يعجزون عن حماية الشّوارع والجامعات من العنف بكلّ أنواعه ودرجاته وطبيعته، ويفشلون في إنقاذ مئات القتلى على (إسفلتات) طرقنا كلّ عام، أفلسوا عن إرجاع ولو فلس واحد للشّعبِ من الفاسدين الكُثر، رسبوا في إنقاذنا من العنصريّة والإقليمية والجهويّة بعد أن فشلوا في خطّ قانون انتخابٍ عصريّ عادل، إنّهم ونحن نشاهدهم ونسمعهم ونراهم...؛ يفشلون حتّى بالفشل...، ومع هذا...؛ وكأنّ شيئاً لم يحصل رغم أنّنا جميعاً للأسف نجزم ونتحدّى إن حسّ هؤلاء (على دمّهم) ووزاراتهم واستقالوا من العمل العام، فيُرِيحوا الأردنيّين من (طربلتهم) السّياسيّة والاقتصاديّة والدّينيّة...، ويستريحوا ويُنقذوا أنفسهم من الكذبِ الشّديد على الله...!
كلّ شيء طبيعي والأمور تمام التّمام، وكلّ ما حصل ويحصل أو سيحصل هو لا شيء يُذكر ولا يؤثّر البتّة...؛ فلا كأنّ المهملين هم المهملون أنفسهم ولا زالوا يُهمِلون، ولا كأنّ (الفشلة هم الفشلة) ولا زالوا يَعْجَزون ويُعْجِزون...، ولا كأنّ الدّولة هي الدّولة الوجلة الجامدة الصامتة ، فلا الفضيحة عندها فضيحة ولا المسخرة لديها مسخرة...، وكلّ ما هنالك هو أنّ: النّسيانُ للأردنيّين نعمة يمتازون بها كما يمتازون عن كلّ شعوب المنطقة والعالم...، فكلّها بعضُ أيامٍ أو ليالٍ ونعود للتّعديل الوزاري لمعرفة من يَدخل أو يَخرج، أو نعود للتوقيت الصّيّفي ثابت أم متغيّر، أو على الأقلّ نعود بإرادتنا السّاذجة لصدقة الفطر القادمة ماديّة تصرف أم عينيّة والله بالسّرّ عليم...!
(جعجنا) على أزماتنا ومآسينا المستمرّة الموجّهة لنا كضربات جزاء ويُسدّدها لمرمانا كلّ يوم (ثلّة) من اللاعبين الهواة الفشلة دون خطأٍ أو (فاول) منّا...؛ ولا يربطهم بملعبنا سوى عشبه الأخضر الذي يدرّ عليهم أرباح تذاكر حضور تمرير وتسجيل تلك الضّربات، فزهقنا إلى أن سكتنا...، فاستمرّت واستمرّت أزماتنا المعيشيّة، وكان إجراؤنا رهيباً جدّاً وهو أنّنا وبكلّ شرفٍ تعوّدنا عليها فقط...!
صلنا وجلنا وصرّخنا على رفع أسعار المحروقات، وعندما ظهر الصّباح...؛ سكت الأردنيّون عن الكلام المُباح، واستمر الرّفع، وتعوّد السّائقون وأصحاب المركبات والمحلّات والنّاس، وتعامل الجميع معها أخيراً كمشهدٍ يحاكي الشّعب، ويجسّد فيهم حكمة وطنيّة، هذا في حال أنّ بعضاً من المنافقين والكّذّابين على الله وعباده لم يعتبرها حكمة ربّانيّة (وأظنّه قد حصل)!
إنّنا نرمي زوائدنا ومُخلّفاتنا في الطّرقات وأمام البيوت والمدارس ونقوم بعد حينٍ بحرقها للتّخلّص منها بدلاً من أن نغضب من تلوّثها، ونضع كيساً أو طوباً فوق أماكن (المجاري المفتوحة) في أحيائنا الشّعبيّة بدلاً من الاستياء من رائحتها وعفنها وطحالبها...؛ إنّنا نتحايل على العيش ونرضى بالمهانة لنعيش...!
يحكمنا فشلة لا يوفّرون لنا سوى اللقمة الفاسدة، والجرعة الآسنة، والشّمّة الملوّثة، والتّصريحات الباطلة...؛ ومع هذا...؛ لا يزالون يستهزئون ويستخفّون بنا (عينك عينك) ونحن بليدون ساكتون صامتون راضون، وكلّنا يحفظ وينشد: على السّمع والطاعة وهي محور تربّينا ونشأتنا ليس منذ قرنٍ بل منذ قرون، فكلّما فشل هؤلاء أن يكونوا مسئولين...؛ فشلنا نحن أن نكون مواطنين...، تبّاً لها من علاقة! أضحت رغماً عن أنوفنا علاقة طرديّة وهي لا يمكن بأصل العلم والمنطق إلّا أن تكون عكسيّة...، تصوّر...، لم تحصل إلّا عندنا ...!
ليس هناك غيرنا يرضى أو رضي بخمسةٍ بالمائة مما فعله وتفعله بنا هذه (النّخبة) الفاشلة الجاثمة على صدورنا منذ زمنٍ طويل – نخبة رجال بلا أعمال -، ومعهم ورثائهم وأنسبائهم وأصدقاء أبنائهم وبناتهم .....المُحتكرين لنا ولمواردنا...، ولا زلنا ساكتون على حكم هؤلاء الفشلة لنا والتّحكّم بنا (بطن وظهر)...!
(ومن عندي ومن عند أجاويد الله...)؛ نستحق أكثر من ذلك إذ كان فعلاً هناك أسوأ من ذلك...!