أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء حارة نسبياً زيارة سلطان عُمان إلى الأردن تعكس التناغم في الرؤى السياسية بين البلدين الدخل السياحي في الناتج المحلي الأردني للعام الماضي الأعلى منذ 24 سنة الأردن .. شاب يعتزل العمل على تطبيقات النقل بسبب ادعاء فتاة- فيديو آخر موعد للتسجيل برياض الأطفال الحكومية بوريل: المصدقون على النظام الأساسي للجنائية الدولية ملزمون بقرارها بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية الدوري الأردني .. بطاقة الهبوط الثانية تحاصر 3 أندية أميركا: إيران طلبت مساعدتنا بعد تحطم مروحية رئيسي الأطباء تبلغ الصحة بمقترحاتها حول نظام البصمة وزير الداخلية ومدير المخابرات الأسبق نذير رشيد بذمة الله المبيضين يرعى إطلاق برنامج لقناة cnbc في الأردن "القسام" تقنص جنديا وتستهدف مروحية "أباتشي" في جباليا (شاهد) الحباشنة: الدول العربية ملعب .. وعند حدوث شغب في الملاعب يكون الدم عربياً 4 شهداء في غارة للاحتلال على حي الصبرة بمدينة غزة أيرلندا تندد بالتهديدات ضد الجنائية الدولية ألمانيا: نحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية 17 شهيدا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مسيّرة فلسطينية تخترق إسرائيل والجيش يفشل بإسقاطها انقاذ طفلة غرقت بمتنزه في اربد

عيدٌ أو لا عيد

06-11-2011 10:28 PM

ينتظر الناسُ العيد ويتأهّبون له، وأنا أبحث في الناس عن العيد، فلا أجده إلا في قلة من صلحاء زمانهم، لازمهم العيدُ كلَّ لحظات حياتهم، وغيرُهم يدَّعي أن العيد عنده، والعيد يكذّب دعواهُ ويردّها عليهِ.
أبحث عن العيد في الحياة بمعناه فلا أعثر عليه إلا في ربوع الذين تجاوزوا مظهريّة اللفظ إلى جوهريّة الزمن، وهل العيد إلا زمن التعبير عن النضج بتمام الطاعة، وكمال الانقياد، وخلوص العبادة، وعموم الخير.
ليت للكثيرين من العيد سذاجة الأطفال، إذن لحُقَّ لهم الفرح. ولِمَ لا يفرحون وقد سقط عنهم التكليف، وكان العيد لهم هدية البراءة، وتمرين الترقي في التواصل والمشاركة، وإشاعة الفرحة ونشر السرور، واللقاء على قلوبٍ كقلوب الطير رقة وحنانا ورحمة.
لكن كيف يكون لفئام من الناس عيد، وقد زهدوا بمقدماته، وافتقروا لموجباته، وتاهوا عن أسبابه ومقتضياته؟
كيف يكون عيدٌ لمن طالت يدُه في المال العام حيازة واختلاسا؟!! وطال لسانه في خِيَارِ الناس اغتيالا انتقاصا؟!! وبُحَّ صوته في تمجيد العبيد زُلْفةً ونفاقا؟!! وظلت نفسه في حبل هواها مطاوعةً وانسياقا؟!!
كيف لنفس مخمومة بالعصيان أن تستشعر في العيد نسائم الرضوان؟!! وكيف لقلبٍ صار مستعمرةً للأوثان أن يخفق لدعوة الحق، أو يفقه لغة البذل، وضروب الإحسان؟!!
كيف لوجوه معفرة بالفساد، ومُلتاثة بالرخص، ومجبولة بالصلف أن تَمُدَّ اليدَ لتصافح العيد؟!!، فتسري في صفحتها نضارة الصالحين، وتستضيء بشرتُها بعفة القانعين، وترشح من مسامها نداوة الخاجلين.
العيد غمامة ترتفع في فضاءات الزمن تتراءى للجميع على عطش، فتشرئبّ لها النفوس، لكن عطاءها لا يناله كل راغب: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).
فلحظة العيد لحظة تحمل للناس معانيَ القبول والرفض، والتقريب والإبعاد، والإشادة والإدانة، والنجاة والهلاك بحسب حال الذين تمر بهم دورة زمانه.
العيد لمستحقّه حفلُ إنجاز يعيد كينونة الإنسان إلى توازنها، فتأتي من الأعمال ما يطابق بين السر والعلانية، وتحمل من المشاعر ما يوافق الفطرة وأصل الخلقة، فتتولد السكينة ويحلّ الاستقرار، وتترعرع شجرة الرضا، وما تلبث أن تفيض غُدران القلوب في يوم العيد حبا وسلاما، وألفة وتماسكا يديم على الناس مشاعر العيد لتمتدّ على مدار العام.
العيد رياضة النفس على قواعد الشرع، وضبط السلوك على أصل الحلال والحرام، وبناء العلاقة على أساس الأخوة الإنسانية.
يوم العيد يوم بيعة مع النفس على تجديد نبض الحياة، وعهد على صيانة مسيرة الإنسانية عن الالتواء والتلون على أساس المزاج ورغائب النفوس وتباين الطباع.
العيد صناعة ذاتية، وكلُّ فاقهٍ قادرٌ على أن يصنع عيده بنفسه، وعلى أساس إبداعه، في ضوء ما يعتمل في أعماق وجدانه من إيمان بميثاق ربّه وعهده، لكن من خلا وفاضه من كل هذا، فلا أمل له في إتقان هذه الصنعة، وإنما تـأتي صناعته زائفة لا تحمل من العيد إلا هيكلا لا روح فيه، وأنّى لنفس ماتت فضائلها أن تعرف معنى العيدِ أو يكون لها عيدٌ أصلا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع