في بيوتنا كان العزاء للشهيد ، وفي قلوبنا كان الدعاء له بالرحمة ، هذه صورة تلاحمنا ، وتماسكنا ، هذه الصورة تجمعنا يداً واحدة ، وقلباً واحداً ، فنحن في هذا الوطن جنود كلٌّ منا في موقعه الذي اختاره لخدمة الوطن ، والشهيد هو ابنٌ لكل بيت ، وكل أسرة فقد بكاه صغيرُنا وكبيرُنا ، وكما قال شوقي : كُلنا في الهمّ شرقُ .
أدري تماماً ما الذي يدفعني للكتابة ، وأعرف أن استشهاد عبد الرزاق سبباً من الأسباب للكتابة ، لكن أمر الوطن يتجاوز الأشخاص مهما اقتربنا منهم فما يحصل على أرض الوطن من أحداث استثنائية لا يرضى بها الجميع هي الدافع الأول ، فمن غير المعقول أن نعبر بالصمت عما يجري على أرض الوطن ، فالصمت في ميدان الفعل جريمة .
إن الأسرة الأردنية التي تقدم واجبها بكل إخلاص لن تجف دمعتها إلاّ إذا أخذت حقوقها ، وهي لا ترفع راية العصيان لكنها ستبقى مخلصة لأسرتها التي تنتمي إليها تسعى لإصلاح ما فسد ، وتقف إلى جانب ما وجب .