أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. طقس دافئ وفرصة للأمطار "حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء قناص سابق في جيش الاحتلال: قتلنا الأطفال والنساء وأطلقنا كذبة “الدروع البشرية لحماس” "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة وصَفَه أوباما بأنه "أذكى زعيم في...

وصَفَه أوباما بأنه "أذكى زعيم في المنطقة" محـمد بن زايـد .. يـدٌ تبني وأخرى تنشر المحبة

01-06-2022 06:25 AM

طارق الحايك - مثلَ قبطانٍ متمرس خَبِرَ البحر وعايش تقلبات أمواجه، يمسك سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دفّة القيادة في الإمارات بكل هدوء وحكمة، فالقبطان الماهر الذي خاض غمار السياسة وتقلباتها، ظلّ محافظاً على اتزانه، يوجّه السفينة دون صخب أو ضجيج حتى حين تكون في قلب العاصفة.
فهو معروفٌ عنه قلّة الكلام والعزوف عن الظهور كثيراً في الإعلام، وهي متلازمة الصمت والعمل الجاد المخلص، لأن المقصّر في عمله يحتاج إلى كثير من الكلام كي يستر قصوره ويداريه، بينما المُجدّ فيه يترك إنجازاته تتحدث عن نفسها، وهو حال الشيخ محمد.
ولعل آخر هذه الإنجازات هي الشراكة بين الأردن ومصر والإمارات، التي أُعلن عنها منذ أيام قليلة، والتي أطلقت مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية عبر شراكة صناعية تكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة هي الأهم منذ عقود بين البلدان الثلاثة، وستعود بالخير والنماء على شعوبها كما أكد سمو الشيخ محمد الذي قال إن التغيرات التي يشهدها العالم تستدعي تعميق الشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة العربية وابتكار صيغ جديدة للتعاون فيما بينها وتعزيز تكاملها.
حديث الشيخ محمد يكشف عن عمقٍ في التفكير ووعيٍ حقيقي حول أهمية التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، وهو أمر ليس بالغريب عنه إذا ما علمنا أن التنوع الاقتصادي في رأس اهتمامات سموّه، فهو أخذ على عاتقه منذ سنوات عدّة، تسريع وتيرة النهضة الشاملة التي تشهدها إمارة أبوظبي منذ أن كان ولياً لعهدها، أما وقد بات اليوم رئيساً للدولة كلها عبر انتخابٍ هادئ وسلس، فإن العبء عليه أصبح أضعافاً مضاعفة، وهو دون شك يدرك ذلك، فما حققه على مدار العقود الماضية من أمن وأمان وتنمية واستدامة، يبشّر بإنجازات أكبر، ومكاسب أعظم، تؤشرُ على مرحلة جديدة من الازدهار في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولعل هذه الشراكة أولى ملامح هذه المرحلة.
وسموّ الشيخ محمد يسعى بشكل حثيث لتعميق علاقات الصداقة والاحترام مع دول العالم، الأمر الذي انعكس وينعكس على التنمية الشاملة في كافة قطاعات الدولة بوتيرةٍ لم يسبق لها نظير، وهو ما يضعها في صدارة الدول التي تلهم العالم تجربة في الإدارة تستحق أن تدرّس، وتولّي سموّه مقاليد الحكم يضع الدولة على درجة جديدة في سلم المجد الذي تواصل الإمارات صعوده منذ سنوات عدّة دون كلل أو ملل، فهو صاحب نظرة ثاقبة ورؤية استشرافية أنبثقت عنها قراراتٌ حكيمةٌ رسمت ـ وما تزال ـ طريقاً واضحاً لمستقبل أكثر رحابة، والاستراتجية التي يرسمها للمستقبل، والتي ظهرت ملامحها جلياً خلال المواقع التي كان فيها نموذجاً للقائد الملهم، بلا شكّ ستزيد رخاء البلاد رخاءً، وستضيف إلى نعيمها نعيماً، وستجعل من سعادة الشعب قانوناً كسرُه ممنوع، ودستوراً العبثُ فيه محرّم.
وكي لا نجحَد فضل من سبقوه، فمن الإنصاف التأكيد على أنه يبني على ما أسسه والده المغفور له الشيخ زايد، وعزّزه من بعده المغفور له الشيخ خليفة رحمهما الله، فجهود سموّه ما هي إلا استكمال للإنجازات التي وضعت دولة الإمارات في صدارة دول العالم تقدماً وازدهاراً، لكن بقدر ما هي الإنجازات كبيرة تظل طموحاته أكبر، فهو شخصية صقلتها تجارب ومواقف جعلت من طموحاته أكبر من أن تحدّها حدود أو تقيدها قيود، وهي المواقف التي بات يعرفها كل من يعيش على أرض الإمارات، فرسّخت في أنفسهم شعور الأمن والإطمئنان على حاضرهم ومستقبلهم، وهو يتمتع بصفات تؤهله لأن يكون قائداً استثنائياً على كل المستويات، لعل أبرزها الذكاء الحاد الذي يتمتع به، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، حين امتدحه في مذكراته واصفاً إياه بأنه "الزعيم الأذكى في منطقة الخليج العربي".
الشيخ محمد ليس رجل إدارة واقتصاد وحسب، وإنما رجل سلام أيضاً، إذ قاد مبادرات أسهمت في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولعلّ أبرز هذه المبادرات جهوده التي أفضت إلى توقيع اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض، لتصبح الدولة الخليجيةَ الأولى التي تقوم بذلك، الأمر الذي شكّل نجاحاً جديداً للدبلوماسية الإماراتية، وعزز المكانة المرموقة التي تتميز بها الدولة في الأوساط الدولية، وهو ما يعكس فكراً متقدماً لقيادة مكتملٌ نضجها متقدمٌ وعيها، أصبحت الإمارات معها مصدر إلهام لداعمي السلام في المنطقة، إذ بعد هذه الخطوة العظيمة، انضمت ثلاثُ دول عربية أخرى لقافلة السلام هي البحرين والسودان والمغرب.
كما قاد الشيخ محـمد مبادرة لوقف الاقتتال في السودان، أسفرت عن اتفاق تاريخي وقعته الحكومة السودانية مع الحركات المسلحة، منهياً سنوات من الاقتتال في السودان، فكان للإمارات الفضل في حل الخلافات بين الأطراف المتنازعة ودفعهم للتعايش في سبيل وإشاعة ثقافة التسامح والحوار.
ولم تقف جهود الشيخ محـمد عند هذا الحد، إذ كان للإمارات دور كبير في إنهاء أطولِ نزاع في أفريقيا، حيث شاركت دولة الإمارات في جهود إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإرتيريا، والمصالحة بينهما، توّجت هذه الجهود بتوقيع البلدين إعلان سلام أنهى عقدين من العداء.
اسم محـمد بن زايد حاضر في الأزمات أيضاً، فعلى سبيل المثال ـ لأن الحصر متعذّر للكثرة ـ خلال الأزمة الأفغانية التي تفجّرت بشكل مفاجئٍ أربك المجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين وإجلاء الرعايا الأجانب، كانت دولة الإمارات حاضرة في المشهد وبقوّة؛ إذ ساهمت في إجلاء أكثر من أربعين ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان، ووجّه الشيخ محـمد باستضافة نحو تسعة آلاف أفغاني بشكل مؤقت، وحرص على زيارة مدينة الإمارات الإنسانية لتفقّد العائلات الأفغانية التي أجليت من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
وعام 2019 تبرّع سموّه بخمسين مليون جنيه مصري لمعهد الأورام المصري، الذي تعرضَ لخسائر جرّاء تفجير إرهابي وقع أمامه، وقد أطلق المصريون حينها عليه لقب صاحب أسرع رد فعل إنساني عالمي.
ويستفيد سنوياً نحو أربعمئة مليون طفل حول العالم من حملات سموّه ومبادراته التي أطلقها لمكافحة شلل الأطفال، والتي بفضلها باتت البشرية اليوم، أقرب لحسم معركتها والقضاء على المرض بشكل تام، إذ شكلت مساهماته المالية البالغة نحو 168 مليون دولار عاملاً أساسياً ومهماً في نجاح ودعم النشاطات الهادفة إلى استئصال مرض شلل الأطفال ومكافحته على المستوى العالمي.
كما دعم مبكراً منظمة الصحة العالمية، وساند جهودها في مكافحة فيروس كورونا وتطوير لقاحاته، إلى جانب دعم جهود المجتمع الدولي والحكومات والمجتمعات لاحتوائه، والحد من تداعيات انتشاره والوقاية منه، وتوزيع اللقاحات المضادة للفيروس بشكل عادل في جميع أنحاء العالم.
