أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وظائف شاغرة في عدد من المؤسسات -تفاصيل 10600 تذكرة لمباراة الحسين اربد والفيصلي نقل العاهل السعودي للمستشفى بسبب ارتفاع بالحرارة الرصيف الأمريكي .. فتح وحماس تحذران منه سرايا القدس: أوقعنا قوة صهيونية بين قتيل وجريح بجباليا المستشفى الميداني الأردني غزة /78 يجري عملية جراحية نوعية-صور الأونروا: 800 ألف شخص أجبروا على الفرار من رفح وفاة شخص وأربع إصابات إثر حادث في المفرق الأحد .. ارتفاع آخر على الحرارة ‏حملة «ابتزاز» غير مسبوقة تستهدف بلدنا القرارات الجديدة لوزارة الاستثمار .. هل تُعيد الثقة للاستثمار في الأردن بدران: سقف طموحات الأردنيين مرتفع والدولة تسعى إلى التجاوب معها بالفيديو .. تحذير هام من الصحفي غازي المريات للشباب توق: إصلاح التعليم بالأردن مكلف جداً إدارة السير للأردنيين: هذا سبب وقوع هذه الحوادث طاقم تحكيم مصري لإدارة قمة الفيصلي والحسين 64 شهيدا ومئات المصابين بغزة السبت مديريات التربية في الوزارة الجديدة ستنخفض من 42 إلى 12 وزارة المالية تنفي ما تم تداوله على لِسان وزيرها محمد العسعس جثث شهداء في شوارع جباليا .. وارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة جولتا عمّان التفاوضيتان

جولتا عمّان التفاوضيتان

14-01-2012 01:12 PM

لم يكن غريباً اتصال الرئيس الأميركي أوباما مع الملك عبد الله الثاني، لتقديم الشكر وواجبات التقدير للجهود الأردنية في جمع طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على طاولة المفاوضات مرة أخرى، بعد أن فشل هو شخصياً وإدارته في عمل ما حققته عمّان يوم 3/1/2012، فقد تحققت للرئيس أوباما رغبته، وتم تصوير المشهد بين صائب عريقات وإسحق مولخو بحضور الرباعية دون أن يدفع الإسرائيليون والأميركيون ثمن الصورة وتكاليف المشهد، ولذلك سيصل الملك عبد الله إلى واشنطن، حاملاً رؤية لعلها تشكل أرضيةً للتباحث والتشاور حول مستقبل عملية السلام المتعثرة بسبب الرفض الإسرائيلي لمتطلبات التسوية وصولاً نحو السلام، ويتسلح الموقف الأردني بدوافع قوية، على طاولة المفاوضات الثنائية الأميركية الأردنية.

وها هو اللقاء يتجدد، وتستضيف عمّان الجولة الثانية بين صائب عريقات وإسحق مولخو يوم الإثنين 9/1/2012، رغم المرارة الفلسطينية، من جولات يدرك الفلسطينيون وفي طليعتهم المفاوض نفسه، أنها لن تقدم جديداً لهم ولن تخدم قضيتهم، ومع ذلك فهم لا يستطيعون رفض المبادرة الأردنية احتراماً للمصالح الأردنية والعلاقات الثنائية ودعماً لزيارة الملك عبد الله لواشنطن، وفي محاولة مستجدة متكررة، لتعرية المواقف الإسرائيلية وفضحها، لأنهم يدركون سلفاً من خلال خبرتهم أن المفاوض مولخو لن يقدم مفاجآت تسمح باستمرار جلسات التفاوض بشكل جدي.

صائب عريقات أكثر الفلسطينيين معرفة بتفاصيل المفاوضات، وأكثرهم فهماً لدقائق الموقف الإسرائيلي، وأكثرهم وعياً بخطورة البرنامج الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وعدم استجابته للمصالح الوطنية الفلسطينية، وتعارضاً مع القرارات الدولية، لأنه مع ملف المفاوضات منذ عهد الرئيس الراحل عرفات، وتواصل مع الرئيس أبو مازن، ولأن خلفيته الأكاديمية تسمح له وتفيده في لملمة أوراقه وتنظيمها وتصنيفها، إضافة لكونه شخصية وطنية حزبية منتخبة من طرفين أولاً من حركة فتح كعضو لجنة مركزية وكممثل لها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وثانياً من الجمهور كنائب في المجلس التشريعي، ومع ذلك يلوذ بالصمت لأن مهامه الوطنية والوظيفية لا توفر له فرصة التوضيح، وأن يقول ما يُقال وما لا يُقال، في مواجهة نقد قاس، مُرغماً على تحمله.

