أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون استعدادا للسيناريو الأسوأ .. إسرائيل تجهز مشفى تحت الأرض استشهاد (روح) بعد عدة أيام من إخراجها من رحم والدتها حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن
سواليف حول الفوجيكا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة سواليف حول الفوجيكا

سواليف حول الفوجيكا

18-03-2022 05:14 AM

تعارفنا – جهاز التلفزيون وأنا- على بعضنا من خلال الشبابيك، ومارسنا البصبصة على بعض من خلال القضبان الخشبية المهترئة، المحمية بشباك حديدي صدئ.

فقراء كنا، لذلك كنا نشاهد التلفزيون من خلال شباك إحدى العائلات الأوفر حظا وتمتلك جهازا.

التلفزيون كان في أذهاننا كائن عجيب، يغني ويطلق النار ويلقى أخبار العالم من كل حدب وصوب على مسامعنا.

كبرنا، وأتاحت لنا الظروف أن نقتني اجهزة تلفزيون، ثم دخلنا مرحلة الساتلايت والقنوات المشفرة والفيديو والإنترنت .... وخلافه!

كل شي تغير وتبدل وتطور إلا نحن .... فما زلنا حتى الأن نشاهد ونبحلق في جميع أحداث العالم، لكأننا نشاهد هذا العالم من خلال شباك الجيران الخشبي صاحب الإطار المعدني الصدئ.

(2)

كنا ذات قرن أطفالا، كان للعالم طعم الشقاوة، ولم تكن الأرض قد أكملت تكورها في أذهاننا، ولا السماء قد أرست دعائمها في قلوبنا بعد.

كنا فقراء طبعا. كانت بقول الأرض وحبوبها هي طعامنا الدائم : عدس..عدس حب..عدس مجروش ...عدس منفوش .. شوربة عدس ...مجدرة عدس مع برغل..مجدرة عدس مع رز.

سئمنا العدس ومشتقاته، وكنا من وقت لآخر نعلن العصيان المدني، ونحاول أن نرفض تعاطي العدس. كانت أمي هنا تبوح بعبارتها السرية.

- هل تعرفون أن المسيح كان يفطر عدسا كل يوم؟؟

بالطبع لم نكن نقتنع بكلام الماما الرؤوم، لكننا نعرف أن لا شيء سوى العدس لدينا، فنقتنع بالإنسحاب المشرف من العصيان.

بعد عودة الأمور لطناجرها، كانت الوالدة تتسم بخبث ، لكني كنت الحظ شبح دمعة ترفض الإستسلام للأمر الواقع.

(3)

كان أبونا جورج يؤكد في كل حصة دين ، بِأن لكل واحد منا ملاكا حارسا ،يصحو وينام معه ويحرسه من الشيطان ، ومن الوقوع في التجارب ،ويحافظ عليه ويراقبه ويحميه من كل الأخطار.

في البداية، كنا نخاف من هذا الملاك، فهو يراقب شيطناتنا الصغيرة وخطايانا البائسة والتي كنا نعتقدها آنذاك من الفواحش، كأن نسرق الخوخ غير الناضج من بستان الجيران، أو نتلفظ بعبارات نابية تعلمناها للتو من زملاء الدراسة الأكبر.

شخصيا لم أكن اتذمر كثيرا من الملاك الحارس، وكان يتملكني إحساس بالرضى والزهو لأنني أنا الطفل الفقير الجائع المهمل الوسخ كان يمتلك ملاكا حارسا خاصا به، ويعمل (بدي قارد) لجنابه (جنابي).

كبرنا ونسينا قصة الملاك الحارس، كبرت همومنا وخطايانا، وكبرت الأخطار التي تواجهنا. كبر كل شرّ فينا، حتى صرنا نحتاج الى كتيبة كاملة من الحرس الملائكي لتحمينا من بعض شرور أنفسنا، ومن شرور وأخطار العالم المحيط.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع