ان المتتبع لتصرفات الحكومة وتصريحاتها وكذلك تصرفات مجلس النواب ومناقشاته يلمس ويشعر ان الطرفين يتخبطون وضالين الطريق وفاقدين البوصلة وجميعهم يتجاذبون كل حسب أجندته على حساب المصلحة العامة للوطن والمواطن علما ان جميعهم أو اغلبهم وطنيين ولكن ياللاسف الكل يبحث عن مصالحه الشخصية وتلبية رغباته بل والحفاظ على مكتسباته وكل هذا تحت عنوان عريض ألا وهو مصلحة الوطن . لذلك جاء اجتماع الحكومة والنواب مع سيدنا ليقول سطور عريضة ومن ثم هم يقرأو ويفهموا ما بين السطور بالقول لهم ان بعضكم سواء كان حكومة او نواب لا يزالون مراهقين بالسياسة وان حسابتكم في اغلب الأحيان غير مقروءة وغير مقبولة فالوطن ومصالحه أهم من مصالحكم الشخصية سواء كان بالتوزير او بالحصول على المنافع الخاصة . وان مناكفاتكم أي النواب للحكومة أصبحت واضحة ومعروفة للعيان وهي ليست من اجل مصلحة الوطن بل من اجل منافعكم ، وان الحرس القديم في مجلس النواب لم ولن يستطيع تنفيذ الأجندة الخاصة به علما انه استطاع أي الحرس القديم بمجلس النواب التأثير على أعضاء مجلس النواب الجدد وجعلهم يسيرون لتنفيذ أجندات النواب من الحرس القديم وهم لا يشعرون تحت شعارات وعناوين جذابة وخادعه حتى وصل الأمر بالتوقيع على مذكرة بإسقاط الحكومة اغلب الموقعين عليها من النواب الجدد .
وهنا لا بد من القول بأننا لسنا بصدد الدفاع عن الحكومة لا من قريب ولا من بعيد فالحكومة لها من يدافع عنها وعليها من الأخطاء والسلبيات الكثير الكثير ، ولا بد من الاعتراف والقول عن هذه الحكومة أنها حكومة الرجل الواحد أي رئيس الحكومة وهذا الرئيس يتمتع من الخبرة والحنكة والمعرفة ما يجعله سياسي مراوغ بارع وهو كما يأخذك إلى البحر ويرجعك عطشان ، ويعطيك من الحديث والمبررات المقبولة ما يجعلك بحالة تنويم مغنطيسي ومع كل هذه الصفات أقول له ما بقع غير الشاطر . فمثلا الحكومة هي من فتحت موضوع الاعتداء الغاشم للصهاينة على حرم المسجد الأقصى وهي من ذكرت النواب ودفعتهم دفعا للمطالبة بطرد السفير الصهيوني بل وإلغاء المعاهدة الآثمة مع الكيان الصهيوني وهنا لا بد من التوقف والتمعن ووضع ألف علامة استفهام على موقف الحكومة والنواب ؟ . فالحكومة تعلم علم اليقين أن هذا غير ممكن ولا يستطيع الأردن تحمل تبعات هذا الموقف لعدة عوامل وأسباب والحكومة تعلم ما هي العوامل والأسباب وكذلك أهل السياسة يعرفون ويعلمون تلك الأسباب . أما بالنسبة لطلب النواب أما ترحيل السفير أو الاستقالة فإذا لم يتم ترحيل السفير فهل سوف تسقط الحكومة ويكون الطلب من الحكومة القادمة أيضا هو ترحيل السفير الإسرائيلي أم ماذا وهل سيكون السفير الإسرائيلي هو من يتحكم بذهاب الحكومات ومجيئها . وبالتالي ما هو الشي الذي يصنع ويدار بالخفاء فالجواب عند الحكومة وأهل العلم وهذا الاستغراب والتخبط بدأ ، عندما تم التوقيع على مذكرة التفاهم ما بين سيدنا ومحمود عباس حول الولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة علما أن هذا مذكور في معاهدة وادي عربة والسؤال هنا ؟ ما هي الطبخة التي تشتعل تحتها النار بهدوء والشعب أخر من يعلم . علما أن المقدسات الإسلامية والمسيحية ليست ملك الأردنيين والفلسطينيين فقط ، بل هي ملك لكل مسلم وعربي وهي مسئولية العالمين العربي والإسلامي ولكننا نحن الشعوب عبارة عن ذباب تحت أرجل الفيلة الكبار وإلا لماذا لا يتم الطلب مثلا من قبل الحكومة والنواب معا من مصر الإخوان ألان او من السعودية او المغرب او منظمة العالم الإسلامي ومن كافة هيئات العالم لكي يتم لجم الصهاينة عن العبث بالمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة بل وإرجاع الحق الى أهله أي استرجاع فلسطين ، وهنا لا بد من العودة إلى مجلس النواب والقول لهم ان المسألة اكبر من تصفية حسابات واكبر من منافع ومناصب والشعب ينتظر منكم التطهير الداخلي أولا من الفاسدين والمجيء بقوانين تنقذ الأردن من حالة التفكك والفوضة الذي يعيشها الوطن والمواطنين ، وعلى رأس هذه القوانين قانون الأحزاب والانتخاب وكشف المستور من المسكوت عليه من قضايا الفساد والشعب يريد منكم الحقيقة الواقعية وليس الخطابات أو التنظير والبحث عن ركوب الموجة ، فالقضية الفلسطينية ليست وليدة اليوم والعدو الإسرائيلي هو عدو كل الشعوب العربية والإسلامية والذي يتواطئ ويحب ويتعامل مع الصهاينة فهو عدو الله ، لذلك أيها الحكومة والنواب الوطن بأشد الحاجة إليكم أن تكونوا مجتمعين ومتفقين على العمل من اجل الوطن وعدم التصيد لبعضكم البعض وتسجيل النقاط والمواقف ومن هو الغالب ومن هو المغلوب ، وبالنتيجة الخسران الوحيد هو الوطن وشعبه . لذلك نداء لكم أيها السلطة التنفيذية والتشريعية بلقول لكم عودوا إلى رشدكم .
الناشط السياسي
عبد العزيز زطيمة
تاريخ 13/5/2013