أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"التعايش الديني" يهنئ بحلول شهر رمضان المبارك 5500 شخص عادوا إلى منازلهم بعد وثيقة الجلوة زيدان يتصدر 4 مرشحين لقيادة السعودية تقسيط عزيمة المنسف يثير الجدل بالأردن بايدن يحذّر إسرائيل من مواصلة المواجهة القضائية ارتفاع النفط لليوم الثالث في المعاملات الآسيوية المبكرة عاصفة تغلق موانئ في سوريا وتحذيرات بلبنان تطورات جديدة في قضية حادثة التزلج المتهمة بها الممثلة غوينيث بالترو الزراعة: اللحوم المعروضة في السوق المحلي تشكل 3 أضعاف حاجته ميسي يطارد رونالدو نحو عرش جديد الخصاونة: عيب بحقنا نضيق على المواطن الزعبي: النواب لا يبتزوا أحدا نجوم فرنسا يخضعون للقائد مبابي الصفدي: نطبق القانون بشأن التعيينات والترفيعات استعمال الشطاف يفطر .. أغرب 7 فتاوى حول الصيام يمكن أن تسمعها خبير فلكي: رمضان الأعوام القادمة أقل صياماً وألطف جواً حماية المستهلك: ارتفاع الأسعار برمضان أضعف القدرة الشرائية للمواطنين الوحدات يستقبل نيستوروفيتش ومساعده فولتيك بايدن: أنا قلق على إسرائيل مجلس النواب يعيد هيكلة أمانته العامة
هل ينهار الإقتصاد العالمي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل ينهار الإقتصاد العالمي

هل ينهار الإقتصاد العالمي

15-03-2023 12:57 PM

هذا السؤال الذي يدور في ذهن جميع خبراء الإقتصاد والمصرفيين والساسة صانعي القرار في العالم , نتيجة ما حصل في بنك السيليكون فالي SVB , وهل تستطيع الولايات المتحدة إنقاذه خشية الوقوع بما حصل عام 2008 من إنهيار للإقتصاد العالمي, وما أوجه الشبه بين الحالتين؟ وما هي الإسباب الحقيقية وراء ذلك؟ كل ذلك سنقوم بتوضيحه وتحليله بإختصار من الناحية الإقتصادية في هذه المقالة.
سأبدأ مقالتي هذه بتشبيه عدوى النقود بعدوى الكورونا , حيث أن مشكلة النقود التي تسبب الإنهيار الإقتصادي تبدأ في دولة ما بمشكلة في أحدى بنوكها, فعند إنهياره وهو أن يقوم العملاء بفقد ثقتهم بالبنك وقيامهم بسحب كمية كبيرة من النقود المودعة في وقت معين , ثم تتفشى هذه الظاهرة لبنوك أخرى في هذه الدولة ثم تنتشر لبلدان أخرى وهكذا , وبعدها سيتأثر الإقتصاد العالمي بإنخفاض حاد للعملات والأسهم والبورصات والتي ستؤدي إلى فقدان الوظائف وإغلاق للشركات والمشاريع الإستثمارية والبحث عن الملاذات الآمنة , يعني ذلك فقدان الإقتصاد العالمي لنسبة مئوية من ناتجه المحلي الإجمالي, تعتبر خسارة عالمية نتيجة للهبوطات الغير متوقعة وهذا يعمل ضغط كبير عكسي على سياسات البنوك الفدرالية , كل ما سبق ينطبق على عدوى المرض , فلو تم محاصرة العدوى في بؤرتها ومعالجتها وإجراءات الوقاية لها لما إنتشر في تلك الدولة التي بدأ فيها وتوسع ثم خرج خارج حدودها لبقية إنحاء العالم, وخسرنا ما خسرناه من الأرواح البشرية وغيرها وهذا ما حصل مؤخراً في جائحة كورونا.
إن المشكلة الإقتصادية السابقة التي حصلت في العالم عام 2008 نتيجة إنهيار في بنك ليمان براذرز والذي لم يتم إنقاذه آنذاك ب 30 مليار دولار, مما كلف العالم وقتها خسائر قدرت من 1.0 -1.5 ترليون دولار نتيجة حل هذه المشكلة من قبل العالم والتي كان سببها التمويل العقاري لهذا البنك, وهي الآن تتكرر مع بنك السيليكون فالي SVB لكن بوجه آخر وهو من خلال الشركات التكنولوجية الناشئة.
فمشكلة هذا البنك بدأت وتعمقت بعد أخذ الثقة الزائدة بنشاطاته وخدماته الغير مصرفية لتقديم خدمات للشركات الناشئة خارج تمويله, وتوسع بخدمتهم من تأمين مستثمرين وحاضنات ومحركات وبرامج محاسبة وخدمات لتخفيف الكلف التشغيلية على هذه الشركات, وقيام أعداد كبيرة من المودعين في السابق بإيداع مبالغ هائلة بعوائد منخفضة للحصول على بعض من خدمات هذا البنك. تزامن ذلك مع سياسات الفيدرالي الأمريكي برفع الفوائد على الدولار بنسب مرتفعة من خلال الرفعات المتكررة للتغلب على نسب التضخم, أدى ذلك إلى إنخفاض قيمة السندات الأمريكية العميل الرئيسي للبنك في وقت أراد العملاء المحافظة على ودائعهم, مما دفع بالبعض إلى السحوبات الغير متوقعة من هذا البنك, إضافة إلى قيام بعض من هذه الشركات الناشئة التكنولوجية لتباطىء أدائها وما ترتب عليها من إلتزامات مالية قادها لمثل تلك السحوبات , فكما حقق البنك ودائع بكميات كبيرة الأعوام الماضية تم سحبها بشكل سريع هذه الفترة.
فلو كان هناك تحوطات مالية متنوعة , وأخذ المخاطر الكافية في الأداء , وكذلك سياسات الفدرالي الأمريكي التي إنشغلت برفع الفوائد دون مراقبة أداء البنوك , لأن الخطوات السريعة لأي بنك تحتمل المزيد من المخاطر , فالأرباح السريعة والتوقعات لها إذا لم تُبنى على نماذج بإحتساب المخاطر والمتغيرات قد يُطيح بالنظام البنكي بالكامل عند تعرضه لأي خلل.
لذلك على الإدارة الأمريكية التدخل السريع لتجنب تكرار ما حدث عام 2008,حيث أن ودائع الأمريكيين في البنوك الأمريكية تُقدَر ب 20 ترليون دولار وهناك حلان لا ثالث لهما لهذا البنك, خشية قيام الأمريكيين بسحب ودائعهم من البنوك والتسبب بازمة مالية عالمية:
الأول: يكمن بالترتيب لشراء هذا البنك من قبل بنكين أو أكثر لإحتواء الأزمة.
الثاني: قيام وزارة الخزانة الأمريكية بالتدخل السريع بالتعويض وضخ النقود لهذا البنك, حتى لو كان ذلك من جيبة دافعي الضرائب الأمريكية, لإنقاذ الإقتصاد العالمي بشكل عام والإقتصاد الأمريكي بشكل خاض ومن ضمنها البورصة الأمريكية والأسهم والسندات والعملات , فأيهما أهم دعم الحرب الروسية- الأوكرانية بمبلغ 150 مليار دولار أم توجيه الدعم لهذا البنك حيث أن حجم الودائع قبل السحب في هذا البنك كانت تساوي لهذا المبلغ بسقفها الأعلى؟
أما بالنسبة لوضعنا في الأردن, فإن التحوط المالي الذي تقوم به سياستنا المالية وعلى رأسها البنك المركزي بإداراته القوية , وتواصلها مع البنوك الأردنية وإجراءاتها الحصيفة تضع جانب المخاطر في كل حساباتها, بدأً من التشديد في الإقتراض والرهونات والكفالات وضمانات الودائع ووضع نسب وسقوف لجميع هذه الإجراءات ومراقبتها الدقيقة, فرغم قسوتها , إلا أنها تأتي بثمارها في الأزمات, إضافة إلى إحتياطات العملات الأجنبية الحالية والبالغة 17 مليار دولار .
الخبير في المجال السياسي والإقتصادي والتكنولوجي.
المهندس مهند عباس حدادين
mhaddadin@jobkins.com










تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع