يا معالي وزير الشباب والرياضة مهلا

لا يساورنا شك بصادق طموحك وجموحك لحل مشاكل وأزمات الشباب الروحية والفكرية والسلوكية والاجتماعية والسياسية وإذا كان والدك المغفور له بإذن الله الشيخ نوح قد قال إن في كل إنسان سكر كالذي في قاع كوب الشاي ولا يحتاج إلا قليل من التحريك لتعم حلاوته فأنت كلك يا معالي الشيخ سكر... لكن تمهل .
أولا لان وجودك في الوزارة عبارة عن جمعة مشمشية بل إن الوزارة كلها عرضة كالعادة للإلغاء ولن تتاح لك فرصة تحقيق أهدافك الثلاث المعلنة حسب عادات وتقليد مؤسسة الحكم المتبعة وسيستبدلونك مبكرا وأنت لا تزال في الخطوات الأولى من مشروعك الوطني الكبير للوصول إلى التجانس الثقافي الذي تبغي الوصول إليه وليس هنالك ضمانات بان لا يقلبون استراتيجياتك رأسا على عقب وسيكيل من يصفق لك الآن كل أشكال التهم والطعون وسيعيدونها كما كانت مجرد وزارة لعب وأنت خير من يعرف بالهمزة اللمزة .
ولأنك لم تحدد لنا متى وكيف وأنت تتحدث عن تغيير في وقت ضيق لتعديل ثقافي يحتاج لسنوات طويلة لمعالجة القصور الفكري والسلوكي من خلال غرس القيم الايجابية وتفعيلها في نفوس الشباب والإسهام في معالجة آفات اجتماعية كبرى لعل أهمها أمنية حل لغز آفة العنف المجتمعي وبلاء الجريمة والانحراف والخروج من حفرة الفساد وحتى لا يصنف برنامجك ضمن برنامج الوعظ وإلا رشاد أو لغايات إعلامية بحتة خاصة وان أهدافك تشاركيه وأكثرها مرتبط بمؤسسات رسمية وشعبية خاذلة ولا يروق للكثير من شخوصها إضفاء الصبغة الدينية على المؤسسة الشبابية ولا سلطان لك عليهم ولا نفوذ .
كيف سيتم حماية منجزات الوزارة المكلفة حسب برامجك الواعدة والحيلولة دون هدر المال الذي سينفق عليها ومنع من يحاول إهمالها والعبث بها مستقبلا فالمجتمع الأردني في ظروف الضائقة ألماليه للدولة وشيوع الفقر المتزامن مع مرحلة التغيير العربي يتطلع إلى برامج مقنعة وواقعية قابلة للتطبيق والاستمرارية والثبات لتصل إلى النهايات وتحقق الأهداف وان تكون مصانة وبعيدة عن عبث وتلاعب الأمزجة وتقلباتها .
يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابة الماركسية والإسلام (أما الكلام عن نشر الأخلاقيات الجديدة بالتلقين المستمر عن طريق الإذاعة والشعارات والملصقات فهو تفاؤل ساذج فالأخلاق تنمو بتفاعل من الداخل وليس بالإملاء ، والتلقين مجرد طلاء من الخارج إن لم يجد السطح الملائم لاستقباله فانه يجف ويسقط من فوقه بعد قليل ) فهل ستوفر السطح الملائم الشامل لكل شباب الأردن يا معالي الشيخ ؟.