لا يستطيع عاقل ان يتقبل فكرة وحدة الصف الإخواني في ضوء ما يرشح على الساحة الاعلامية من تصريحات ومبادرات لبعض الرموز الاخوانية والتي تدعو الى اعادة النظر في المواقف السياسية للإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي . اذ يشعر هؤلاء بانه وبعد مرور عامين على بداية الربيع العربي بشكل عام والربيع الاردني بشكل خاص ،لم يتم تحقيق اي اهداف اصلاحية سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية ، بل ويرون ان النظام الذي يعتمد على التركيبة السكانية الاردنية ليبقى قاسماً مشتركاً يجمع عليه الخائفون على مستقبل الاردن استطاع ان يستوعب غضب الشعب الاردني من خلال الالة الاعلامية والتخويف من اعادة انتاج التجربة السورية والليبية ، ويرى هؤلاء ان موقف الاخوان المتصلب تجاه الصوت الواحد وإصرار النظام عليه ادى الى اقصاء الاخوان عن المشاركة في الحياة السياسية والإدارية بمختلف صورها سواء كانت نيابة او وزارة او حتى في البلديات ، بل وأبعدت الكفاءات الاخوانية عن كثير من المواقع الادارية للدولة، وكما يرون ايضا ان مقاطعة الاخوان والحزب للانتخابات افرزت بديلا اسلامياً لهم(حزب الوسط الاسلامي ) والذي يضم اشخاصاً كانوا بالأمس القريب من رموز الاخوان.
الى هذا الحد يمكن اعتبار ما سبق وجهات نظر نتفق عليها او نختلف ، حيث ان كل ما سبق هو اجتهاد سياسي ، اما الاخطر في الموضوع والذي لا ندري ايدركه هؤلاء ام لا بتصريحاتهم ومبادراتهم . انهم يعملون على اضعاف الصف المتماسك الذي يحتاجه اي حزب او جماعة لتحقيق الاهداف المنشودة ،وان تفريق الصف وإثارة الخلافات و النعرات هو الوسيلة التي تلجأ اليها الانظمة الفاسدة لضرب خصومها في مقتل .
ان وحدة الصف والعمل الدؤوب المتواصل والصبر والعمل على تقوية وحدة الشعب الاردني بكافة مكوناته والوقوف على الآمه وآماله هي الضمانة الوحيدة لتحقيق الاصلاح المنشود والضغط على اي نظام مهما بلغت قوته للنزول الى رغبات الشعب وحاجاته .
سالم الخطيب