وعرفاناً بدعمه المستمر وجهوده الخالصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وتقديراً لما تقوم به الإمارات من دور ريادي في مجالِ تقديم المساعدات الطبية ودعمِ المحتاجين حول العالم، أعلن المجلس الاستشاري العلمي العالمي "ديساب" لمؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" محـمد بن زايد كأفضل شخصيةٍ دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021.
غير أن الملف الذي يضع سمو الشيخ محـمد في رأس قائمة قادة العالم العظام ـ من وجهة نظر شخصية ومتواضعة ـ ويحفر اسمه في سجل تاريخ الإنسانية الناصع، هو التعايش المشترك، وهو الملف الذي طالما شغل فكره وعقله، فمنحه اهتماماً خاصاً وسخّر له جُلّ وقته وجهده خلال السنوات الماضية، فالسلام والتسامح في فكر سموّه نهج حياة وممارسة يومية، لأنه يؤمن بأن العالم لن ينعم بالرخاء والتقدم والازدهار إلا بالتعايش، من خلال إبرازِ سماحة الأديان التي تحثُ على المحبة والوئام، وتدعو لنبذ العنف والحد من انتشار التعصب وإقصاء الآخر ونشر مفهوم الأخوة الإنسانية، وهو الفكر الذي جعل من الإمارات قبلة تتلاقى فيها الحضارات وتتلاقـح فيها الثقافات.
ولذلك فأن اختيار محـمد بن زايد رجلاً للإنسانية من قبل مؤسسة التعليم البابوية التابعة للفاتيكان، لم يأتِ من فراغ، وإنما تقديراً وتأكيداً على الدور العالمي الذي يقوم به في تعزيز قيم السلام والتعايش والأخوّة الإنسانية والتسامح، التي تجسّدت في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي استضافته أبو ظبي، بمشاركة قياداتٍ دينيةٍ وشخصياتٍ فكريةٍ وإعلاميةٍ من مختلف دول العالم، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر، تزامناً مع الزيارة التاريخية لبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، الذي كان الحبرَ الأعظمَ الأولَ الذي يزور شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام، ويقيم قداساً فيها.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه أيضاً الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تم الإعلان عن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها الدكتور الطيب والبابا فرنسيس، برعاية الشيخ محـمد الذي حرص على أن تظهر هذه الوثيقة للعالم بمبادئها السامية التي تجسّد رسالة سلام من الإمارات إلى العالم، وشكلت الوثيقة نقلة نوعية في طريق دعم الحوار بين الأديان وتعزيزه، ونشر قيم السلام، وقد اعتمدت الجمعيةُ العامة للأمم المتحدة بالإجماع، الرابعَ من شباط، يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية بناءً على مبادرة قدمتها الإمارات، بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
ومن المبادرات اللطيفة التي تكشف عن عمق المحبة التي يحملها الشيخ محـمد لأتباع الديانات الأخرى، إعلانه عام 2017 إطلاق اسم "مريم أم عيسى" على مسجد يحمل اسمه في أبوظبي، تحيط به مجموعة من الكنائس والكاتدرائيات الكاثوليكية والأرثوذكسية، في صورة غاية في الجمال للتسامح والتعايش السلمي واحترام الأديان.
محـمد بن زايـد،، نقولها هكذا دون ألقاب لأن الإسم وحده يكفي، يستحق اليوم منّا أن نطلق عليه "رجل الإنسانية والمحبة والتسامح"، وهو أقل ما يمكننا فعله تجاه قائد يحمل بيدٍ مشعلَ التقدم والحضارة، وبالأخرى مشعلاً للسلم والتعايش ومحبة الآخر، ويأخذ على عاتقه إغاثة كل محتاج للعون وحتى دون أن يطلب ذلك.
في ماليزيا كان هناك مهاتير محمد عرّابُ تقدمها وباني نهضتها، ولجنوب افريقيا كان نيلسون مانديلاً رمزُ السلام والتسامح، ولسكان التبت هناك الدالاي لاما "تينزن غياتسو" الداعي للتسامـح الديني ونبذ العنف، وفي الهند كانت الأم تيريزا التي سخّرت حياتها لإغاثة المنكوبين والمحتاجين والفقراء، أما في الإمارات فهناك الشيخ محـمد بن زايد آل نهيان، الذي جمعَ النهضةَ والتقدم، والسلامَ والتسامح، وحبّ الخير ومساعدة المحتاجين في شخص رجل واحد.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع