لشخصكم المثقل بهموم الوطن أكتب كلماتي التي ما واجهت صفات الكرام الا ازدادت ألقاً ومعنى , وأنا على يقينٌ تام بان الشيب حينما غزا مفرقيك باكراً وسطَر الهم خطوطاً واضحة في قسمات وجهك كان رسالة لا لبس فيها بثقل المسؤولية وحجم الامانة في عنقك , لقد آثرت ان اخاطبكم بشكلٍ مباشر كهاشميٍ جاء من سلالة خير الأنام فكانوا أمةً أسست لعفوية الخطاب بين الحاكم والمحكوم وذلك نابع من احساسي كأردني بانك ( منَا وفينا ) وربما لو اتبعت هذا الاسلوب المباشر بالخطاب في كثير من الدول المجاورة لكنت في غياهب السجن وبرأ من عملي هذا شيوخ الطريقة وأزلام السلطة واتهموني بالردة وذنبي الوحيد هو عدم الاتيان بخمسة القاب تسبق الاسم الاصيل لفخامة القائد .
نحن الاردنيون ندرك بان الهاشميين على مدار التاريخ العربي والسياسي لم يتعاملوا مع الشعوب ضمن عقلية منغلقة تقرر الولاء والبراء السياسي في البعد والتقريب لمن خالفهم الرأي واساء الأدب معهم فكانت الرحمة والتسامح والترفع عن صغائر الامور ديدناً في حياتهم ومنهاج حكم مُتَبع فما زلتم الكاضمين الغيظ والعافين عن الناس ولنا في جدكم رسول الحق قدوة حسنة ولكم في مناقبه الحميدة حقٌ أولى ان يُتَبع والشيء بالشيء يذكر لان الله تعالى لم يزد العبد بالعفو الا عزاً وقرباً من لدن رحمته .
سيدي ملك البلاد ,, نراك في مجالس العسكر والفقراء من ابناء الشعب تلين لهم الجانب وتشاركهم همومهم وشاي ( النار ) وتجالسهم ببساطة لا نجد لها مثيلاً الا بالهاشميين تنُم عن حكمة ورحمة تجعلهم جندك الاوفياء الذين لا ينفضون من حولك ساعة العسرة , وتجعل بلدنا هذا آمناً كما كان وخالياً من الاعدامات والتصفيات السياسية والشخصية على مدى تاريخه السياسي والاجتماعي وليست دول القمع والاستبداد عنا ببعيدة وليس شخصكم عن الرحمة والعفو ببعيد كما عهدناكم دوماً وكما عهد الاردنيين اباكم الحسين من قبلكم رحيماً وحكيماً في وجه من يمارسون الافلاس السياسي والمتآمرين على شخصه وذاته من الباحثين عن الشهرة العابرة الملوثة بالاساءة لرموز الوطن , فكم آنسنا بكم رشداً وما زلنا , وكم آنسنا بكم عفواً عند المقدرة في اردننا حين آنس المحيطين بنا في دول الاستبداد عفواً عند ( المقبرة ) وشتان ما بين ذلك .
سيدي ,, هذه الرسالة المتواضعة والعفوية أبثها لمقامكم السامي في وقتٍ نحن بحاجةٍ لتفويت الفرص على من يريدون اعادة تصنيع الشخصيات المغمورة والمارقين لاظهارهم كأبطال ورموز وناشطين وفاتحين وذلك لغاياتٍ في نفوسهم لا يعلمها الا الله وأولي الابصار والعقلاء من ابناء الوطن , فليس القوي بالصرعة ولكن من افرغ حُلمه وصبره ساعات الغضب وهو القادر على انفاذه وغلبت حكمته قوته حتى يدعوه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق مُكَرماً مهيباً , وحيث ان سطوري السابقة ما هي الا توطئةً لا بد من اتيانها وذكرها وتلك عاجلة بشرى المؤمن بالنسبة لكم للولوج في طلبي وليست من باب المجاملات وتصفيف الحروف وكيل المديح لذا أراني كغيري من ابناء الشعب الاردني الاصيل مشفوعاً طلبي بما ورد ابادركم الرجاء بالعفو عن المتهم بحرق صورتكم ( عدي ابو عيسى ) فالصفح من شيم القادة الكرام وفرسان المواقف والملمات وما نراكم الا منهم وفي مقدمة الركب حفضكم الله وسدد الخير بخطاكم وجعلكم نبراساً في الحكم الرشيد انه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته