتصادي الأردني الهندي وظائف شاغرة في الحكومة الرياضة النيابية: النشامى إلى النهائي وفوز مستحق يبعث على الفخر تأخير دوام المدارس في الطفيلة الى العاشرة صباحا نظرا للأحوال الجوية الدوريات الخارجية: جميع الطرق سالكة رغم هطول الأمطار وتشكل الضباب في بعض المناطق إدارة السير: نشكر الأردنيين على التزامهم خلال احتفالات فوز المنتخب الوطني فيفا تشيد بالمنتخب الأردني بعد الفوز على السعودية وبلوغ نهائي كأس العرب إدارة الأرصاد: أمطار غزيرة وانخفاض على درجات الحرارة في مختلف مناطق المملكة رئيس الوزراء جعفر حسان يتفقد مواقع في محافظة البلقاء علي علوان: كلمات مستفزة ضاعفت إصرارنا لبلوغ النهائي ولي العهد: مبارك للنشامى .. وتبقى السعودية شقيقة عزيزة تجمعنا الأخوة قبل المنافسة هل ظُلم المنتخب السعودي ضد الأردن؟ .. خبير تحكيمي يجيب السلامي: النشامى كانوا في الموعد سعيد بلقاء المغرب الجماهير الأردنية تخرج للشوارع احتفالا بتأهل "النشامى" إلى نهائي كأس العرب "النشامى" إلى نهائي كأس العرب مع المغرب بعد فوزهم على السعودية "النشامى" يحرزون الهدف الأول أمام السعودية بتوقيع نزار الرشدان 3 دول عربية ضمن قائمة الأكثر احتياجًا للمساعدات عالميًا
إذا كان الإعلام لا يعكسك، والتعليم لا يشبهك، فكيف تُحب وطنًا لا ترى نفسك فيه؟
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الشعب شبع شعارات .. فمتى تبدأ الكرامة؟

الشعب شبع شعارات .. فمتى تبدأ الكرامة؟

07-08-2025 09:08 AM

لا حصانة للأردن إلا بثبات جبهته الداخلية إلا بتماسك نسيجه الاجتماعي وصدق صوته الوطني إلا حين يشعر المواطن أنه ليس رقما في قوائم الصبر ولا رقما وطنيا في دفتر التجاهل إلا حين يدرك أن ما يسمعه من وعود ليس تكرارا مُملا بل التزاما جادا بالحياة الكريمة

لقد شبع الشعب الأردني من الشعارات امتلأ بها حتى اختنق بها حتى أصبحت تطن في أذنه كطنين الذباب بلا طائل وبلا فعل وبلا روح لم يعد المواطن ينتظر سوى تلك الأيام الجميلة التي ما جاءت ولا بدت في الأفق ولا سارت نحوه خطوة واحدة بل كلما اقترب من الوعد عاد به الواقع إلى الخلف سنينا من الخذلان المتكرر والتجميل الكاذب والبريق الخادع

المواطن الأردني اليوم لا يحتاج إلى شعارات ولا إلى منابر تصرخ وتكذب عليه ولا إلى تحليلات باردة لا يشعر بها ولا إلى خطابات النخبة التي تتحدث من فوق جراحه بينما لا يراها في طابور الخبز ولا في المستشفيات ولا في المدارس ولا على الأرصفة المكسّرة ولا في جيبه الخاوي من أي بصيص أمل

ما يحتاجه هو صوت يعيد للمحافظات الأردنية اسمها وكرامتها لا أن تُختصر أطراف عمان وكأن الوطن صار دائرا حول العاصمة فقط وكأن باقي المساحات والمجتمعات لا تستحق الحياة ولا تستحق الرؤية ولا تستحق أن تُنطق أسماؤها كما هي لا أن تُطمس بحجة المركزية الزائفة

متى سنسمع صوتا ينادي بإحياء الكرك وإربد ومعان والطفيلة وجرش وعجلون والمفرق والسلط والبادية كلها متى سنرى خططا لا تقتصر على حوارات النخب ولا على بروتوكولات التصوير بل على تمكين الإنسان هناك حيث تذبل الأرض وتضيق الحياة ويُعامل المواطن وكأنه من الدرجة الثانية

الاعتداء الصارخ علينا ليس من الخارج لا من عدو يتربص ولا من مؤامرة غامضة بل من الداخل من داخل مواقع السلطة من هواة الكراسي من محترفي الأداء السياسي المسرحي من أولئك الذين يرون في العمل النيابي فرصة للاستعراض لا للمساءلة من الذين لا يجرؤون على الدفاع عن حقوق الناس ولا على مساءلة الحكومة ولا على التصويت على قانون ضد مصالحهم الخاصة من الذين تركوا المواطن وحيدا أمام غلاء الأسعار وفقر الخدمات وتراجع التعليم وفساد الإدارة

مجلسنا التشريعي لم يعد يمثل الناس بل بات جزءا من الأزمة بات صدى خافتا لما تقوله السلطة لا صوتا حقيقيا لما يعانيه المواطن

والعاصمة ليست هي الوطن الوطن ليس الجسور ولا الأبراج ولا المجمعات التجارية الوطن هو في الوديان البعيدة هو في قاعات الصفوف في القرى هو في المستشفيات التي بلا أجهزة هو في الشوارع التي بلا إنارة هو في البطون الخاوية التي تنتظر دفعة المعونة الوطنية لا لتأكل بل لتسكت الجوع قليلا

الوطن ليس ما تراه في نشرات الأخبار بل هو ما لا يُعرض الوطن هو الشاب العاطل عن العمل منذ سبع سنوات هو الأرملة التي تنتظر واسطة لدواء مزمن هو العامل الذي يُهان في مكتب مسؤول يتحدث عن الإصلاح الإداري

لا حصانة للأردن إلا حين يصير صوته من القرى قبل القصور من المزارع قبل المكاتب من الطين قبل الرخام حين نحمي الداخل لا بالشعارات بل بالعدالة حين نضع اليد على الجرح لا على الميكروفون حين نسمع صوت الناس لا صدى السلطة

حينها فقط يمكن لهذا الوطن أن ينهض من عنق الزجاجة من قيد التهميش من كذبة التنمية المتوازنة من سراب العدالة الاجتماعية التي لا تتحقق لأن من يفترض أن يحققها لا يعرف شكلها ولا يعيش واقعها

هذا هو الأردن الذي نريد أن نسمع صوته من الأطراف من أعماق المحافظات من صدور الرجال والنساء الذين تعبوا من الانتظار وتعبوا من الصمت وتعبوا من رؤية الوطن يُختزل في مبانٍ وألقاب وامتيازات

هذا هو الأردن الذي إن بقيت جبهته الداخلية ضعيفة سيتآكل من الداخل دون طلقة واحدة ودون تدخل خارجي فقط بفعل غياب الضمير وفقدان العدالة وتواطؤ الصامتين








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع