كتب - الدكتور أحمد الوكيل - سلام الله على الطيبين الطاهرين من سواد الشعب الأردني الحبيب، الملتزمين على مدار الساعة، بارتداء الكمامة الصحية، عنوان الكرامة الوطنية، والتي توازي بالضرورة الوبائية الملحة، ارتداء الشماغ المهدب، الذي ترتديه مرتبات سرية المراسم الملكية، وهي ترحب بكبار ضيوف القائد والوطن.
فالكمامة الصحية يجب أن تكون ثقافة المجتمع المدني بالأردن، وأرى أن تنادي بها الأحزاب السياسية، وكافة مكونات المجتمع المدني الأردني، جنباً إلى جنب مع القضايا الإقليمية والدولية والقطرية الملحة، فارتداء الكمامة عنوان مرحلة صحية خطيرة، تمر بها البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
فلأن كان الأقصى المبارك هو الشغل الشاغل للملك المعظم والوطن الغالي بجيشه وحكومته وشعبه، واحزابه وصحافته، فإن من ضرورات إتمام الجهد المبذول والجهاد المقدس، أن تشد الرحال إليه، بشعب صحيح البدن، متعافي من جائحة كورونا الفتاك.
فالطريق لتحرير الأوطان، يبدأ من خلال ارتداء الكمامة الواقية، التي تحفظ الأرواح الغالية على الوطن ومليكه المفدى حفظه الله ورعاه، والذي يفدي شعبه الوفي بكل غال ونفيس، وهاهو يسابق عجلة الزمن، ليتعافى الوطن من الداء الفتاك الذي أوجع جراح شعوب ودول عظمى موتا ومرضا، ناهيك عن دول الخليج العربي الشقيقة والصديقة ومعها أرض الرافدين عراقنا الجريح الذي يئن تحت وطأة طاعون العصر الحديث، ولنا في الوفاة المفجعة للكابتن أحمد راضي، ودخول نائبين عراقيين مستشفيات الأردن والاردنيين، خالص العبرة والأسى على ما وصل إليه الحال عندهم.
بالأمس أعلنت وزارة الصحة، أن الانتكاسة الحالية في إيران والعراق والضفة الغربية، وخصوصا في محافظة الخليل، مردها إلى فتح صالات الأفراح على مصراعيها، وان الحكومة بصدد دعم هذا القطاع المتضرر أسوة بغيرة، وقبلا كنا نقول لا تقتلني بفرحة من خلال ظاهرة إطلاق العيارات النارية، واليوم نضيف إليها لا تقتلني بفرحك بمزيد من ضحايا الكورونا الملعونة.
أيضا يلاحظ التزام القسم الأكبر من جموع المواطنين والمقيمين بهذا الشأن الخطير، وارتداء القناع والكمامة بكافة المحافل ولربما بداخل المنازل، وهذا برأيي المتواضع أهم من أي مكان عام، فبيتنا قلعتنا وفيها يجب أن نحافظ على شروط التباعد الاجتماعي، والصحة العامة.
ولكن وللأسف الشديد هناك فئام من الناس، واقول فئام اي قلة قليلة من جموع الشعب الأردني الحبيب، لا زالت ترفض ثقافة الكمامة الصحية، وتستهتر بها ولا ترتديها في الأماكن العامة، كوسائل المواصلات العامة، وربما في بعض المرافق الخدمية الهامة كالمراكز الصحية الأولية، ودوائر الأراضي التي باتت تشهد ازدحاما مكثفا، لربما يشبه اكتظاظ صالات الأفراح، نتيجة اتجاه المواطنين لإنجاز عمليات بيع وشراء الأراضي والشقق السكنية.
فبعض مراجعي دوائر الأشغال العامة لا يتجاوز أصابع اليد في الأسبوع الواحد، على سبيل المثال لا الحصر، عكس دوائر الأراضي، والمراكز الصحية وغيرها، لذا وجب الحيطة والحذر الشديدين، واختم بما بدأت أن تكون الكمامة شعار الكرامة الوطنية، وان تصل قدسيتها لمستوى الشماغ الأحمر المهدب الذين يزين هامات أفراد سرية المراسم الملكية، الشامخة شموخ الوطن ومليكه المفدى حفظه الله ورعاه.