أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
خطة إسرائيلية للاكتفاء باحتلال محور فيلادلفيا بدلا عن رفح. الأردن .. طالب مدرسة يواجه تهمة هتك عرض فتاة قاصر- فيديو. أمر بالقبض على الإعلامي اللبناني نيشان انقطاع التيار الكهربائي في ستاد عمان. 3 إصابات بتدهور قلاب في عجلون سموتريتش يعترض على تعيينات الجيش ويطالب نتنياهو بالتدخل انطلاق الورشة التدريبية الدولية حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض أكثر من 250 منظمة حقوقية تدعو لوقف نقل الأسلحة لإسرائيل الفيصلي يواصل تحقيق الانتصارات الكبيرة في الدوري ويقلص الفارق مع الحسين اربد 1900 معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية مديرة المخابرات الوطنية الأميركية: الحرب في غزة ستحدد مستقبل المنطقة وزارة الصحة بغزة: تدعو المنظمات الحقوقية لزيارة المعتقلين بإسرائيل بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت من منصبه نتنياهو: اليهود "سيقفون بمفردهم" إذا اضطروا لذلك واشنطن تقر بقتل مدني بالخطأ بسوريا مسؤول أممي: المعاناة في غزة لن تتوقف بانتهاء الحرب الأردنية تحدد موعد إجراء انتخابات اتحاد طلبتها انقطاع خدمات هيئة تنظيم الاتصالات حتى السبت عواصف وأمطار الخليج العربي .. هل تصل إلى مصر؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ما هكذا تورد الإبل يا معالي الشيخ

ما هكذا تورد الإبل يا معالي الشيخ

08-02-2012 10:04 PM

الاستعانة بالشيخ الدكتور محمد القضاة وزير الرياضة والشباب للتدخل في إضراب المعلمين دليل على إفلاس الحكومة، وفشلها في إدارة الأزمة، وعزمها اللجوء إلى حلول عبثية تزيد الأمور تعقيداً.
وللشيخ أقول لا تقف في صف الظالم، ولا تضع نفسك في الصف المعادي للمعلمين، ولا نقبل أن نحل مشاكلنا فرادى شاكرين لك فزعتك، ولكنها مظلمة موحدة لـ100 ألف معلم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، فلا تحمل نفسك فوق طاقتها، ولا تركن إلى وعود حكومتك، فأنت تستند إلى حائط مائل، ووعود الحكومات خلَّب!

وأما قولك أن نجعل لله حصة في عملنا، فأنت تعلم أن كل عملنا لله، ولكن الله لا يقبل أن نظلم ويُفترى علينا، نشقى ونتعب ونقبض الفتات، وغيرنا لا صنعة ولا عمل ويقبض الألوف ويحظى بالتكريم والترفيع، وأربأ بك أيها الشيخ الكريم أن تكون من المطففين.

يا شيخ المعلمون لا يطلبون صدقة، وليسوا شحادين، كانت لهم علاوات مقررة قبل الهيكلة، فجاءت الهيكلة وجرفتها، فلا يطالبون إلا بإرجاعها كما كانت وبنفس النسب السابقة، وغير ذلك هو ظلم لا أظنك ترضاه، وليس من الكرامة أن نرضاه، ولا يقبل الله جل في علاه أن نرضاه.

يا شيخ انزل إلى المدارس وخاصة مدارس الذكور المكتظة بألوف الطلبة واستمع إلى المعلمين، وانظر كيف يعملون في أوضاع مزرية لا تليق بالبشر المكرمين من رب العالمين، تحسس مشاكل هؤلاء المعلمين، وادخل إلى قلوبهم، تجد أنهم أحرص الناس على الطلبة وعلى أمن البلد ومصالحه، ولكن طفح الكيل شيخ وبلغ السيل الزبى.

يا شيخ إن الأمم المحترمة لا تقبل لمعلميها إلا أن يكونوا في أعلى مرتبة، وأكرم منزلة، لا تتركهم يطالبون بعلاوات أو زيادات، ولكن تبادر وتسعى إلى رفعتهم وتلبية احتياجاتهم، وتوفير كل الأجواء المناسبة للقيام بعملهم على أكمل وجه، لأن بأيديهم نصف الحاضر وكل المستقبل، ولكن الأمم المتخلفة يا شيخ هي التي حولت معلميها إلى مواطنين من الدرجة العاشرة.

يا شيخ .. ليس للمعلم إلا الله ثم راتبه المتواضع، بينما ينعم غيره بالحوافز والمكافآت والعمل الإضافي والسفريات والإكراميات والعلاوات المختلفة وغيرها الكثير، فلم تعمى عيونكم عنهم، وتفتح وسعها على المعلمين؟! .. أحرام على بلابله الدوح ... حلال للطير من كل جنس؟!

يا شيخ قارن بين جامعي خدم معلماً حكومياً عشرة سنوات وبين زميله الجامعي في مؤسسة مستقلة، فسوف ترى عجباً عجاباً، وبوناً شاسعاً؛ ثرى وثريا، أرضاً وسماء، دنانير وألوف، شقة بائسة وفيلا، مواصلات عامة ومرسيدس، ملابس مستعملة وملابس ماركات عالمية، أمراض وعلل وصحة وتأمين شامل، ... فهل ترضى لأحد أخويك يا شيخ أن يعيش فقيراً محروماً، وللآخر أن يعيش مرفهاً منعماً؟!

يا شيخ تكلفة خبير تربوي أجنبي تافه لا تقل عن ألف دينار يومياً، فلم تستكثرون على المعلم راتب نصف يوم وهو يقدم أضعاف أضعافه، ويملك من الخبرة والكفاءة ومخافة الله أضعاف أضعافه؟!

أسألك بالله يا شيخ أن تسأل زملائك الوزراء هل يقبل أحد منهم أن يزوج ابنته معلماً؟ وهل سألت نفسك لم ينفر الناس بشكل عام من تزويج المعلم؟ لأنه إنسان مسحوق مهمش نتيجة سياسات حكومية مقصودة تهدف إلى تمييع الجيل وإفساده حتى يكون بلا فكر أو رأي أو موقف، جيل تابع ينقاد لكل ناعق!

يا شيخ لو كان عجز الميزانية يتوقف فقط على مطالب المعلمين فقط، فأنا نيابة عن كل معلمي المملكة أعلن تنازلنا عن مطالبنا، وأزيدك من الشعر بيتاً أننا على استعداد أن نتنازل عن رواتبنا كاملة إن تكفلت الحكومة بطعامنا وشرابنا ولباسنا ومسكننا وعلاجنا وتعليم أولادنا. ولكنك تعلم أن عجز الميزانية ضخم، لم يصنعه المعلمون، وإن كنت تنوي تخفيض عجز الميزانية فطالب باختصار عدد الوزارات إلى خمس عشرة وزارة فقط، وتسريح كل المستشارين في كل الوزارات والمؤسسات الرسمية، وتخفيض السفارات إلى الربع، والحد من السفرات الخارجية بكافة أشكالها وصورها ولكل المستويات إلا للضرورة القصوى وبعد موافقة ديوان المحاسبة، وتوقيف رحلات العلاج السياحية تماماً، واستغلال المرافق الرسمية للاجتماعات والاحتفالات والمؤتمرات بدلاً من فنادق الخمس نجوم، والتوقف عن الولائم الرسمية، والحد من الإنفاق العبثي، والتدقيق في العطاءات الحكومية والتأكد من مصداقيتها من لجنة خبراء، ... والقائمة تطول يا شيخ. وقبل كل ذلك إعادة الأموال المنهوبة من الفاسدين الذين يعرفهم كل الشعب الأردني، وتعرفهم أنت أيضاً!

يا شيخ نطقت بالصواب إذ قلت أن دمائنا حسينية وهمتنا حسينية، وقد ثار الحسين على الظلم في قلة في وجه السلطة بكل قوتها وجبروتها، وكل سلطة ظالمة، ونحن لا نريد أن نثور أو نقاوم أو نتمرد، وإنما نطالب بأن تعاد لنا حقوقنا وتحفظ لنا كرامتنا.

أين كان موقفك يا شيخ والمعلمون يصرخون من أجل نقابة غيبت، ومطالب أولية لا يختلف عليها اثنان. ارأيت كيف تعللت الحكومة بالمانع الدستوري وحاربت المعلمين، ولوحقوا في أمنهم وأرزاقهم، ثم جاءت حكومة أخرى أزالت المانع الدستوري وجاءت الفتوى بجواز النقابة. أرأيت أن الحكومات هي التي تعطي عندما تريد، وتمنع عندما تريد، تقرب من تريد، وتبعد من تريد، ترفع من تريد، وتنزل إلى الدرك الأسفل من تريد. أتعلم لماذا؟ لأنها لا مصداقية لها، ولا أمان لها، ولا عهد لها. فالنجاة النجاة منها يا شيخ قبل أن تعض أصابع الندم!

