كاظم الكفيري - كنت ومن واقع التجربة أثناء خدمتي في المدارس قد طالبت بالاهتمام بمادة الرياضة، وهذا المطلب ليس موجهاً للزملاء المعلمين، بقدر ما كان موجهاً لصناع القرار في وزارة التربية والتعليم، هذه المادة تصقل الشخصية بدنياً وأخلاقياً وتنمي لديه مفهوم العمل الجماعي والفريق الواحد، وتعزز قدرة الطالب على الاندماج الاجتماعي مع اقرانه، وكذا مادتي الفن والمهني اللتين تحتاجان كذلك لاهتمام.
اليوم يتطور الاهتمام بالرياضة على المستوى المحلي والعالمي، وتصرف المبالغ الطائلة لاستثمار المحترفين في الالعاب المختلفة، وتنشأ مجتمعات رياضية طرفية، في المدارس والأحياء والمناطق الهامشية.
اتمنى دائماً أن لا يتم افساد الرياضة بمختلف أشكالها بالاستغلال والتسييس والصراعات بين الدول والمجتمعات، وأن لا يتم توظيفها لزيادة الانقسام في المجتمع والمس بالسلم المجتمعي، وتصبح عبئاً لزيادة
الضغط ورفع مستوى التوتر بين الجماعات والأفراد، والواقع أن الكثيزين ينصرفون اليها هرباً من واقعهم الاقتصادي المرير وواقع سياسي اقليمي مظلم، وأعتقد ان المسؤول عن ذلك هو المحتمع الرياضي او ما نطلق عليه الاسرة الرياضية التي تتكون من ورؤساء وادارات الاتحادات الرياضيه وحكام ولاعبيين ومن ثم الجماهير التي تتحمل أعباء لعب مميز ونظيف..
واعتقد ان افضل حالات التي تنمي مشاعر الاعتزاز الوطني هو فوز المنتخبات الوطنية وحصولها على المراكز المتقدمة وخاصة في الالعاب الجماعية، وأكثر الالعاب الشعبية لعبة القدم وهي لعبة لجميع الطبقات، ولكن مع نمو الاحتكار الرياضي وسيطرة رأس المال اصبحت في العديد من المنافسات لعبة الأثرياء، فحجز البطاقات والمقاعد المتميزة تتم من قبلهم والتي يتم بيعها في السوق السوداء وأذكر ما حدث في مبارة ريال ومدريد من شغب وعنف وتأخرت بسببه المباراة بسبب ازدحام الجماهير على الابواب بسبب حمل بطاقات مزورة قدرت باربعين الف بطاقة بنسبة 70% منها مزور، وهذا بسبب استحواذ الاثرياء عليها وعدم قدرة الجمهور على شرائها بأسعار مرتفعة وهذا مؤشر خطير بتحولها من رياضة شعبية الى رياضة للنخبة او الاغنياء ونحن على اعتاب تصفيات كأس العالم.
في الاردن المجتمع أمام مسؤولية جسيمة والتركيز ان تكون الرياضة للجميع والتركيز على التنوع بالمنافسات الرياضيه ووضع أجندة يستطيع الجمهور من خلالها متابعة مختلف الالعاب والاهم ان تكون العدالة في التحكيم التي تهيج وتستفزه والاهتمام بالفرق خارج العاصمة والمدن، وأن يتم بيع التذاكر باسعار زهيدة وأن يتم تعويض الفرق من خلال ريع الاعلانات التجاريه في الملاعب واشراك شخصيات رياضية في ادارة الاندية والاتحادات من تخصيص 20 % من المقاعد الإداريه لهم والبعد عن حالة الاستقطاب بين الشخصيات الرياضية والتنافس بين الكتل منافسة شريفة والتي عادة ما ننعتها بالمنافسة الرياضيةوبالتأكيد فان الحديث يطول ولديكم في هذا أكثر مما عندي.