تأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لرام الله تأكيدا على الروابط التاريخية المتأصلة فينا ليس لنا فنحن نعي توأمتنا الغير منفصلة بل للعالم في ظل تطور قيم ومبادى الديموقراطية والعدالة وتقدم في الفكر السياسي والاجتماعي واثر هذا التطور على الدساتير.
زيارة جلالته جاءت لحفظ المطالب الفلسطينية في ذاكرة المجتمع الدولي كالضوء الساطع في عيون منشغله بامكانية نشوب الحرب الكبرى وتغرق اراضيها فالعديد من المراحل والاحداث أضاعت القضية الفلسطينية في ذاكرة الامم وهذا ما لا يريده جلالته فالزيارة اشبه بالتمكين السياسي واشارة للاستقرار الحاصل في الادارة الفلسطينية رغم الجدل والاشتبكات التي تنعكس سلبا على حياة المواطن الفلسطيني.
كانت زيارة جلالته ليشد على الايدي وبقول سنبقى الاهل والقربى، وتأكيد على انه خير سند لاهله رغم اشكالية العلاقة بين السلطات الفلسطينية والاسرائيلية والتجادب السياسي بين الساسة الفلسطينيين والارتدادات المؤثرة على العمق السياسي الفلسطيني.
زيارة جلالته لرام الله لها سيكون لها النتائج المرجوة في خضم التطورات التي حصلت في العمق الفلسطيني كالمصالحة الفلسطينية ومعركة الامعاء الخاوية التي استندت الى اضراب عن الطعام «نضال الاسرى الفلسطينيون» وتزايد الاستيطان الذي تفاقم خلال فترة وجيزة واستفحال الاعتداءات على العديد من المنازل والمنشآت الفلسطينية.
الجميع يعي اهمية الاردن لفلسطين واهمية فلسطين للاردن ولا شك ان الاردن يعمل على حلول للاوضواع الاقتصادية لفلسطين، فالتداعيات الاقتصادية في فلسطين جراء الاحداث وارتفاع معدل لبطالة فيها وانخفاض التدفقات الاجنبية ستقلل من العبئ الذي تتحمله فلسطين من خلال الاعتماد على الطاقة والعمل على اقامة سوق قادر على تحقيق التوازنات الاقتصادية كتحول جذري في بنية راسمال المال الفلسطيني مما سيكون له الاثر المباشر على القطاع العام والخاص الفلسطيني والاستهلاك وحتى الاستثمار في المناطق الفلسطينية باموال عربية مما سيعيد الاعتبار للسياسات التدخلية وتصحيح الاختلالات وتعديل جوهري في البنية المؤسسية الرأسمالية الفلسطينية.
عبدالله الثاني بن الحسين المسموع في المنابر الدولية واهل لثقة المجتمع الدولي ورقم هام في اتخاذ القرار يثبت ككل مرة الحق الفلسطيني ويؤكد في هذه الزيارة على الثبات والتعاون والتأكيد على ان حق المصير نابع من المشاركة والتعاون وليس في الاستبداد والسلطوية.
الزيارة ما هى الا زيارة الاهل وتفقد اوضاعهم فموقف الاردن ثابت وصريح ومباشر للجميع ولا يحتاج لتوضيح او اي اعلان او اشعار ولكنه كما يراه جلالته وترجمه بالزيارة بحاجة لاحتضان وثقة من المجتمع الدولي ووجود جلالته يدعم هذه الثقة وتواجدها واستمرارها.
حمى الله الاردن