أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إيكواس تلوّح بعقوبات ضد الانقلابيين في غينيا بيساو اعتقال نجل رئيس بنين السابق وتوتر مع توغو بعد الانقلاب الفاشل تأجيل اجتماع "آسيان" بشأن النزاع بين تايلند وكمبوديا ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت أمانة عمّان تعلن الطوارئ المتوسطة اعتباراً من مساء اليوم كالاس تتحدث عن أسبوع "حاسم" على صعيد تمويل أوكرانيا في حربها مع روسيا الصفدي يلتقي نظيره الصيني في عمّان الاثنين المغرب: 7 قتلى و20 مصابا جراء فيضانات مفاجئة تأجيل اجتماع وزراء خارجية رابطة آسيان إلى 22 الشهر الحالي إعلام عبري: حاخام قُتل في هجوم سيدني شجع على استمرار حرب غزة تبرعات بـ370 ألف دولار للرجل المسلم الذي هزم مهاجم شاطئ في سيدني منخفض جوي يؤثر على المملكة الاثنين صدور مذكرات تبليغ بمواعيد جلسات محاكمة لمشتكى عليهم اليوم الأردن .. 458 مليون دينار تعويضات دفعتها شركات التأمين خلال 10 شهور سوريا تتوقع مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي بحلول نهاية 2026 إصابة طفل برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الجلزون "دقيقة يزن": الجماهير الأردنية تقف تضامنًا مع يزن النعيمات خلال المباراة انطلاق الأسبوع الخامس عشر من دوري الرديف لأندية المحترفين البشير: نجاح عملية زراعة كلية نوعية رغم التحديات المناعية لمريضة تعاني فشلا كلويا مزمنا مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة

هل انتصروا؟

27-10-2023 11:42 AM

بقلم الدكتور الكاتب أحمد الحسبان - نعم لقد انتصروا، ولكن ليس على صمود غزة، التي غزّتهم بقلوبهم فأوجعتهم بصمودها ومرارة شوكها. إنما انتصروا على كسر إرادة العالم أجمع بالوقوف مع غزة. لقد هزموا الإنسانية وغيرها من مفردات الشعارات البراقة الخداعة. لم يحن دورنا لننتصر بعد، طالما تكسر إرداة التحدي فينا كل يوم.

مفهوم النصر يختصر بكلمتين حسب كتب فنون الحرب والتاريخ، هو عقيدةٌ X سلاح، معادلة ضرب جبرية بسيطة، لا تقبل منطق ال (أو)، أحدهما بلا الآخر صفرٌ وانتحار. عقيدةٌ بالحرب العادلة بلا سلاح رادع مهما قلّ ميزانه، سيكون مآلُها هذا الدمار والخراب وازهاق الأرواح البريئة، وسلاحٌ بلا عقيدة تضفي شرعية استخدامه مهما علت قوته، سيكون مآلُه هذا الجمود والتخاذل العالمي.

حربُ غزة مثالٌ فريد في تاريخ الحروب، فهناك طرف يمتلك عقيدةً لا تقهر، ولكن بلا سلاح ولا حتى بعض مكافئ، والطرف المقابل يمتلك كل أسلحة العالم الفتاكة، لدرجة وصوله درجة السيادة الجوية المحلية النسبية، ولكن لا عقيدة لديه تمكنه من الدخول بحرب برية او اجتياح او حتى استمرار جوي. لستُ متخصصا بما فيه الكفاية لأتوقع نهاية هكذا حرب. ومن هو المنتصر فيها، وكيفية النصر، أيكون نصر عقائد وإرادات، أم نصر عسكري بحرب غير عادلة فحسب؟. الكل يترقب ليحلل، لكن لا نتائج تطفو على السطح، بل دماء ترتفع من القيعان للقمم، تغرق أصحابها بالدنيا، وترقى بهم في مدارج الآخرة.

لم تعد هذه الحرب تصنف كحرب شوارع او مدن، أو حرب ميليشيات، لقد اكتملت فيها أركان الحرب الجوية الكاملة ذات السيادة شبه المطلقة لطرف دون آخر، بفارق انها ضد مدنيين عزل من السلاح. انها حرب العالم كله ضد غزة وأهلها. مما يدل انهم لا يحاربون سلاح ضد سلاح، هي حرب سلاح ضد عقيدة قوية لا تنتهي مخازنها، أرادوا قهرها وكسرها وانهائها، هي وأهلها. لقد كانت غزة بنظرهم هي آخر معاقل الصمود - وستبقى، فحشدوا لها كل هذه الحشود، وعبثاً يحاولون هذا النصر.

خلاصةُ القول؛ لقد انتصروا عسكريا في ساحة المعركة، وانتصروا على قهر انسانية العالم المزعومة، ولكنهم مهزومون امام صمود غزة، التي لا زالت تدمي قلوبهم - بثباتها على الحق. الحق الذي يقول: لن تدخلوها الا على رماد الجثث، تزكم انوفكم رائحة الدماء الزكية، التي لم تعتادوا على شم عطرها الفواح. أنتم يا صراير الليل؛ تقتاتون القذارة وتستلذون روائحها النتنة، ما إن يصلكم عطر النبلاء - تموتون خنقاً.

كتبت، والقلم يحتار فيك يا غزة الصمود، لقد تجاوزت كل نظريات الفلاسفة والقادة العظام، وسطرت بدماء أهلك أنصع المآثر، وأنبل البطولات، وأجمل الفعال - لا النظريات.

الدكتور المهندس الكاتب أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع