مقابل مكتبة امانة عمان وعلى رصيف الشارع وعلى بسطة خشبية تحوي الكثير من قطع الانتيكة والقطع المعدنية الصدئة وتماثيل مقلدة لحضارات عمانية سابقة والقليل من قطع التراث الأردني ، لم يجد بائع هذه الانتيكات أكثر من حجر كي يضعه على قطعة النقد العراقية هذه كي يمنعنها من الطيران في الهواء في صباح يوم شتوي في عمان .
وهي قطعة نقدية عراقية من تاريخ ما قبل الخيانة الكبرى للعروبة وبيع الاوطان بأبخس الاثمان من قبل مجموعة من حثالة التاريخ الحديث ، والنتيجة بلاد عربية يتم تجييرها لمئات السنين القادمة لصالح الأمركة وما تبقى من فيالق الصليبيبن في روما وما يحيط بها .
وكرامة لهذا الزعيم العربي وضعت أوراق دولته النقدية للبيع على الأرصفة كتذكار عن تلك الحقبة من التاريخ العربي ، وهي تمثل مرحلة النهاية لبقية الأنظمة العربية وخصوصا تلك التي وقفت مع الطرف الأخر من معادلة الخيانة ، وهو طرف أمن للزمن وإتخذ له تكية من كرسي حكمه ووزع ميراث هذا الحكم على بقية ذريته الصالح منها والطالح .
ويكفي هذا الزعيم العربي أنه وجد من يحتفظ بورق عملة بلاده ويتخذها كتذكار مشرف ، وغيره من الزعماء وضعت صورهم على الأحذية لتباع للجمهور كي يستخدموها عند دخول حمامات منازلهم ،ومنهم من وضعت صورهم على الأرض لتداس بصرامي الشعب وتحرق وينصب لها تماثيل وتعدم ، ونحن لانعرف إلى متى سيستمر مسلسل تحويل الزعامات الى تذكارات تباع على أرصفة المدن العربية بأبخس الاثمان أم يغادرون كراسي حكمهم بشيء من الكرامة .