رغم اقتراب الثورة السورية من عامها الأول مع مزيد من القتل والتهجير والتنكيل ومزيدا من الاعتقالات لا زال النظام السوري يراوغ ويماطل من أجل كسب الوقت دون حلول تذكر على ارض الواقع وهو مقتنع بأن وضعه ليس كغيرة وهي المقولة التي سمعناها في نفس البلدان التي انهارت انظمتها وتغيرت ,,,
العرب ارادوا منح النظام السوري حلا بدل أن يكون هنالك تدخلا اجنبيا على غرار التدخل الليبي وما حل بليبيا من عشرات الآلاف من القتلى وتهديم البنية التحتية والتي ارادها النظام نفسه ان يوصلها الى هذه المراحل فدمر بلده بيده اولا ومن ثم بيد غيره وهذا ما نراه جاريا في سوريا وهو يؤمن بالحل الأمني ويستخدم كل قواته من اجل قمع هذه الثورة المباركة التي ولدت من رحم شعب وأطفال (( درعا )) , ومن ثم زحفت الى بقية المدن السورية ,,,
البعثة العربية التي تم ارسالها من اجل مراقبة الوضع في سوريا بل تنفيذها فورا وهي وقف العنف وسحب مظاهر التسلح من الشوراع واطلاق عشرات الآلاف من السرى لم تجد نفعا بل كان المراقبين اشبه على (( شهاد زور )) وخاصة رئيس اللجنة الدابي الذي جاء تقريره باهتا ولا يتطابق مع الوضع ولم يشر اشارة صغيرة الى عملية قتل الأطفال مثلا من قبل النظام الدموي في سوريا بل جاء التقرير اشبه بالتوازن بين الضحية والجلاد ,,,
ان اقفال الباب امام اية حلول عربية وخاصة ان (( الدب الروسي )) يقف حجر عثرة امام الحل العربي بعد ان صرح في تصريحات سابقة بأنه يؤمن بالحل العربي ولكن لا يؤمن بإستخدام العنف ضد النظام السوري واستند الحل العربي الى ذلك دون اللجوء الى استخدام القوة العسكرية ,,, نجد أن روسيا لا زالت تلوح بإستخدام (( الفيتو )) رغم ان الوضع تحول في سوريا الى ما يشبه حرب أهلية ,,, ولكن كل البوادر تشير الى تحولها قريبا بسبب تعنت النظام الروسي ودعم الة القتل السورية دون تقديم حلول تذكر ,,
المشهد مؤلم ومفزع على الساحة السورية وبعد استخدام قوات الأمن بشكل مكثف وقصف المدن السورية بشتى الوسائل ,,, فهذا النظام اصبح الحل الأمني هو مفتاحة بينما يرفض بقية الحلول لانقاذ سوريا من وضعها حتى لا تغرق في بحر من الدماء ولم يتعلم ان فارق الزمن كبير بين ما جرى في حماة من مجزرة عام 1981 وبين ما يجري الآن والفارق كبير ولا مجال للتغطية على جرائم النظام التي ترتكب كل لحظة بحق اطفال ونساء وشيوخ سوريا ,,
على روسيا ان تتغير من سياساتها في دعم الأنظمة الأستبدادية والتسلطية ,ان تقف الى جانب الشعوب في التحرر حتى تكسب موقفا نقدره لها بدل ان تقف حجر عثرة بوجه الحل العربي ,, فعندها كل الحلول لن تجدي وسيزداد الوضع تعقيدا على الأرض حينما يرى النظام السوري بأن هنالك من يقف الى جانبه ولا يرى العرب سوى – اغراب واعراب وبدل ان يستنجد بشاعرنا – نزار قباني – يا دمشق ,,,, ونسي ان نزار قباني هرب من سوريا ومن دمشق وعاش في غربته وهم يطاردونه بسبب استبداد النظام ودمويته ولو علم ان مندوب سوريا في الأمم المتحدة سيستعير بقصيدته لوبخه على فعلته الحمقاء ,,,!!! ونزار وحينها قال في قصيدته (( اهداء اليك يا دمشق ,))),,,
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