جميل في هذا الشهر المبارك شهر رمضان من ان يقف المرء مع نفسه مراجعا بعض من سير الصحابة مع رسول الله ، وان يقف عند كل منها ليحدد موقفه من تلك الأحداث والمواقف التي كتبها تاريخ الصحابة مع خير البرية " محمد " عليه السلام .
فمن هذه المواقف الجليلة للصحابة بعد ان علمهم الله جل وعلا من فوق سبع سموات كيف يكونوا مع رسوله الكريم " ابا القاسم " ، ويبرز هذا الموقف القرآن الكريم في قوله تعالى : " ولا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي "، حيث تشير الحادثة انه بينما كان الرسول عليه السلام جالس وبقرب منه كل من الصحابة المبشرين بالجنة : ابو بكر ، وعمر بن الخطاب ، حيث ارتفع صوت كلاهما بحضرة النبي وهما غير قاصدين ابدا ، وما هي إلا لحظات حتى نزل الأمين جبريل عليه السلام باية تتلى إلى يوم الدين بحق الصحابيين ابو بكر وعمر ، تلوماهما عن رفع الصوت بحضرة النبي وعليهما التأدب مع رسول الله ، وقد قرأالنبي الأية الكريمة عليهما للتو ، فقال ابو بكر والله يا رسول الله لم نرد إيذاءك وكذلك عمر ، وبدأ ابو بكر في قوله انني يا رسول الله لن ارفع صوتي امامك حتى تقول لي ارفعه يا ابا بكر ، اما عمر فقال والله يا رسول الله لن اكلمك إلا همسا .
هنا ينكشف هذا الموقف بكل تجلياته وروعته في مكانة " محمد " عند " الله " سبحانه وتعالى .
وهذا يأخذنا إلى بعيد شيئا ما نحو ماهية رفع الصوت فوق صوت النبي ليس فقط في الحديث بحضرته ، ولكن ان لا نرفعه حتى يوم القيامة في شتى مناحي الحياة .
وسؤال يطرح الان الم نرفع صوتنا فوق صوت النبي في السياسة والإقتصاد والتعامل التجاري ، وفي الحرب والسلم وفي ادنى تعاملاتنا الإجتماعية .
فعلى سبيل ذلك الغلو في رفع الصوت .. اصبحنا نزين الحرام بمسميات كالفائدة للربا ، وكالمشروبات الروحية للخمر
وكمسميات لا مجال لحصرها تعدت ان يقفز المسلم بها فوق صوت النبي ، ولا يقف ذلك كما ذكرت عند الحديث مع النبي لكنها الرسالة بان يمتثل المسلم ما نهى عنه الرسول وما اتى به عليه السلام ، وذلك لكونه مشرعا للسنة التي هي مكمل للفريضة ، وهذا ياتي تحت مقولة الله سبحانه وتعالى : ما اتاكم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " ،
وليخلص المرء إلى ضرورة ان نسير دون نقصان على درب النور والهداية التي ارادها الله سبحانه لنا ورسوله الكريم في كل شؤون حياتنا الدنيا لكي نلقى الله بقلب سليم .