الاهتمام بالجولة الثانية إعلامياً وسياسياً كان متواضعاً، بتواضع نتائج الجولة الأولى، وتدني ما هو متوقع من الجولة الثانية، فالإسرائيلي يرغب في مواصلة المفاوضات وتشكيل قوة ضغط لتمرير مشروع لا يقبل به حتى قادة روابط القرى، فالحصيلة للمشروع الاستعماري الإسرائيلي “حكم ذاتي مُحسن “يُسمى دولة عظمى بلا سيادة ومعازل جغرافية غير مترابطة، ستحول العلاقة المقطوعة بين شمال الضفة مع جنوبها، على غرار العلاقة الجغرافية القائمة بين الضفة والقطاع، دولة بين الجدارين، الغربي القائم، والشرقي المزمع إقامته في الغور ليقطع الصلة مع ما تبقى من الضفة مع الغور ليحول دون إقامة حدود أردنية فلسطينية بل مجرد معابر أمنية مُسيطر عليها إسرائيلياً.

هذا المشروع الاستعماري يقوم على اقتطاع ثلاثة مواقع جغرافية من الضفة الفلسطينية هي القدس الشرقية الممتدة حتى الغور، والأراضي الواقعة غرب الجدار، وغور الأردن، والباقي المثقل بالتقطيعات والجدران والشوارع الالتفافية، يتم إلحاقه إدارياً بقطاع غزة لتشكل دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، سيتم ترسيخها مع الوقت لتكون هي الدائمة كما حصل لحدود التقسيم، وخطوط الهدنة، فالحدود لدولة إسرائيل تقررها بساطير جنود الاحتلال وجنازير دباباتهم، ولذلك قالها الرئيس محمود عباس لاجتماع القيادة المؤقتة الانتقالية لمنظمة التحرير في القاهرة يوم 22/12/2011، أحذركم من قبول “مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة لأنها ستتحول مع الزمن ومع البرنامج التوسعي الإسرائيلي إلى حدود دولتكم الفلسطينية الدائمة”.

ثمة لجنتان تعملان على استخلاص النتائج والتوصل إلى الإجابة عن السؤال الذي طرحه أبو مازن باسم الشعب الفلسطيني كله: ما العمل ؟؟ اللجنة الوطنية الأولى منبثقة عن منظمة التحرير بإدارة ياسر عبد ربه وممثلي الفصائل، واللجنة الثانية حزبية فتحاوية بإدارة محمد إشتية عضو اللجنة المركزية، وكلتاهما يتوقع منهما إجابة: الأولى لشعب الضفة والقدس والقطاع، والثانية لمجموع القواعد الفتحاوية، لتقول ماذا يمكن أن يفعل الشعب العربي الفلسطيني في مواجهة التفوق الإسرائيلي، وفي مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي برمته.

بصراحة ووضوح صارخين، الأجندة السائدة والأولويات القائمة هي إسرائيلية بما فيها جولات عمان، ولو لم تكن كذلك لما كلف إسحق مولخو نفسه عناء الوصول إلى عمان، ولما تكرم الرئيس أوباما شاكراً ما حصل، مع أن نائب وزيرة الخارجية الأميركية فيلتمان قالها بوضوح للعديد من الأطراف العربية بما فيها الرئيس الفلسطيني إن الإدارة الأميركية هذا العام 2012 ليست في حساباتها أن تتدخل لفرض حلول أو اجتراح حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فلديها مشاكل بما يكفيها وليس أمامها سوى الاهتمام بالانتخابات وبما يخدم نجاح الديمقراطيين وعودة الرئيس إلى البيت الأبيض.

اجتماع اللجنة السياسية لمنظمة التحرير، وحضور عدد من ممثلي الفصائل بمن فيهم أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح مساء يوم الإثنين (9/1/2012) وصل إلى حصيلة نقاشات بعد الاستماع لتقرير صائب عريقات عن جولتي اللقاء مع مولخو في عمان وأن “خطأً سياسياً قد وقع بقبول الذهاب للتفاوض”، لأنه أفرج عن عزلة اليمين الإسرائيلي وكسر إرادة وموقف منظمة التحرير، ويجب تصويبه، بعد عودة الرئيس من جولته الأوروبية.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع