يسمع الشباب الأردني، الذي اطمأن إلى مشروعية العمل الحزبي، كلاماً منسقاً، مموسقاً، جميلاً، متشاباً وإيجابياً، من ممثلي الأحزاب، ينطوي على وعود جميلة متنوعة، تتراوح بين تنفيذ برامج تشغيل شبابية، وتثوير التعليم، وتطوير ميكانزمات الاداء، ومكافحة الفساد والبيروقراطية والترهل، ... الخ، ودعم صمود أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، والمطالبة بتحرير كامل فلسطين.
يسمعون شعارات لا خلاف على جمالها وبريقها ومداعبتها لمشاعرهم الوطنية والقومية، لكنها لشدة تماثلها، توقع شبابنا في حيرة وارتباك وصعوبة في اتخاذ قرار موضوعي لاختيار الحزب !!
«في الزمانات»، أعلن احد المرشحين انه لن يتمكن من تحرير فلسطين المحتلة سنة 1948، لكن الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 قال إنها في رقبته !!
كان المرشح خفيف الظل، وحيداً في رفع الشعارات المستحيلة، التي اصبحت مادة تندر، لم تنطلِ على الناخبين ولم تجرفهم !!
اظن ان المبالغة في الشعارات والاسراف في الوعود، من الاحزاب الوطنية الجديدة، سترتد عليها لانها ستكون مثل شريط فحص الحمل السريع في المنزل، سرعان ما يكشف عن الحمل ويميزه عن النفاخ !!
ودائما أعيد وأزيد، اننا نقدر من بادر من اخواننا واخواتنا إلى تحمل وعثاء إشادة الأحزاب وبنائها، وهي وعثاء تقتضي قدرة هائلة على التحمل والصبر والمرونة والقدرة على عقد التسويات وابرام الاتفاقات !!
وتزداد مهمة بناء الاحزاب وعورة وصعوبة لأنها جاءت مترافقة مع مهمة اختيار الأحزاب مرشحيها لخوض الانتخابات النيابية التي باتت على الأبواب !!
ومن الطبيعي ان تقع الاحزاب الجديدة في سوء الاختيار لأسباب متنوعة، مما يدعو عدداً من قيادات الأحزاب إلى الاستقالة او الحرد، مع اصدار بيانات احتجاج وإدانة وشجب، وسيكون ذلك لأسباب متنوعة، بعضها موضوعي والآخر ذاتي !!
إنها مرحلة تجريبية-انتقالية سببها ما أشرنا إليه من تماثل كبير في مواصفات قادة بناء الاحزاب الوطنية الجديدة، إذ إن معظمهم «دولاتيون»، وتماثل محيّر في برامجها.
ومن مطالعة الواقع الحزبي الراهن، لا نرى بشائر في المدى المنظور، على احتمال الاندماج في التيارات التي دعا الملك عبد الله الثاني إلى إنشائها!!