يا شيخ ... المعلمون لا يخربون البلد، ولا يسيئون للبلد، وإخلاصهم للبلد منثطع النظير، ووطنيتهم ليست محل اختبار أو تشكيك أو اتهام لا يشك بذلك إلا من به مس أو تلبسه شيطان رجيم، وهم قد أجبروا على ما فعلوا، فالحكومة همشتهم وأهانتهم وسرقتهم وتغولت عليهم. فلم يا شيخ تصطف مع الجلاد وتصرخ على الضحية، ومثلك يا شيخ كمثل من يناشد الخروف بين يدي الجزار أن يهدأ ويسكن حتى يذبح برفق ونعومة، ولا يطرطش ثياب الجزار!

يا شيخ من يسيء للوطن ويصنع له سمعة سيئة هي الحكومات التي تطنش المعلمين؛ أذن من طين وأذن من عجين، تستخف بالمعلمين ولا تلقي لهم بالاً، وتتطاول عليهم، فإذا رفعنا الصوت وصرخنا بالأنين اتهمنا بأننا نسيء للوطن ونزعج الآمنين، وتنسى وبل وتدافع عن من يغرس الرماح في ظهورنا، ما لكم يا تحكمون يا شيخ؟!

يا شيخ كلامك جميل ودعوتك كريمة، ولكنها ليست في محلها، والكلام في غير مكانة سباب، وهي تحسب عليك لا لك، وقد لاقت الاستياء من معظم المعلمين، لأن صوتك اختفى وصمت يوم محنتهم، وارتفع نصرة للحكومة يوم صمموا على انتزاع حقوقهم.

يا شيخ خذها من أخ لك لا يريد لك إلا الخير، لا توظف الدين لخدمة سياسات حكومية قاصرة، ولا تلعب بعواطف الناس الدينية، فاعتصام المعلمين مطلبي مهني من أجل حقوق مسروقة، والدين يطالبنا بأن نطالب بحقوقنا وأن لا نتنازل عنها إلا برضى نفس، وإلا نكن ظالمي أنفسنا وأسرنا وأطفالنا، ونحن قد نقبل أن نتنازل عن حقوقنا، ولكننا لا نملك أن نتنازل عن حقوق عيالنا في أموالنا، فهل تتحمل عنا يوم القيامة يا شيخ؟!

يا شيخ إن كنت عازماً على حل الأزمة بإخلاص وصدق وأحسبك كذلك، فانصح حكومتك أن تنصاع لمعلميها ومن علم طاقمها فك الحرف، فليس من العيب أن يستجيب التلميذ لمعلمه والطالب لاستاذه، والمريد لشيخه! وليتدخل العقلاء الحكماء للتوسط وإيجاد الحلول التي ترضي الطرفين.

يا شيخ ... هي خطوات محسوبة، وأعمال مرصودة، فلتكن دعوتك "اللهم احشرني مع المساكين" والمعلمون هم مساكين هذا العصر، فلتكن معهم، ولتكن لهم سنداً وعوناً، ولا تصدق ما تقوله الحكومة بشأن استحالة توفير ما يطلبه المعلمون، لانها لا تتوانى أن توفر ما يطلبه المتنفذون ولو على حسابي وحسابك وحساب كل الغلابى ولا تبالي. وانصح زميلك وزير التربية والتعليم أن لا يلوح بالحلول البديلة لأنه لا يملك شيئاً، ولو ملك لفعل من قبله من هو أشد منه قوة وبأساً، والحلول البديلة هي بدائل بائسة لا مشكلة مديرية واحدة إن حلت، ولتسأله إن كان يملك رواتب البدائل، فليعطها لأصحاب الحق المختلس وكفى الله المؤمنين الاضرابات والاعتصامات!

يا شيخ قل الحق، وكن مع أهل الحق، واصطف مع المظلومين، وانح بنفسك لا تصيبك سهامهم، فللمظلومين دعوة لا ترد، واحرص أن تكون لك لا عليك!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع