زهير العزه - في عيد الاضحى ، وعلى رأس كل ساعة من ساعات النهار التي كان الناس يتبادلون فيها التهاني بهذه المناسبة التي تمثل التضحية والفداء ، لم يترك الناس “ستر مغطى” على المسؤولين ، فبلغة واضحة كان الناس يقولون: إننا إئتمنا المسؤولين على أرواحنا وأحلامنا ومستقبلنا فلماذا خذلونا؟ أوليست الاحوال القاسية التي نعيش كافية حتى يخرجون الفاسد من بينهم ويحاسبونه ويستردون منه ما نهبه لأنه ملك للشعب؟.
قال الناس :إن رجْمَ شياطينِ الفساد الاداري والمالي يُشفي الغليل ..! فلماذا لم تعد فضيحة سرقات المال العام في البلاد لا تحرك شيئا، وكأنها أصبحت مادة تخدير لاهل السلطة بدلا من أن تكون مادة حث وتحفيز للتحرك، لاخراج الفاسد من بينهم ويحاسبونه ويستردون منه ما نهبه لأنه ملك للشعب؟.
قال الناس : كيف وصل بعض أو غالبية النواب غصبا وقهرا عن الشعب ،ما أدى الى غيابهم عن قضايا الشعب ومشاكله، ومسؤولين في الحكومة يخذلون الشعب اذ يعيشون في عالم خيالي لا يبشر بالخير.
قال الناس: بعض الوزراء يعيشون في واد ومجموعات سحيجتهم يعيشون في وادي جهنّم.. ينتظرُون عندَ رصيف الوطن الفرج الذي قد يأتي من بيع مؤسسة وطنية أو أراضي أو ثروات طبيعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فيما المؤسسات تعاني والديون تتراكم ..!
قال الناس : يبدو أن مشاكل المواطن الاردني الحياتية والافقار الشرس تقع خارجَ صندوق الاهتمام الذي يقبض على مفتاحه صاحب قرار هنا او هناك .. فهي مَنسية كالأوراقِ الملغاة في الانتخابات ، لا يتم الاهتمام بها وعدها أو حصرها الا عندما تتم عملية إعادة الفرز، ثم ترمى من جديد في صندوق جانبي .
قال الناس: هل هو خبرعادي أن وزيرا او مديرا عاما متقاعدا من وظيفة حكومية تصل ثروته إلى ملايين الدنانير، عدا عن مئات أو نصات الذهب والمجوهرات الثمينة والعقارات دون ان يسأله احدهم من اين لك هذا ؟ بالرغم من ان الاردنيين يعلمون كم كان راتبه وكم كانت ثروة والده وماذا كان يعمل...!
قال الناس: هل هو خبرعادي أن يكون لوزير أو لمديرعام عشرات النواب والمستشارين، ومنهم من دخل نائبا بعمرالثلاثة والثلاثين عاما، إضافة لعشرات المساعدين ، فيما المؤسسة التي يديرونها تتراجع على كل المستويات وديونها تسابق الرياح العاتية..!
قال الناس : هل من الطبيعي أو الامور العادية أن الغبية او الغبي ممن يحملون شهادات في هذه التخصصات ، يتحولون بفضل "النفخ " وسرقة انجاز الاخرين، الى قادة في مؤسساتنا التي تحتاج الى قيادات مبدعة ولديها القدرة على تحفيز كل شيء في هذه المؤسسات ...!
قال الناس : لماذا تم ويتم تغييب أهل الاعلام من فرسان الحقيقة، "فسرح الهبل" في بحر الاعلام المشوه على أنواعه حتى وصلنا اليوم الى مرحلة الاعلام المبكي، بحيث لا نجد مكان للضحك في المأساة التي نعيش.
قال الناس : لماذا اصبح خبرعادي لدى المسؤول ان يشاهد الناس تعاني من حركة المرور والازمة الخانقة التي تسيرعلى قاعدة "كل سائق وحظو"..!
قال الناس : لماذا ترمى فتياتنا من دور الايواء الى المجهول عند بلوغهن سن ال "18" عاما ، والمسؤولين عندنا صدعوا رؤوسنا عن قصص تمكين المرأة، فلماذا يبتعد التمكين عن الفتيات الايتام؟ ولماذا يتم تخصيص ملايين الدنانير للمؤتمرات "التمكينية " ولا يتم تخصيص مئات الاف من الدنانير لتمكين خريجات دور الايواء من العيش بكرامة في حياة ما بعد دور الايواء ؟!
قال الناس :الاستحقاقات المعيشية صعبة، والفقر والبطالة ملفات مزمنة لم يتم معالجتها، فيما المسؤول الحكومي يتلطى بعناوين كبرى وبشعارات شعبوية لا تطعم جائعا واحدا... لا تضيء شمعة...لا توفر دواء لمريض... لا تدفع إيجار بيت ... ولا تدفع قسط جامعة ... ولا تؤمن لمواطن عيشة كريمة.
قال الناس: إننا نحتاج الى من يصلح الخلل في الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي، وبالعمل ليلاً نهاراً مع المخلصين الحقيقيين للوطن لا لمصالحهم الشخصية، وبتوفيرالعدالة للاردنيين دون إقصاء أحد تحت أية حجة.
هذه عينة مما قاله الناس في العيد، وهي أمورمكررة من عيد الى اخر، يبدو أن من يقبضون على صناعة القراروالذي يعجزون عن إيجاد الحلول للمشاكل والملفات يجهدون ليبقى كل شيء معلق أو مجمد، بإنتظار الفرج من قرض هنا أو هبة من هناك، أو انتظار فرصة للانقضاض على جيب المواطن....
يتبع.... طالما أن الناس تقول.........